عبد الرحمن الأبنودي: لا أقرأ إلا بالعربية

شاعر العامية الشهير عبد الرحمن الأبنودي لديه العديد من الدواوين الشعرية بلغت 21 ديوانًا، أشهرها السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها. ومن أشهر كتبه كتاب «أيامي الحلوة»، كما ألف للعديد من المطربين المشاهير في عالم الغناء، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية.. الأبنودي يتحدث لـ «سيدتي نت» حول القراءة والكتب وآخر ما طالعه في هذه الدردشة:


ما الجديد الذي تقرأه حالياً؟
كتاب «قذع» للشاعر الشاب الراحل أسامة الدناصوري عنوانه «كلبي الهرم كلبي الحبيب»، وأقرأ كل ما كتب عن الثورة المصرية سواء أكان شعراً أم يوميات، وأظنني قرأت كل ما كتبه تميم البرغوثي، وهشام الجخ، ولي ملاحظات جمة على تجربته، فهو يملك كاريزما جبارة في الإلقاء والتلون الدرامي- (الميلودي) وقت إلقائه الشعر، وهذا مطلوب، ولكن الأهم بالنسبة للكاتب المبدع -وتحديداً الشاعر- هو امتلاكه ذخيرة وتراثاً وتجربة تخصه ذاتياً، وتكون نتاجاً شعرياً وطبيعياً لنهله وقراءته لكل المنجز الشعري، ولكل الأجيال. يجوز أنني لا يحق لي تقييم أحد، ولكني اعتبرت فترة التناحرات والغضب التي تشهدها مصر فرصة للتقرب من العوالم الشعرية الجديدة التي ولدت ضد الثورة، والاحتجاجات والغضب، أكتب الشعر نعم، ولكني أقرأ أكثر من أن أكتب.
* كيف هي علاقتك بالكتاب؟
بسبب حبي للكتاب أذهب خلسة إلى مكتبات القاهرة وحدي دون ضجيج، وأحياناً ما أخرج من بيتي في رحلة مفاجئة لمدينة الإسماعيلية، حيث إن إقامتي الآن، ومنذ قيام الثورة تقتصر على المدينتين: الإسماعيلية والقاهرة.
* كتاب أعجبك اطلعت عليه مؤخراً؟
- أعجبني كتاب في حضرة «نجيب محفوظ» آخر ما حكى، وأفاض وفضفض كاتبنا الكبير محمد سلماوي، الكاتب يتناول تفاصيل اللقاءات التي تمت بين محفوظ، وبعض أكبر الشخصيات الروائية العالمية أمثال: نادين جورديمر الجنوب الأفريقي، وباولو كويللو البرازيلي، وأرثر ميللر الكاتب المسرحي الأميركي الشهير، وأحمد زويل، ومحمد حسنين هيكل وغيرهم، وغالبية من تناولهم الكتاب حصلوا على جائزة نوبل، وكانت تربطهم بنجيب محفوظ علاقات إبداعية، وهو من إصدار (المصرية اللبنانية)، سبق أن ترجمه، أو كتبه سلماوي بالفرنسية، واحتفوا به في فرنسا احتفاءً عظيماً.
* إلى أي أنواع الكتب يميل الأبنودي؟
- أعشق قراءة كتب الفلسفة، وتحديداً فلسفة الأقليات، ومكتبتي تحتوي على العديد من العناوين المهمة لفلاسفة أمثال (نيتشه) الألماني، وجان جاك روسو الفرنسي، وتلازمني قراءة الشعر وتحديداً منذ آمنت بهم وبموهبتهم وجذوتهم الشعرية مثل محمود درويش، وبلند الحيدري، وبيرم التونسي. وعمنا جاهين، وفؤاد حداد، وكل أجيال الشعر وتحديداً العامية. وهناك طفرة غير معقولة تحدث في هذا المسار من قبل أجيال جديدة، تملك رؤية معاصرة للعالم والأحداث ولشكل السخرية.
* هل تقرأ بلغات أخرى غير العربية؟
لا أقرأ إلا بالعربية، لغة الضاد، هي بحر الحكاية، والدراما، والشعر، ومهد الأساطير. ولكل هذه الأسباب كان كتابي الأخير «عن البحر»، وهو مؤلف لاتيني تناول ثقافة البحر، وتراثه، وأغانيه، وحكاياته مستحضراً تجارب حية من كافة دول العالم خاصة في الجنوب الأوروبي، والأفريقي وخلافه، ولكني أحببت كتاب أسامة الدناصوري «كلبي الهرم كلبي الحبيب»؛ لأنه تجربة ذاتية عن المرض، والقمر، والجهل، والتسلط.