الكشّافة نظام تطوّعي يُكسب الطفل 10 خصال حميدة


ينشد النشاط الكشفي أهدافاً تربويةً عدّة، تتلخّص في حثّ الطفل على بناء شخصيته وتعليمه قيم دينه ودفعه إلى الالتزام بعادات وتقاليد مجتمعه.


"سيدتي" اطّلعت من المدرّبة في "جمعية مرشدات المملكة العربية السعودية" سعاد سعيد العمري على أهمية تطبيق النشاط الكشفي في المدارس السعودية، خصوصاً في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و12 عاماً.

 


النشاط الكشفي تطوّعي يهدف إلى تنمية النواحي الإنسانية والروح الوطنية في نفس الطفل، ما يساعده على بناء شخصيته ويدفعه إلى خدمة المجتمع في النواحي البيئية والصحية والإجتماعية. وفي هذا الإطار، يؤكّد علماء النفس على أن تنشئة الطفل على قواعد النظام الكشفي الملتزم يقلّل من تعرّضه إلى الانحرافات السلوكية والمشكلات النفسية في سنّ المراهقة. ويرتكز النشاط الكشفي على مجموعة من الأسس، أبرزها:  

 

العمل الجماعي

ينمّي النشاط الكشفي روح القيادة وتحمّل المسؤولية لدى الأطفال ويعزّز الانتماء إلى الجماعة والتعاون بين أعضاء المجموعة الواحدة، وذلك من خلال اتفاقهم على تسمية قائد ينوب عنهم ويمثّلهم أمام المجموعات الأخرى والتي تتكوّن من 5 إلى 8 أولاد، ما يؤدّي إلى حسن استغلال العمل والاستفادة من الخبرات والطاقات. 

وقد أوجز المتخصّصون مميّزات العمل التعاوني في المجموعات الصغيرة، على الشكل التالي:  

إتاحة الفرصة لكل طفل أن يؤدّي واجبه ويقوم بمسؤولياته كاملة تجاه جماعته.

الاستفادة من قدراته مهما كانت ضعيفة لتحقيق الأهداف المنشودة ضمن المجموعات الصغيرة.

تنمية شعور الانتماء من خلال تعليمه أسس التربية الوطنية، كما تعزيز روح المنافسة من خلال السعي المستمر لتحقيق المراتب الأولى في الأنشطة المختلفة بما يجعل علم مجموعته في الصدارة.

 

احترام القائد

يحثّ النشاط الكشفي على تعليم الطفل احترام الكبير من خلال تنشئته على طاعة أوامر قائد المجموعة التي ينتمي إليها واتّباع تعليماته، ما يحفّزه على تطبيق مفهوم القدوة واحترامها. وفي هذا الإطار، ينصح علماء النفس الوالدين بإيداع المجال لطفلهما باختيار قدوته بنفسه بدون تأثير منهما على قراره. ومن جانب آخر، يؤكّد النشاط على صفة عطف الكبير على الصغير من خلال إسراع الأطفال الأكبر سناً في تقديم يد العون والمساعدة للأعضاء الصغار عند الحاجة.

 

تنمية الروح الوطنيّة

يؤكّد علماء النفس على أن مشاعر الانتماء لدى الأطفال تكون في أعلى درجاتها أثناء قيامهم بترديد النشيد الوطني خلال مراسم رفع العلم. وللعلم مراسم خاصّة يتعلّم منها الطفل حب الوطن، أبرزها: أخذ وضع الاستعداد وأداء التحية عند رفع العلم، مع الإشارة إلى أن رفع العلم في الكشافة يجب أن يتمّ بسرعة اعتزازاً وفخراً به. وفي المقابل، يكون إنزال العلم ببطء حزناً وأسفاً على ذلك، ما ينتج علاقة خاصّة بين الطفل والعلم يشعر من خلالها بالانتماء إلى وطنه، ويزداد هذا الانتماء كلّما انتقل إلى مرحلة جديدة. ولا يمكن إغفال أهمية تطبيق برنامج "اعرف وطنك" في مدّ الطفل بالمعلومات عن تاريخ ومعالم وموقع البلد الذي ينتمي إليه.

 

الصفات العشر

يساعد التحاق الطفل بفريق الكشافة في المدرسة الأم على اكتشاف بذور الصفات الحميدة في شخصية طفلها وتنميتها، وهي:

الشرف: تُلزمه هذه الصفة باحترام حقوق الآخرين والحفاظ على أمانات الغير وعدم السطو عليها وأدائها في مواعيدها.

الالتزام: تحثّ هذه الصفة على أداء الواجب وتحمّل المسؤولية كاملة تجاه الجماعة، بما يؤهّل الطفل أن يكون عضواً منتجاً ونواةً صالحةً في المجتمع.

الاقتصاد وعدم التبذير: يتعلّم الطفل هذه الصفة في سن مبكرة للحفاظ على النعم والاقتصاد.

النفع وحب الخير: صفة تجعله يشعر أنّه عضو نافع في جماعته، فيتواجد في الحالات الطارئة والأعمال التطوّعية (مساعدة المحتاجين أو إسعاف المصابين أو العناية بالمرضى وكبار السنّ).

الطاعة: صفة ينتهجها الطفل تجاه قائد المجموعة التي ينتمي إليها، فلا يخالف أوامره وينفّذ تعليماته مهما كانت الظروف.

الصداقة: صفة تدعو إلى اكتشاف البيئة المحيطة وتبادل الخبرات بين المجموعات الصغيرة  لتحقيق أهداف النشاط واستمراره.

الإخلاص: من مظاهرها إنكار الذات الذي يدعم أواصر الصداقة بين أطفال المجموعة الواحدة،  رافعين شعار "الكلّ في واحد".

النظافة الشخصية: من بين أهم الصفات التي يحثّ عليها النشاط الكشفي.   

الابتسامة: يجب أن يكون طفل الكشافة بشوشاً دائم الابتسامة والمرح، ما يضفي مزيداً من الشعور بالتفاؤل والمحبة لدى الغير.

الأدب: يلزم النشاط الكشفي الطفل بتعاليم الأدب والأخلاق، فلا يجوز له أن يسبّ أو يشتم غيره حتى لو أخطأ في حقه بل عليه نصح المخطئ بطريقة مهذّبة.


رسائل للأمهات

رسائل للأمهات

شجّعي طفلك على الالتحاق بفريق الكشافة في المدرسة، وناقشيه في ما يقوم به يومياً ومدى الاستفادة منه في صلاح الأسرة وخدمة المجتمع.

راقبي التغييرات الإيجابية في سلوك طفلك والمكتسبة من التحاقه بفريق الكشافة في المدرسة، واعملي على تنميتها والثناء عليها أمام أفراد العائلة، ما يشجّعه على الاستمرار والالتزام.

لا تقلقي من تأثير التحاق طفلك بالكشافة على مستواه الدراسي، فقد أكّد المتخصّصون على أن النشاط الكشفي يساعد الطفل في اكتشاف جوانب جديدة في شخصيته تؤهّله لتحقيق نتائج دراسية أفضل.

اسمحي لطفلك أداء واجباته ومسؤولياته تجاه مجموعته، ولا تفرضي عليه المزيد من القيود.

عبّري لطفلك عن مشاعر الفخر والاعتزاز بما يقوم به من أنشطة تجاه مجتمعه عبر استخدام أسلوب الثناء عليه ومكافأته مادياً أو معنوياً أمام أقرانه وأفراد عائلته.

واظبي على حضور اجتماع أمهات أطفال الكشافة عند دعوتك إليها. 

احتفظي بالشارات التي يحصل عليها طفلك من إنجازاته في مكان بارز في المنزل.

لا تفرضي قيوداً على خروج طفلك في رحلات استكشافية يحدّدها له قائد المجموعة، إذ تساعده هذه الرحلات على بناء شخصية استقلالية.