بعض أحلام المرأة في إيجاد شريكها بعد الثلاثين قد تتحول إلى أوهام، حسب دراسة كتبتها الاختصاصية الاجتماعية البرازيلية بريندا دي أوليفيرا، وذلك لسببين: الأول هو قلة الرجال الذين يقبلون شروط المرأة الثلاثينية للزواج، والثاني هو ازدياد طبيعة طلبات وشروط المرأة الناضجة.
وبرأي بريندا، أن الأوهام تتحول إلى شروط ومتطلبات معقدة، ليس بالنسبة للمرأة الثلاثينية فقط، بل بالنسبة للرجل أيضًا، فالمرأة التي تتجاوز الثلاثين يصبح عندها العديد من الشروط حول شريك الحياة لا توجد عادة عند الفتاة الأصغر سنًا، التي تحلم فقط بركوبها الحصان الأبيض وفستان الزفاف، والزواج من ذلك الفارس الذي رسمته في خيالها في فترة المراهقة، لكن ذلك يتغير عند المرأة الثلاثينية التي تصبح أكثر واقعية، مدركة أن الزواج ليس فقط تلك الأوهام التي تدور حول الحصان الأبيض والأمير الذي رسمت صورته في مخيلتها.
تستدرك بريندا: «الرجل لا يملك عادة تلك الأوهام التي توجد في رأس المرأة؛ لأنه يعرف ما يريد والعثور على المرأة التي يريدها له أسهل بكثير من إمكانيات المرأة التي تجاوزت الثلاثين في العثور على الرجل الذي تريد الزواج منه».
الحياة المعاصرة
الحياة المعاصرة غيرت الكثير من المفاهيم حول العلاقات الزوجية والزواج، بحيث برزت ما وصفته بريندا بـ«شيفرات جديدة»، يجب أن تتعلمها المرأة لفتح باب الزواج، خاصة بعد بلوغها سن الثلاثين، وأضافت: «بعض هذه الشيفرات أصبحت معقدة نظرًا لتغير دور المرأة في المجتمع، وتحوله إلى دور ينافس دور الرجل».
ومن وجهة نظر بريندا، أن الجميع يعلم أن هناك عناصر مازال التعامل معها صعبًا بالنسبة لدور المرأة المعاصرة، ويأتي على رأسها قدرتها على التوفيق بين حياتها المهنية وحياتها العائلية، فهي مازالت تعتبر في المجتمع المسؤولة عن تربية الأولاد وتنظيم الأمور المنزلية؛ نظرًا لعدم قدرة الرجل على تنفيذ دوره المنزلي مائة بالمائة، فهو لا يحب الطبخ ولا تنظيف الأطباق، ولا الاعتناء بتربية الصغار عن قرب مثل المرأة.
بعض المصاعب
أوضحت بريندا، أن الصعوبة الكبرى تكمن في موضوع الحمل والإنجاب، فالمرأة التي تتجاوز الثلاثين من عمرها ستجد حتمًا صعوبة أكبر في الحمل، وإن كانت عاملة فهي قد لا تفكر في الإنجاب، بينما غالبية الرجال يفكرون أن يصبحوا آباء بعد سن الثلاثين؛ لذلك فهم يتطلعون للزواج من نساء صغيرات في السن لتحقيق ذلك، عالمين أن المرأة التي تتجاوز الثلاثين قد لا تحقق هذا الحلم.
تتابع بريندا: «صحيح أن سن الزواج بالنسبة للمرأة قد ارتفع إلى ما بعد سن الخامسة والعشرين في الكثير من المجتمعات، لكن توجد على أرض الواقع أمورٌ تعيق تأخير سن الزواج إلى ما بعد سن الثلاثين، وهذه حقيقة ربما لا تدركها المرأة، خاصة تلك التي تعطي أولوية للجانب المهني من حياتها»، كما أشارت الباحثة الاجتماعية البرازيلية إلى التغيرات في الأولويات عند المرأة والرجل على حد سواء في الحياة المعاصرة، وتعتبر هذه التغيرات في أحيان كثيرة صعوبات تتعقد كلما تقدمت المرأة في السن.
وعلّقت: «الصعوبة الأخرى تكمن في البحث عن الاستقرار المالي؛ لذلك تنتظر المرأة كثيرًا إلى حين العثور على رجل مستقر ماليًا؛ لكي يتسنى لها الاهتمام بأنوثتها بعيدًا عن التفكير في الصعوبات المالية».