مصريات يُضئن أولمبياد باريس: بطلات من الكفاح إلى العالمية

فريق منتخب مصر لسلاح المبارزة- تصوير خاص بـ«سيدتي»   
فريق منتخب مصر لسلاح المبارزة- تصوير خاص بـ«سيدتي»   

عندما نتحدث عن بطولات المرأة العربية، خاصة البطلات المصريات، يجب أن ندرك حجم التضحيات والمجهودات والإحباطات التي تعرضن لها في سبيل تحقيق أهدافهن وأحلامهن. هذه البطلات واجهن العديد من التحديات، ولكن بدعم وتشجيع مؤثر، تمكنّ من أن يصبحن رمزًا يُحتذى به في جميع المجالات، وليس فقط في الألعاب الأولمبية. اليوم، أصبحت العديد من اللاعبات المصريات من أشهر الأسماء على المستويين المحلي والعالمي، ويطمحن إلى تحقيق المزيد.

لكل واحدة منهن قصة متميزة، ولكن يجمعهن هدف واحد. لقد رسمت هؤلاء النساء بأنفسهن لوحات فنية رغبةً منهن في أن يصبحن علامة فارقة في الحدث الرياضي الأعظم على الإطلاق، تخوض البطلات المصريات تحديات جديدة على الساحة الدولية، حاملاتٍ معهن أحلامهن وآمال وطنهن إلى عاصمة النور.

هنّ لسن فقط رياضيات، بل هن رمز للأمل والتفاني، بمثابرتهن يثبتن أن الأحلام قابلة للتحقيق مهما كانت الظروف، وأن العمل الجماعي والدعم العائلي هما أسس النجاح الحقيقي.

وعبر السطور القادمة نتعرف إلى قصص النجاح والإصرار التي يرويها أبطال السباحة التوقيعية، سلاح المبارزة، الشراع، والكرة الطائرة الشاطئية، لتكون مثالاً حياً على قوة الإرادة والعزيمة، هؤلاء البطلات واجهن التحديات والصعوبات بشجاعة، وحولن الانتقادات والإحباطات إلى دافع لمزيد من الإنجازات.

هن مستعدات الآن للمشاركة في أولمبياد باريس 2024 التي تضم 32 رياضة مختلفة، وأكثر من 10,000 رياضي يمثلون أكثر من 200 دولة ويتنافسون على 306 ميداليات، وتُشارك مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة، وتضُم 24 لعبة أولمبية.

السباحة التوقيعية .. فراشات مصرية تسبحن على أنغام الماء


تحدثت قائدة فريق منتخب مصر للسباحة التوقيعية، نيهال سعفان لـ "سيدتي" عن حماس الفريق واستعدادهن للمشاركة في أولمبياد باريس 2024. نيهال، البالغة من العمر 27 عاماً، تمارس هذه الرياضة منذ 23 عاماً، وتُعتبر الأكبر سناً بين فتيات الفريق، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و22 عاماً.

بدأت رحلة الفريق منذ عامين، ويتكون من 12 لاعبة، شارك الفريق في ثلاث بطولات عالمية، بدءاً من فوكوكا باليابان في عام 2023، مروراً بالدوحة في عام 2024، وصولاً إلى التصفيات النهائية في يونيو 2024، وتم اختيار 9 لاعبات للمشاركة في الأولمبياد.

تحدثت نيهال عن الإحباطات التي واجهها الفريق، وكيف صُنعت بطولاتهن من خلال التغلب على التعليقات السلبية التي تلقينها، سواء على المستوى الشخصي أو الرياضي، أبرز هذه التعليقات كانت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرّضن لانتقادات حول ملابسهن وأدائهن، ومع ذلك، تعلمت الفتيات أن يتجاهلن هذه الانتقادات ويحولنها إلى دافع لتحقيق النجاح.

تعتبر الفتيات أن رياضة السباحة التوقيعية ليست مجرد استعراض مائي، بل تتطلب قدرات عالية من التحمل والصبر؛ إذ يبقين تحت الماء لمدة ثلاث دقائق دون تنفس كما أكدن أن هذه الرياضة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهن، ووسيلة لتشريف بلدهن.

وأشار الفريق إلى أن التحدي الأكبر هو العمل الجماعي، حيث يتطلب الأمر تنسيقاً عالياً وتعاوناً مستمراً، وأكدن أن الصبر والتفاني هما الصفات الأساسية التي اكتسبنها من خلال هذه الرياضة.

أول فريق نسائي مصري يتأهل في مبارزة السلاح


يتألف الفريق النسائي المصري لسلاح المبارزة من ناردين إيهاب، شرويت جابر، آية شريف، ولولوة عصام، التي تُعتبر الأصغر سناً بينهن حيث لم تتجاوز 17 عاماً، تمكنت الفتيات من تحقيق إنجازات كبيرة رغم التحديات التي واجهنها، وكان التحدي الأكبر هو التأهل لأولمبياد طوكيو، الذي لم يتحقق، ولكنهن واصلن المحاولة حتى تمكنّ من التأهل إلى أولمبياد باريس 2024.

تحدثت اللاعبات عن التضحيات الكبيرة التي قدمنها من أجل تحقيق هدفهن، وكيف أن الشغف والدعم المادي والمعنوي كانا أساس استمراريتهن، أكدن أن "الاستمرارية" هي شعارهن في الحياة، وأنهن رغم الهزائم والتحديات، يستمررن في المحاولة حتى الوصول إلى النجاح.

 

وفي هذا السياق، ربما ترغبين بالتعرف إلى قصة فتيات منتخب مصر للسباحة التوقيعية يتأهلن إلى أولمبياد باريس 2024

 

خلود المنسي: أمل الشراع المصري


خلود المنسي، البحّارة المصرية البالغة من العمر 25 عاماً، بدأت رحلتها في رياضة الشراع في سن التاسعة، وانضمت إلى منتخب مصر في سن الثالثة عشرة، تعتبر عائلتها الداعم الرئيسي لها؛ إذ كانوا يرافقونها في كل خطوة من خطوات مسيرتها الرياضية.

تحدثت خلود عن دور عائلتها في نجاحها، وكيف أن دعمهم المستمر كان الركيزة الأساسية لتحقيق إنجازاتها، ارتدت خلود قلادتين لهما مكانة خاصة في قلبها: قلادة الأولمبياد التي أهداها لها والداها عند تأهلها إلى طوكيو، وقلادة الشراع التي أهدتها لها جدتها في يوم ميلادها.

لاعبة الكرة الطائرة الشاطئية دعاء الغباشي: خسارتي بداية لمسار جديد


دعاء الغباشي، لاعبة الكرة الطائرة الشاطئية، بدأت رحلتها في هذا المجال منذ سن السادسة، التحقت بالمنتخب الوطني في عام 2014، وحققت العديد من الإنجازات، أبرزها المشاركة في أولمبياد 2016.

قررت دعاء التفرغ لتحقيق حلمها بالمشاركة في أولمبياد باريس 2024، بمساندة زوجها الذي يدعمها في كل خطوة، رغم الهزائم والضغوطات، تعتبر دعاء أن الخسارة كانت نقطة تحوّل، ودافعاً لمواصلة التدريب بجدية لتحقيق نجاح كبير في بطولة باريس هذا العام.

تطمح دعاء لتحقيق نتائج متميزة في الأولمبياد، وأن يكون لها إنجاز يُلفت انتباه الجميع، متجاوزةً مجرد المشاركة في هذا الحدث الرياضي الكبير.

تابعي أيضا قصة خلود المنسي لاعبة منتخب مصر للشراع: هدفي الفوز في أولمبياد باريس وبطولة العالم.. فيديو

وفي النهاية من خلال رحلتهن المليئة بالتحديات، يقدمن لنا دروساً في الصبر والإصرار، ويؤكدن أن النصر ليس مجرد هدف بل رحلة مليئة بالتضحيات والإنجازات، مشاركتهن في الأولمبياد ليست مجرد حضور في حدث رياضي عالمي، بل هي تأكيد على أن العزيمة والإرادة يمكنهما تحقيق المستحيل. فلتكن قصصهن مصدر إلهام لنا جميعاً، ودافعاً لتحقيق أهدافنا بطموح لا ينتهي.