mena-gmtdmp

حسودة.. هل هناك حسد جيد وحسد سيئ كيف تتجنبين هذه التسمية

يقولون في المجتمعات العربية «الحسود لا يسود»، و«عين الحاسد تبلى بالعمى»، وغيرها من الأمثلة والمقولات عن الحسد واعتباره أمرًا سيئًا، لكن هل يمكنكن أن تصدقن بأن هناك حسدًا جيدًا وحسدًا سيئًا، استنادًا إلى المواقف والتعبيرات والتخامين.

 


 

 

في دراسة برازيلية فريدة من نوعها، أكد علماء اجتماع برازيليون يعملون في معهد «كابرال» المختص بالدراسات الاجتماعية أنه ليس كل أنواع الحسد تعتبر سيئة، وكل ذلك يعتمد على تفكير وموقف من يطلق عليه لقب «الحسود». ووضعت الدراسة التي حصلت «سيدتي» على ملخص عنها عناوين تبين الفرق بين الحسد الجيد والحسد السيئ، فما هي هذه العناوين؟

 

ربما يكون إعجابًا

قالت الدراسة إن درجة الصداقة والانتماء العائلي والعلاقات بين الأفراد بشكل عام هي التي تحدد ما إذا كان حسد أحد من الآخر جيدًا أم سيئًا، ففي العمل مثلاً، وصلت صباحًا، وإذ بزميلة تخبرك بأن زميلا قد تلقى ترقية في منصبه المهني، بحيث أصبح ذا نفوذ ومكانة عالية في العمل، فكيف يتلقى الآخرون مثل هذا النبأ؟

فالذين يعتــقدون أن المترقي يستحق المنصب الجديد عن جـدارة سيشعرون بنوع من الإعجاب بهذا الشخص ليـس له علاقة بالحسد إذا كان التفكير منطقيًّا من قبل الآخرين، أما إذا لم يكن من تلقى الترقية يستحق المنصب الجديد عن جدارة، فإن نظرة كثيرين له ستكون نظرة حاسدة، إذن ما حدد الحسد السيئ في هذه الحالة هو الموقف من الشخص الذي تلقى الترقية، والحسد هنا سيئ؛ لأنه متعلق بشكل مباشر بغياب العدالة.

 

التمني

وأوضحــت الــدراســة أن كثيرين أولئك الذين يتمنون الوصول إلى درجـات عاليــة تمــكن أصــدقاءهم من الوصـول إلــيها، فأمنيتك أن تكوني امرأة مهمة مثل الأخريات، ليس حـســدًا ســيئًا، وإنمــا أمر جــيد لأنــه قد يشكل الحافز لدى المرأة من أجل العمل الدؤوب للوصول إلى الدرجة التي وصلت إليها صديقتها، أما الحسد السيئ في هذه النقطة بالذات فهو أن تتمني أن تحلي محل من حققت إنجازًا كبيرًا من دون أن تفعلي شيئًا لتصبحي مثلها.

وقالــت الــدراســة إن التــمني في أخذ مواقـع الآخرين من دون جهد أو عـمل في هذا الاتــجاه هو أحد أسوأ أنواع الحسد؛ لأن الأخــرى قد تحاول تدمير مستقبل امرأة ناجحة لتأخذ مكانها، بالطبع لا يســتطــيع أن يتنبأ الناس بــالــنــيات، إذن فالعملية هنا هي الصدق مع الذات، فهل تتمنين أن تصبحي ناجحة مــثل صــديــقتــك من دون أن تتمني لها الــســوء (حســد جيد)؟ أم أنـك تتمنين لو كان بإمكانك تدمــير مستقبلها للحصول على مكانتها (حسد سيئ)؟

 

التطلعات

الحسد يمكن أن يكون تطلعًا مستقبليًّا، وهو بذلك يكون جيدًا، مثلاً صديقتك أصبحت إنسانة معروفة ومشهورة لميزات تمتلكها ولكنك لا تمتلكينها، فإذا حسدتها وأردت صعود السلم من دون امتلاك أي مزايا فهذا حسد سيئ، لكن إذا تطلعت إلى المستقبل وعملت من أجل اكتساب مزايا مؤهلة للنجاح تجعل صديقتك الناجحة نمــوذجــًا يُحتذى به، فهذا حسد جيد.. وأضافت الدراسة أن التطلع نحو الأفضل بالاقتداء بالآخرين دون إيذائهم يعتبر حسدًا مفيدًا وجيدًا.

 

الحسد والغيرة

في الوقت الذي يمكن أن يكون فيه الحسد جيدًا أو سيئًا فإن الغيرة تعتبر سيئة دومًا، خصوصًا عند النساء؛ لأنها شعور يتربع على قـمة الأنانية عند أغلبهـن، فالغــيورة لا تــحــب ولا بشكـل مــن الأشـكال أن تجد أو تشعر بأن هــناك أفضـل مـنـها، لـكن من تحـسد الآخـرين على بعــض الأمــور وتــحـاول القـيام بـجـهود لتـحـقـيق النـجاحات فــهو ليــس ســيــئًا، بل يمـكـن اعتــبار الحــســد الــذي شـعـرت به تجـاه أحــد مــا كـــان حافزًا لك للاجتــهـاد وتحـقـيــق أهداف جيدة على المستويين الوظيفي والاجتماعي.

وأضافت الدراسة أن الغيرة قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، لكن الحسد ليس بقاتل لأنه ربما ينصب في خانة الإعجاب والتمني والتطلعات التي ذكرت في العناوين السابقة.

 

من أسوأ طباع الإنسان

أكــدت الــدراسة أن الـحــسد الـسيئ يعتـبـر مـن أســوأ طــبــاع المــرأة؛ لأنــه يـتضــمن الأنـانـيـة وعــدم تمني الخير للآخرين والتفكيـر بتدمـير مســتقبل شخـص ناجح فقط؛ لأنـك تحــســدينه وتريدين مــكانه، وقالت الدراسة إن جميــع الناس يحسدون الآخــريـن في بعـض الأمور، لكـن الحـسد من كل مـن هـم أفــضل مــنك يعـتـبر نقـطة قـاتمة جـدًّا في الشخـصـية، ومضـت الدراسـة تـقــول إنـه من الخــطــأ التــفكــيــر بأن قلوب جــميع الـناس جيدة ومــثاليــة، وهذا أمر طبيـعي لأنـه يعـطــي الــفــروق بين الــناس، ولــكن استخدام العـقل يـقلل من سوء النوايا، وهــنا يمـكــن القــول إن عــلى الإنسان أن يكون موضوعيًّا بقــدر الإمكــان للتمييز بين من يستحق أن يكــون نــاجحًا وبين من لا يستحق.