أديبة سعودية شابة، اتخذت من أسطول الحرية التركي، الذي خرج من بحر مرمرة متجهًا إلى غزة فتعرض لهجوم إسرائيلي وحشي، نواة لروايتها «الحب فوق سطح مرمرة»، فحصدت بها جائزة الإنسان العربي العالمية من المركز العربي العالمي لحقوق الإنسان بالنرويج، ونالت عنها ثلاثة تكريمات مؤخرًا، في القاهرة من مؤسسة دار الهلال، وصالون غازي الثقافي العربي في دورته التاسعة عشرة، ومن المركز الثقافي التركي.. «سيدتي» التقت الأديبة السعودية مها عبود باعشن في الحوار التالي.
عندما انتهيت من كتابة الرواية ورشحت لنيْل جائزة الإنسان العربي العالمية من المركز العربي العالمي لحقوق الإنسان بالعاصمة النرويجية أوسلو.. هل كنت تتوقعين الفوز بها؟
فرع الجائزة بالرياض كان يتابعني لعدة شهور، وكان يبحث عن جديد، وعندما انتهيت من الرواية حصل عليها، لكن رده لم يأتِ سريعًا، ولكن عندما جاءني الخبر بفوزي بالجائزة، شعرت بأن هذا العمل، الذي اجتهدت من خلاله كثيرًا، هو أهم أعمالي إلى الآن، وتفاءلت بها كثيرًا، فلو لم تكن الرواية على قدر من الجودة ما كنت حصلت على تلك الجائزة العالمية، خاصة أنني كنت أول عربية وإعلامية تحصل على جائزة عالمية للسلام، ومن حظي أن يحصل عليها في الوقت ذاته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهد أبوظبي، ورجب طيب أردوغان.
رواية للسلام
ما هو هدف الرواية ورسالتها الحقيقية؟
أحسست بأنني قدمت رواية تدعو للسلام، وهي الرواية الثانية لي في هذا الإطار، ولكن كان فيها وجود لأديان متعددة، فهناك الصداقة التي تجمع بين فتاة يهودية وأخرى مسلمة، فالذين تعاطفوا مع القضية الفلسطينية أناس من مختلف الأجناس والأعراق والديانات، جمعتهم المحبة. هذا العمل فيه محبة أكثر، إذ يجب أن نحب بعضنا البعض، ويجب ألا نجعل الدين سببًا في فرقتنا أو كرهنا لبعض؛ لأننا نتعامل معًا بالروح والفطرة التي خلقنا الله عليها.
هل لديك صديقات من هذا النوع في حياتك الخاصة، كالصديقة اليهودية مثلاً؟
بالتأكيد لديَّ صديقات كثيرات من جنسيات وأديان مختلفة، أنا أتعامل مع الإنسان كإنسان، ولا أفكر قبل أن أتعامل معه ما هي جنسيته أو دينه، طالما أن قلبه طيب معي، ولا يكنّ لي أي حقد أو كراهية، لابد أن أتعاون معه، فلماذا نخلق الفتن فيما بيننا؟
عندما نجحت الرواية هل أحببت الأدب أكثر؟
بالتأكيد، والآن أسأل نفسي ما هي الرواية الجديدة التي يجب أن أشتغل عليها؟ فأنا الآن أشعر بأنني لا أستطيع أن أكتب مجرد رواية عاطفية بسيطة، لابد من حدث كبير أنطلق من خلاله مثل رواية «الحب فوق سطح مرمرة»، التي انطلقت فيها من خلال حدث عالمي مهم، وهو تحرك أسطول الحرية التركي من بحر مرمرة لفك الحصار عن غزة، وتعرضه لوحشية الإسرائيليين، الذين قتلوا وأصابوا العشرات على ظهر السفينة، وهذا الحدث المهم جعلني أنسج حوله القصص العاطفية التي أبغيها.
دمج السياسي بالعاطفي
لكن دمج الأحداث السياسية والوقائع التاريخية بالقصص العاطفية ليس بالأمر السهل؟
بالتأكيد، ولكن لو كانت الأحداث سياسية فقط فستكون جافة، والمثقف السياسي لا يحب أن يعرف مجرد وقائع ومعلومات تاريخية من خلال رواية أو عمل أدبي.. أنا أدخلت المعلومات السياسية والتاريخية بطريقتي الخاصة من خلال حب ورومانسية وغيرة وكراهية، وكل الأشياء التي تعتمد على المشاعر والأحاسيس الإنسانية.
كيف ترين المرأة السعودية التي تفوقت مؤخرًا في مجال الرواية والأدب؟
في السنوات الأخيرة حصلت المرأة السعودية على حريتها في الصحافة والأدب والقصص، ولكن أكيد لا تزال هذه الحرية محدودة، إذ لا يمكنها أن تخرج عن خطوط معينة.
أما بالنسبة لي، فالكتابة في حد ذاتها لن توصلني إلى شيء إذا لم أجد الدعم من أسرتي، فكوني كاتبة ولي اهتمامات إعلامية من الممكن أن يتقبلني البعض، وأن يرفضني الآخرون، لكن دعم أسرتي، ووالدي بشكل خاص، له دور كبير في إنجاز أعمالي الأدبية أو الفنية، ككاتبة روائية وقصصية وشاعرة وفنانة تشكيلية.
بعد أن حصلت على جائزة عالمية عن رواية «الحب فوق سطح مرمرة» هل هناك إبداعات جديدة في الطريق؟
أعمل حاليًا على فكرتين؛ الأولى عمل إنساني سياسي، والآخر كوميدي، ولم أنتهِ بعد من كتابة الخطوط العريضة لهما، ولكن أنا بحاجة إلى حدث مهم لكي أنطلق منه في هذين العملين، كالحدث الذي انطلقت منه في روايتي الأخيرة.
تعتبر الكتابة الكوميدية من أصعب ألوان الكتابات، خاصة إذا تحولت إلى عمل فني؛ لأنه من السهل أن تبكي الجمهور لكن من الصعب أن تضحكيه.. فهل تؤمنين بهذه النظرية؟
بالتأكيد، وعندما أكتب الكوميديا لابد أن أمتلك أدوات هذا اللون من الكتابات الأدبية، خاصة أنه طُلب مني كتابة عمل مسرحي كوميدي في الوقت الحالي.
النقد البناء
هل صحيح أن روايتك «الحب فوق سطح مرمرة» في طريقها للتحول إلى مسلسل تلفزيوني؟
عندما كتبت الرواية كان الغزو الدرامي التركي للوطن العربي على أشده، وبما أن أحداثًا كثيرة من الرواية دارت رحاها في المجتمع التركي، ولأنها رواية كبيرة الحجم وفيها تفاصيل كثيرة وأحداث مهمة في عدة دول، مثل مصر وسوريا ولبنان وتركيا وفرنسا، فمن هنا أتمناها أن تكون مسلسلاً على طريقة المسلسلات التركية الطويلة.
هل تؤمنين بالنقد وتعملين حسابًا له؟
من المؤكد أنني أؤمن بالنقد البناء، وليس الهدام، فأحيانًا يكون النقد لأهداف مغرضة كالغيرة من العمل ذاته، ولكن أنا أكون مقتنعة بمن ينتقدني إذا ما كان متخصصًا في النقد الأدبي.
هل خضعت روايتك «الحب فوق سطح مرمرة» لتشريح وتحليل الناقد المتخصص؟
أكيد، وقد أعجبت جدًا بنقدين للكاتب عادل عبد الصمد، رئيس تحرير كتاب الهلال وروايات الهلال ومجلة الهلال، وكلها إصدارات أدبية عن دار الهلال معنية بالثقافة والأدب والفكر، وأيضًا أستاذة النقد بكلية الألسن بجامعة عين شمس، د. فاطمة الصعيدي، وقد قدم كل منهما دراسة نقدية عن الرواية بكل ما فيها، وشعرت بأنهما كانا معي عندما كنت أكتب الرواية؛ نظرًا لفهمهما الشديد للعمل بكل تفاصيله الدقيقة والعميقة، فكان نقدهما متميزًا، وهذا ما شجعني كثيرًا على المضي قدمًا في عملي الجديد.
كونك روائية وقاصة وشاعرة وفنانة تشكيلية.. أي من هذه الإبداعات تمثل الاحتراف في حياتك، وأيها تمثل الهواية؟
أعتبر نفسي روائية محترفة، وأنا عاشقة للرواية، وأعتبر عملي في الشعر والفن التشكيلي مجرد هواية، ولكن نابعة عن دراسة أيضًا.
كيف تقيمون آراء الروائية باعشن، وهل تعدونها كاتبة محترفة كما صرحت..؟ شاركونا بآرائكم.
فرع الجائزة بالرياض كان يتابعني لعدة شهور، وكان يبحث عن جديد، وعندما انتهيت من الرواية حصل عليها، لكن رده لم يأتِ سريعًا، ولكن عندما جاءني الخبر بفوزي بالجائزة، شعرت بأن هذا العمل، الذي اجتهدت من خلاله كثيرًا، هو أهم أعمالي إلى الآن، وتفاءلت بها كثيرًا، فلو لم تكن الرواية على قدر من الجودة ما كنت حصلت على تلك الجائزة العالمية، خاصة أنني كنت أول عربية وإعلامية تحصل على جائزة عالمية للسلام، ومن حظي أن يحصل عليها في الوقت ذاته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهد أبوظبي، ورجب طيب أردوغان.
رواية للسلام
ما هو هدف الرواية ورسالتها الحقيقية؟
أحسست بأنني قدمت رواية تدعو للسلام، وهي الرواية الثانية لي في هذا الإطار، ولكن كان فيها وجود لأديان متعددة، فهناك الصداقة التي تجمع بين فتاة يهودية وأخرى مسلمة، فالذين تعاطفوا مع القضية الفلسطينية أناس من مختلف الأجناس والأعراق والديانات، جمعتهم المحبة. هذا العمل فيه محبة أكثر، إذ يجب أن نحب بعضنا البعض، ويجب ألا نجعل الدين سببًا في فرقتنا أو كرهنا لبعض؛ لأننا نتعامل معًا بالروح والفطرة التي خلقنا الله عليها.
هل لديك صديقات من هذا النوع في حياتك الخاصة، كالصديقة اليهودية مثلاً؟
بالتأكيد لديَّ صديقات كثيرات من جنسيات وأديان مختلفة، أنا أتعامل مع الإنسان كإنسان، ولا أفكر قبل أن أتعامل معه ما هي جنسيته أو دينه، طالما أن قلبه طيب معي، ولا يكنّ لي أي حقد أو كراهية، لابد أن أتعاون معه، فلماذا نخلق الفتن فيما بيننا؟
عندما نجحت الرواية هل أحببت الأدب أكثر؟
بالتأكيد، والآن أسأل نفسي ما هي الرواية الجديدة التي يجب أن أشتغل عليها؟ فأنا الآن أشعر بأنني لا أستطيع أن أكتب مجرد رواية عاطفية بسيطة، لابد من حدث كبير أنطلق من خلاله مثل رواية «الحب فوق سطح مرمرة»، التي انطلقت فيها من خلال حدث عالمي مهم، وهو تحرك أسطول الحرية التركي من بحر مرمرة لفك الحصار عن غزة، وتعرضه لوحشية الإسرائيليين، الذين قتلوا وأصابوا العشرات على ظهر السفينة، وهذا الحدث المهم جعلني أنسج حوله القصص العاطفية التي أبغيها.
دمج السياسي بالعاطفي
لكن دمج الأحداث السياسية والوقائع التاريخية بالقصص العاطفية ليس بالأمر السهل؟
بالتأكيد، ولكن لو كانت الأحداث سياسية فقط فستكون جافة، والمثقف السياسي لا يحب أن يعرف مجرد وقائع ومعلومات تاريخية من خلال رواية أو عمل أدبي.. أنا أدخلت المعلومات السياسية والتاريخية بطريقتي الخاصة من خلال حب ورومانسية وغيرة وكراهية، وكل الأشياء التي تعتمد على المشاعر والأحاسيس الإنسانية.
كيف ترين المرأة السعودية التي تفوقت مؤخرًا في مجال الرواية والأدب؟
في السنوات الأخيرة حصلت المرأة السعودية على حريتها في الصحافة والأدب والقصص، ولكن أكيد لا تزال هذه الحرية محدودة، إذ لا يمكنها أن تخرج عن خطوط معينة.
أما بالنسبة لي، فالكتابة في حد ذاتها لن توصلني إلى شيء إذا لم أجد الدعم من أسرتي، فكوني كاتبة ولي اهتمامات إعلامية من الممكن أن يتقبلني البعض، وأن يرفضني الآخرون، لكن دعم أسرتي، ووالدي بشكل خاص، له دور كبير في إنجاز أعمالي الأدبية أو الفنية، ككاتبة روائية وقصصية وشاعرة وفنانة تشكيلية.
بعد أن حصلت على جائزة عالمية عن رواية «الحب فوق سطح مرمرة» هل هناك إبداعات جديدة في الطريق؟
أعمل حاليًا على فكرتين؛ الأولى عمل إنساني سياسي، والآخر كوميدي، ولم أنتهِ بعد من كتابة الخطوط العريضة لهما، ولكن أنا بحاجة إلى حدث مهم لكي أنطلق منه في هذين العملين، كالحدث الذي انطلقت منه في روايتي الأخيرة.
تعتبر الكتابة الكوميدية من أصعب ألوان الكتابات، خاصة إذا تحولت إلى عمل فني؛ لأنه من السهل أن تبكي الجمهور لكن من الصعب أن تضحكيه.. فهل تؤمنين بهذه النظرية؟
بالتأكيد، وعندما أكتب الكوميديا لابد أن أمتلك أدوات هذا اللون من الكتابات الأدبية، خاصة أنه طُلب مني كتابة عمل مسرحي كوميدي في الوقت الحالي.
النقد البناء
هل صحيح أن روايتك «الحب فوق سطح مرمرة» في طريقها للتحول إلى مسلسل تلفزيوني؟
عندما كتبت الرواية كان الغزو الدرامي التركي للوطن العربي على أشده، وبما أن أحداثًا كثيرة من الرواية دارت رحاها في المجتمع التركي، ولأنها رواية كبيرة الحجم وفيها تفاصيل كثيرة وأحداث مهمة في عدة دول، مثل مصر وسوريا ولبنان وتركيا وفرنسا، فمن هنا أتمناها أن تكون مسلسلاً على طريقة المسلسلات التركية الطويلة.
هل تؤمنين بالنقد وتعملين حسابًا له؟
من المؤكد أنني أؤمن بالنقد البناء، وليس الهدام، فأحيانًا يكون النقد لأهداف مغرضة كالغيرة من العمل ذاته، ولكن أنا أكون مقتنعة بمن ينتقدني إذا ما كان متخصصًا في النقد الأدبي.
هل خضعت روايتك «الحب فوق سطح مرمرة» لتشريح وتحليل الناقد المتخصص؟
أكيد، وقد أعجبت جدًا بنقدين للكاتب عادل عبد الصمد، رئيس تحرير كتاب الهلال وروايات الهلال ومجلة الهلال، وكلها إصدارات أدبية عن دار الهلال معنية بالثقافة والأدب والفكر، وأيضًا أستاذة النقد بكلية الألسن بجامعة عين شمس، د. فاطمة الصعيدي، وقد قدم كل منهما دراسة نقدية عن الرواية بكل ما فيها، وشعرت بأنهما كانا معي عندما كنت أكتب الرواية؛ نظرًا لفهمهما الشديد للعمل بكل تفاصيله الدقيقة والعميقة، فكان نقدهما متميزًا، وهذا ما شجعني كثيرًا على المضي قدمًا في عملي الجديد.
كونك روائية وقاصة وشاعرة وفنانة تشكيلية.. أي من هذه الإبداعات تمثل الاحتراف في حياتك، وأيها تمثل الهواية؟
أعتبر نفسي روائية محترفة، وأنا عاشقة للرواية، وأعتبر عملي في الشعر والفن التشكيلي مجرد هواية، ولكن نابعة عن دراسة أيضًا.
كيف تقيمون آراء الروائية باعشن، وهل تعدونها كاتبة محترفة كما صرحت..؟ شاركونا بآرائكم.