أحدث التقارير: العاملات قوة اقتصادية قادمة عام 2014!

النساء أكبر قوة اقتصادية في العالم... هكذا أكد البنك الدولي في أحد تقاريره مؤخرًا؛ حيثُ توقع ارتفاع دخول النساء حول العالم بشكل غير مسبوق بحلول عام 2014، وقد يصل إلى أكثر من ضعف الناتج العام المتوقع لقوتي الصين والهند في نفس هذا العام!!

هذه المعلومات أثارت حفيظة بعض الرجال وخاصة الأزواج حول مدى صحتها ودقتها، والنساء أظهرن سعادتهن بها، وأكدن أن المستقبل لهن، خاصة بعد أن حققن نجاحات متعاقبة على جميع المستويات؛ لدرجة تصل إلى منافسة الرجل ذاته في عدد من المجالات، عن الحقيقة وراء هذه الأرقام وتحليلها من وجهة نظر النساء العاملات، قرأنا دراسات وتكلمنا مع مختصين ومختصات.


الدراسة أعدَّها عدد من الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي، وهي تؤكد أن النساء يسيطرن على حجم هائل من الإنفاق حول العالم وهو يرتفع بانتظام، زاد على ذلك أن المراقبين للأسواق سجلوا ارتفاعًا ملحوظًا لإنفاق النساء في عدد من دول العالم وصل إلى 15% زيادة على السنوات السابقة، رغم أن العالم يمر بأزمة اقتصادية طاحنة لم يستطع الكثير من الرجال الصمود أمامها.

وتواصل الدراسة تقاريرها عن النساء؛ فتؤكد أن عدد النساء العاملات في أكبر الاقتصاديات العالمية يوازي تقريبًا عدد الرجال، وهناك الكثير من النساء يصلن إلى أرفع المناصب.

 

المرأة في الغرب!

أمام هذا التقرير وحول مدى أهميته كباعث ودافع لمواصلة النجاح ترى الدكتورة «نادية رضوان» أستاذة علم الاجتماع بجامعة قناة السويس: إن المرأة في المجتمعات العربية تختلف كثيرًا عن المرأة في الدول الغربية بل وكذلك بعض الدول الشرقية التي حققت معدلات نمو غير مسبوقة، وطفرة تقدم مازال العالم العربي بعيدًا عنها، لذلك كان من السهل عليها تحقيق المكاسب الاقتصادية والتجارية، وأن تُسجل الأعلى دخلاً أو الأكثر إنفاقًا، أو الاستحواذ على المناصب الرفيعة على مستوى العالم، بينما نجد المرأة العربية هنا تسير حياتها في اتجاهين: إما أن تنجح على حساب حياتها الخاصة، أو تتخلى عن العمل من أجل إرضاء منْ حولها..زوجها وأسرتها.

 

أنواع من النساء

وتعقد الدكتورة نادية رضوان مقارنة بين أنواع النساء فتقول:

< المرأة الغربية تجد الرجل الذي يدعمها! وهنا نادرًا ما تجد المرأة العربية هذا النوع من الرجال، وإنْ وجدته ستحقق إنجازات حقيقية.

< المرأة الغربية تجد دعمًا فعليًّا من دولتها، من حيثُ الخدمات الصحية والتربوية لها ولأبنائها؛ فتتفرغ إلى إنجاز مهامها العملية دون ضغوط، وهذا الأمر غير متوفر لدينا.

< المرأة العربية -كثيرات منهن- لا تزال تُعامل بعنف، وهو عكس ما تشعر به المرأة الغربية التي تحصل على حقوقها دون معاناة.

< حروب العمل واستغلال المواقف والواسطة والشللية آفات مازلنا نعانى منها، ومن شأنها أن تؤثر على سير العمل وعلى الترقي الحقيقي.

وتضيف الدكتورة «نادية» قائلة: علينا أن نسعد بنجاح المرأة، وأن نعترف بأن حصولها على مكاسب على المستوى الاقتصادي أو غيره هي مكاسب ليست وليدة اللحظة، أو لمجرد أن المرأة تبحث عن النجاح؛ ولكن لأنها وجدت الدعم من الرجل.. زوجها الذي وقف بجانبها ومنحها القوة، فنجاح المرأة لا يتحقق دون تأييد الزوج، والواقع يؤكد أن الرجل الذي يتقاعس عن مساندة زوجته العاملة هو رجل مريض.. وللأسف هو نموذج نراه موجودًا داخل مجتمعنا العربي بكثرة؛ نسبة للثقافة الذكورية التقليدية التي تعطي للرجل حقوقه، وتمنع المرأة من ممارسة العديد من حقوقها المشروعة.

 

معادلة النجاح

يــرى الدكـــتور «تــامر جــمال» استــشاري العلاقات التربوية والأسرية أن نجــاح فرد في الأســرة يعنى نجــاحًا للجمــيع، هـذا المفـهوم للأسـف لا يوجد حــاليًــا لدى الكثير من الرجــال بدليل أن معظم السيدات الناجــحات في حياتهن العملية..غير موفقات في حيـاتهن الخاصة، ونجدهن مطلقات أو لم يتزوجن بعـد، أو ربما لم يُنجبن؛ والسـبب في ذلك هو عدم وجود مفهـوم حقيقي للنجاح، أوعدم القدرة على إمساك العـصا من المنـتصف، إضافة إلى أن المرأة مُحمَّلة بكم كبير من المهام ما بين الأبناء والدراسة والرعاية الصحية والاجتماعية لهم، وتتواصل همومها باختلاف المرحلة العمرية التي تعيشها، الكل يلقي عليها بالمسئوليات ومطلوب منها إدارة الأمر بكفاءة متناهية، لتخرج من هذا السباق وهى مُنهكة تشعر أنها لم تحقق أي شيء خاص بها أو لحياتها كإنسانة.

 

نجاحك بنجاحه

«.. تلك هي نظرة الكثير من الرجال إلى المرأة، رغم التقدم الذي نعيش فيه، وتلك هي النظرة الدونية التي تصنع الفجوة بين ما تحلم به المرأة وبين الواقع الذي تعيشه».

يضيف الدكتور«تامر» كلامه، ويتابع: إن نجاح بعض السيدات يُصيب بعض الرجال بالرعب، لهذا لابد أن تتصف المرأة بعدة صفات:

1 أن تربط نجاحها كزوجة وامرأة عاملة بنجاح زوجها الرجل، بل إنه العامل المساعد فيه، ولابد أن تشكره وتؤكد له أنها لم تكن لتصل إلى هذه المكانة دون دعمه.

2 أن تتصف بالوعي وبالنضج النفسي والمعنوي، فهذا في كثير من الأحيان أهم من النجاح المهني، بل إن النضج والوعي هما اللذان يصلان بالمرأة إلى النجاح الحقيقى.

3 (الأنا إحساس وهمي) قد يلحق عادة بالمرأة الناجحة، وعليها التخلص منه على الفور.

4 أن تتعامل مع الرجل على أنهما مُكملان لبعضهما البعض وأنهما ليسا في حالة صراع، ولكنهما يعيشان في منظومة واحدة.