نصائح لانطلاقة ناجحة في رحلة الاستثمار في أسهم البورصة

البورصة هي أشهر طرق الاستثمار - المصدرfreepik
البورصة هي أشهر طرق الاستثمار - المصدرfreepik

أسهم البورصة هي واحدة من مجالات الاستثمار التي يفضلها البعض، لكن قبل تداول الأسهم، يجب تحديد الأهداف بشكل واضح، وأيضاً تحديد المبلغ الأولي وفرصه في الأرباح، لأن البورصة رغم أهميتها إلا أنها شكل استثماري يحمل الكثير من المخاطر.
لذا، إن لم يكن لديكم خبرة سابقة في التعاطي مع البورصة؛ يجب أولاً معرفة الخطوات الأساسية للاستثمار في الأسهم لتجنب المخاطر، وفي هذا الصدد تحدثت "سيدتي" إلى رانية محمود الجندي، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للأوراق المالية، وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع.

كيف تبدأ رحلة الاستثمار في البورصة؟

رانية الجندي عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للأوراق المالية


من جانبها قدمت الجندي خبيرة الأوراق المالية مجموعة من الخطوات للبدء في الاستثمار في البورصة، وشملت التالي:

اختيار شركة الوساطة المالية

تقول الجندي إن البداية تبدأ باختيار شركة وساطة مالية موثوقة، ويتلخص دورها كما يبدو من الاسم في لعب دور الوسيط بين البائع و المشتري، كما أنها مسؤولة عن إتمام عمليات التداول، وكل ما يتعلق ببيع وشراء الأسهم.
كل شركة تقوم بتوفير الأسهم وأسعارها من خلال الموقع الإلكتروني، ويمكن لأي مستثمر التواصل معها وشراء الأسهم اللازمة حسب القدرة المالية والتوقعات الربحية، لاحقاً تتولى الشركة بيع الأسهم حسب رغبة المشتري مع تحديد "عمولة" عادة ما يتم الاتفاق عليها منذ بداية التعاقد والشراء، لكن قبل اختيار الشركة يجب مراجعة بعض البيانات مثل ترخيص الشركة والمقر والسمعة.

تحديد أهداف استثمارية واضحة

يجب أن يحدد المستثمر أهدافاً مالية واضحة ومحددة منذ البداية، لأن هذا من شأنه يساعد لاحقاً في اتخاذ قرارات الشراء والبيع، ابدأوا بتحديد أهدافكم المالية من البداية مع وضع الأهداف قصيرة الأمد وطويلة الأمد في الاعتبار، لأنها ستؤثر على الاستراتيجية الاستثمارية.
قد تكون مثلاً لديكم أهداف قصيرة المدى مثل الادخار لشراء منزل أو قضاء إجازة أو أهداف طويلة المدى؛ مثل تأمين تقاعد مريح أو تمويل تعليم الطفل.

متابعة الأحداث

الاستثمار في أسهم البورصة يرتبط بشكل واضح بالتغيرات السياسية والاقتصادية المحيطة، من ثم تقول خبيرة الأوراق المالية إنه يجب على المستثمر متابعة ما يحدث، وتردف "مثلاً حرب روسيا وأوكرانيا أثرت بشكل كبير على البورصة، وساعدت في صعود قطاعات على حساب أخرى"، وتضيف "يجب كذلك متابعة تحركات الأسواق، مثلاً إذا لاحظتم زيادة في أسعار العقارات فإن هذا من شأنه أن يؤثر على أسهم الشركات المتعلقة بالمجال، وهكذا".

البحوث الاقتصادية

البعض يتصور أن عملية البيع والشراء الخاصة بأسهم البورصة تتحرك وفقاً للتنبؤات، ولكن ما أشارت إليه الجندي هو دور البحوث الاقتصادية، وتقول "شركات الأوراق المالية توفر قسماً متخصصاً في البحوث الاقتصادية، والتي من شأنها توجيه المستثمرين"، لذلك تشدد الجندي على أهمية الاطّلاع على البحوث واختيار الوسيط الموثوق القادر على التنبؤ بالقطاعات الأكثر ربحاً.

ابدأ بمبلغ محدود

وتنصح الجندي بضرورة المخاطرة بمبلغ خارج إطار احتياجاتك يمكن الاستغناء عنه لفترة، وتوضح: "يمكنك التجربة في البداية لمدة ثلاثة أشهر أي ربع سنوي، ثم يتم تقييم التجربة ثم تتدفق المبالغ المالية وفقاً للأرباح التي تحققت".

تحمل المخاطر

الاستثمار في البورصة مجال محفوف بالمخاطر، من ثم يجب على المستثمر أن يكون حذراً ومؤهلاً من البداية، وهنا تشدد الجندي على أن مجال أسهم البورصة متقلب وقابل للارتفاع والانخفاض، كما أن الخسارة لا تعني استمرار الخسارة بينما قد يتعرض سهم للانخفاض، ثم يعاود الارتفاع وفقاً لمتغيرات عدة، وهنا تثمن الجندي دور الشركة الوسيطة في توجيه العملاء.

نصائح لاختيار مجال الاستثمار

الاستثمار في البورصة مجال له الكثير من المخاطر-المصدرfreepik


من النقاط الهامة عند الاستثمار في البورصة هو اختيار مجال الاستثمار، وهذا الشأن يختلف من مستثمر إلى آخر، من جانبها تقدم الجندي مجموعة من النصائح تساعدكم في اختيار أفضل الأسهم.
وتقول خبيرة الأوراق المالية إنه يجب على المبتدئين البحث عن الاستقرار، والمؤشرات التي تعزز إمكانية ارتفاع الأسهم مستقبلاً، فيما يلي أنواع الأسهم التي يُرجح الخبراء البدء بها:

الأسهم الراسخة

هي أسهم شركات كبيرة ومستقرة مالياً ولديها تاريخ في السوق، وهي عادة ما تكون شركات ضخمة في الصناعة، وتوفر الاستقرار أثناء تقلبات السوق.

الأسهم الموزعة للأرباح

تعد الشركات التي تدفع أرباحاً بانتظام خياراً جيداً للمبتدئين، لأنها توفر دخلاً منتظماً، كما أنها فرصة متاحة يمكن تنسيقها بسهولة مع الشركة الوسيطة.

أسهم النمو

هذا النوع من الاستثمار ربما يكون أفضل للمحترفين، لأن فرص النمو الكبيرة ترتبط كذلك بالمخاطر، لكنها بلا شك مربحة، ويمكن أن تتمثل في شركات الصناعات ذات الإمكانات طويلة الأجل؛ مثل التكنولوجيا أو الرعاية الصحية.

الأسهم المستقرة

توجد هذه الأسهم في الصناعات التي تميل إلى تحقيق أداء جيد حتى أثناء فترات الركود الاقتصادي؛ مثل المرافق والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية، وستمنحك هذه الأسهم حماية من تقلبات السوق عند البدء.
تنصح رانية الجندي أن تبدأ أي استثمار في البورصة بنموذج متحفظ مع التركيز على الأسهم أو الصناديق التي توفر الاستقرار ولها تاريخ من الأداء الجيد، وهذا من شأنه أن يمنح المستثمر المبتدئ الثقة، ويحقق العائدات لإعادة التداول.