ما الضرورة الملحة التي دفعتكم لتأسيس هيئة إسلامية عالمية للمحامين؟
ظهرت الحاجة إلى مثل هذا المشروع استجابة لتوصية مؤتمر مكة المكرمة السابع بإنشاء هيئة استشارية من المتخصصين في القوانين والأنظمة العالمية، تعمل في إطار رابطة العالم الإسلامي، مهمتها المتابعة القانونية للإساءات، والتعرف إلى الوسائل القانونية لمنعها بما فيها رفع دعاوى قضائية على كل من يسيء إلى الدين الإسلامي، وذلك أمام المحاكم المختصّة في بلد المسيء، وكذلك أمام المحاكم الدولية، والنمو المتسارع للمؤسسات المالية الإسلامية، وتزايد الإقبال على الاستثمار فيها، ما أوجد حاجة ملحة لتقديم الدعم والعون لها فيما يتعلق بالجانب الحقوقي والقانوني؛ لأنّ عدم إدراك طبيعة عمل المؤسسات المالية الإسلامية التي تستند في تعاملاتها إلى الشريعة الإسلامية ساهم في نشأة بعض النزاعات والخلافات القانونية، واتساع حجم التعاملات التجارية بين دول العالم، والاتجاه العالمي إلى النظام الرأسمالي والعولمة، أوجد حاجة ملحة لتوحيد جهود المحامين، وفقهاء التنظيم المسلمين إلى إبراز معالم التشريع الإسلامي، وتقديمه كتشريع يستفاد منه في مختلف التعاملات، والأنشطة العالمية
ما الدور الذي من المفترض أن تقوم به الهيئة؟
تهدف الهيئة إلى تكوين تجمع إسلامي للمهتمين في مجال المحاماة، والتشريع، والأنظمة تكون عضويته لمن لديه ترخيص محاماة في بلده، وتعزيز التعاون، والتعارف بين المحامين المسلمين، وتوحيد التوجهات، والأهداف العامة للمحامين، والمتخصصين في مجال الأنظمة، بما يخدم دينهم، وأوطانهم، وولاة أمرهم، وتنمية مهارات، ومعلومات المحامين المسلمين في كل ما يظهر من مستجدات قانونية وعلمية، وتعزيز النقاش والحوار بين التشريعات في الدول الإسلامية، وتعزيز التعاون بين مراكز، وهيئات التحكيم، والمحاماة في البلدان الإسلامية والبلدان الأخرى، وإعداد الدراسات، والبحوث، وإصدار النشرات، والمطبوعات المتخصصة في مجال المحاماة، والأنظمة، وتبادل المعلومات المتعلقة بالمحاماة والأنظمة بين المهتمين في الدول الإسلامية من ناحية، وبينها وبين الجهات المماثلة في الدول غير الإسلامية من ناحية أخرى، ومساعدة الدول الإسلامية في إعداد وتطوير تشريعاتها الخاصة بالتحكيم والمحاماة بما في ذلك إعداد قوانين نموذجية إسلامية في مختلف المجالات، وإقامة دعاوى قضائية على كل من يسيء إلى الدين الإسلامي، أو غيره من الأديان السماوية، وذلك أمام المحاكم المختصة في بلد المسيء، وكذلك أمام المحاكم الدولية
ألا توجد هيئات تقوم بدور شبيه لدور الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين؟
إنّ تأسيس هذه الهيئة ابتداءً لم يكن لغايات منافسة أية هيئات أخرى، وإنما كان بهدف تكوين جهة تضم محامين، وحقوقيين على أعلى المستويات، يمسكون المجد من طرفيه، فهم عالمون بالبيئة المسلمة، وهمومها، وثقافتها، وقوانينها، وكيفية تكوين العلاقات بين أفرادها من جهة، ومن جهة أخرى لديهم الإلمام بالقواعد، والقوانين، والمواثيق، والأعراف الدولية، لغايات الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وحماية حقوق المجتمعات الإسلامية، والأفراد من الاعتداء عليها، إضافة إلى نصرة المظلوم، أيًّا كان ما يتبع من عقائد، أو ملل، وإنّ وجود أي هيئات أخرى من شأنها أن تمارس هذا الدور فإنّ هيئتنا سوف تقوم بتأييدها
هل ستتخصص الهيئة في الدفاع عن القضايا ذات الطابع الإسلامي فقط؟
إنّ تأسيس هذه الهيئة جاء ابتداء بعد أن رأينا تغول الآخرين على مصالح الأمة الإسلامية دولاً وشعوبًا وأفرادًا، فأصبحت الأمم الأخرى ترى أنّ حقوق المسلمين مباحة، فاستسهلت الاعتداء عليها، وسلب حقوقها، إضافة إلى استسهال إلصاق أي عمل سيئ بالمسلمين، فأردنا بذلك أن ننشئ هيئة إسلامية ترى فيها الأمة الإسلامية شعوبًا وأفرادًا ملاذًا لها للدفاع عن مصالحها، ودفع الظلم عنها، وإظهار حقيقية أخلاقها وثقافتها الإسلامية التي تستند إلى الشريعة الإسلامية الغراء التي هي مصدر العدل، ونصرة الظالم على المظلوم أيًّا كانت عقيدته أو ملته، وهو ما تؤكده السوابق التي اشتهر بها الحكام والقضاة المسلمون على مدار التاريخ الإسلامي
ألا تخشون من إلصاق التهمة الجاهزة عالميًا لكل ما هو إسلامي وهي «الإرهاب»؟
إنّ هذه الهيئة، وكما بينا سابقًا، وعت منذ تأسيسها بأنه يمكن أن تحارب من أعداء الأمة الإسلامية بشتى الوسائل، ومنها أن يتم وصفها بالإرهاب على اعتبار أنّ هذا الوصف قد استسهله أعداء الإسلام، وأصبحوا يطلقونه عليه دون فهم أو وعي لمدلول هذه الكلمة ليس لسبب ما وإنما لغايات محاربة الأمة الإسلامية، ووقف تقدمها وازدهارها، وإننا بهذا الصدد سوف نعمل جاهدين على دفع الظلم عن الأمة الإسلامية شعوبًا وأفرادًا، وسوف نقف بكل المحافل الدولية للدفاع عنها، وعن كل مظلوم يلجأ إلينا لنصرته، ودفع المظلمة عنه
هل ملاحقة من يسب الإسلام يعتبر دورًا من أدوار الهيئة؟
من أهم أدوار الهيئة هو إيجاد ملاذ قانوني لدفع الظلم عن الأمة الإسلامية، ونصرة الدين الإسلامي، وأنّ أي اعتداء على هذه العقيدة الغراء هو اعتداء على كل من يعتنقها من المسلمين، وبالتالي فإنّ الهيئة سوف تعمل على إيجاد آليات قانونية لملاحقة كل من تسول له نفسه الاعتداء على الدين الإسلامي، وإلحاق الظلم بالمسلمين حتى لا يكون هنالك استسهال من أعداء هذه الأمة في الاعتداء عليها أو إفشاء الظلم بها
الإساءة للرسول لا يمكن أن تنال من شأنه الكريم
وماذا بشأن الرسوم، والأفلام المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم هل ستلاحقها أيضًا الهيئة؟
ابتداء، وقبل الإجابة عن هذا السؤال، فإننا نبدي أنّ ما ورد بهذه الرسوم الغاشمة ليس من شأنه، وبأي حال من الأحوال، أن يسيء للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم_ أو أن ينال من مقامه الرفيع الذي يتنزه بصفاته عن كل هذه التفاهات، باعتباره هو الذي بُعِثَ رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور، إلا أننا، وكهيئة إسلامية للمحامين، سوف نعمل جاهدين على إيجاد آليات قانونية لغايات الرجوع على كل شخص، أو هيئة، أو حتى دولة تقوم بمحاولة التهجم على هذا الدين، أو على رموزه، وعلى رأسهم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم_ ومنع كل من تسول له نفسه القيام بأي عمل من شأنه أن يسيء إلى الأمة الإسلامية، أو الاعتداء على عقيدتها الإسلامية
هل هناك مؤسسات عالمية داعمة للهيئة؟
الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين المسلمين إحدى هيئات رابطة العالم الإسلامي، وتسير تحت قيادتها، وهي التي تدعمها ماديًا ومعنويًا، ولا توجد مؤسسات عالمية داعمة لها، ولكن هذا لا يمنع تلقي الدعم المشروع من أي جهات داخلية أو خارجية وفقًا للنظام الأساسي للهيئة