قد تنتقلين وعائلتك إلى منزل جديد، ويغمر قلب الجميع السعادة... ولكن، هل تعلمين أنّ بعض الأطفال قد يصاب بالاكتئاب نتيجة هذا الانتقال، بسبب فقدانه لأصحابه ومن تربّى معه، وكذلك مدرسته ومدرسيه الذين اعتاد عليهم؟ كما أن هنالك من يتأثر حتى بتغيير أشيائه واختلاف موضعها في البيت الجديد.
«سيدتي» تكشف لك الأسباب الكامنة خلف هذه الحال، وتضع بين يديك الحلول قبل الانتقال إلى منزل جديد.
توضح الاستشاريّة التربويّة مها شاهين لقارئات «سيدتي» أنّ ثمّة أسباباً تجعل طفلك يجد صعوبة في التكيّف مع فكرة الانتقال للسكن الجديد، أبرزها:
* إحساسه بفقدانه للمكان.
* إحساسه بضياع أصدقائه الموجودين في الحي أو البناية.
* شعوره بعدم الراحة أو عدم التأقلم مع المدرسة التي سينتقل إليها أو المدرّسين الجدد.
* الخوف من الغرباء الجدد أو أن يضلّ طريق البيت.
* القلق من الاستهزاء أو التهكّم عليه ومن عدم استطاعته التوافق مع أصدقاء جدد.
حلول تبدأ من الأم
لذا، يجدر بك قبل أي شيء أن تظهري حبّك له، وتهتمّي بمشاعره ولا تصغّريها وتجعليها من التوافه. إليك بعض الحلول التي ستساعدك على تخطّي هذه المشكلة:
* حافظي على العادات التي عوّدت أطفالك عليها (موعد العشاء أو قراءة قصة في غرفة الجلوس)، ما يشعره بالارتياح بأنّ الأمور ماتزال كما هي.
* نسّقي ديكور غرفة طفلك بنفس الطريقة التي كانت في البيت القديم ليشعر بالطمأنينة، ثمّ اقترحي عليه بعد مدة تغيير ديكور الغرفة.
* تكلّمي معه واجعليه يتحدّث عن مشاعره وتقبّلي كونه حزيناً أو غاضباً من الانتقال، وافهمي وجهة نظره.
* لا تجعليه يتمادى ويوجّه لك كلمات أو عبارات قاسية، وإنما تحدّثي معه عن حلم الانتقال والأسباب ووضّحي وجهة نظرك ببساطة.
* لا تعبّري عن مشاعرك السلبيّة بسبب الانتقال، وتحدّثي بعد ذهابه أو عند عدم وجوده حتى لا يتأثر.
* ابني خط تواصل بين البيت القديم والجديد، واجعليه يزور المكان الذي تربّى فيه وكبر، وكوّن مجتمعه الخاص فيه.
* اقترحي عليه بأن يزور أصدقاؤه بيته الجديد، فكل جديد هو بالنسبة إليهم جميل.
* شجّعيه على أن يتعرّف على أصدقاء جدد من الجيران أو في نفس الحي.
حلول تبدأ من الأب
من جهة ثانية، يضطلع الأب بدور فعّال في هذا الصدد، ويضع بعض الحلول ليحسّن من نفسيّة طفله، منها:
* أخذه في جولة حول المنزل وتعريفه إلى المنازل المجاورة.
* تعريفه إلى الجيران بنفس العمارة أو الذين يسكنون إلى جوارهم.
* تعريفه إلى بائع التموين أو المغسلة.
* البحث معه على أقرب مسجد والتعرّف إلى إمامه.
* تكليفه ببعض المهام لينشغل بها عن التفكير، كزرع الزهور، أو وضع وتركيب صندوق البريد، أو ترتيب مرآب السيارة.
* دعوة الآباء والأبناء المجاورين له والتعرّف إليهم.
* زيارة المدرسة الخاصة به لاكتشاف المكان.
خطّطي مسبقاً قبل الانتقال
* قبل الانتقال بأسبوعين، قومي بزيارة للمنزل حتى تكوّني لأطفالك صورة واضحة عن المكان، وخذي مقترحاتهم حول تنسيق غرفتهم.
* ابحثي عن اهتمامات طفلك، كاللعب في حديقة الحي أو الكرة مع أطفال الحارة أو الجيران، وابحثي بعدها عن الأماكن واكتشفي نظافتها والموجودين فيها.
* لا تتخلّصي من الألعاب القديمة التي كانت موجودة في البيت، فالأطفال يتضايقون لدى انتقالهم إلى المنزل الجديد، خصوصاً عندما لا يجدون شيئاً من ألعابهم بالمنزل القديم.
* اجعلي أول ترتيب في المنزل الجديد لغرف أطفالك حتى يرتاحوا من عناء الفوضى وتكون ملاذهم وقت الراحة.
* خطّطي أين سيكون أطفالك في يوم الانتقال كي لا يضجروا من كثرة الأعمال وأصوات التركيب.
* أخرجي طفلك يوم الانتقال من المنزل القديم لكي لا يشاهد الأشياء وهي تنتقل فيشعر بالحزن ويستحضر الذكريات.
* رتّبي أشياء طفلك في صندوق ورقّميها على حسب الترتيب الأوليّ. وقومي بعدها بترتيبها حسب ما يريد.
* وفّري لطفلك دفتراً خاصاً يكتب فيه أرقام أصدقائه ومدرّسيه وجميع أحبابه، مع كلمة بسيطة للذكرى.
* التقطي له الصور معهم ليتذكّرهم عندما يكبر.
* أقيمي حفلة بسيطة تضمّ الأمهات والأطفال واشكريهم على الاهتمام بأطفالك، واطلبي منهم أن يزوروا المنزل الجديد وأن لا يقطعوا صلتهم بأطفالك، وأن يعاملوه كما لو أنّه ما يزال موجوداً بينهم.
* تعرّفي مسبقاً إلى الأمهات الموجودات في عمارتك أو حول منزلك وعرّفي طفلك عليهنّ.
* اكتبي مخطّطاً تعريفياً عن المنزل، واكتبي فيه بخط اليد الوصف وأرقام الهواتف واجعليها في حقيبة طفلك في المدرسة أو في جيبه في حال ضلّ الطريق.