يبدو أن النجاح الذي تحققه المرأة لم يعد مقصورًا على مجرد عملها وحده، بقدر ما أصبح يُشكل رقمًا مسجلًا في عالم الإدارة والقيادة معًا، فهناك أكثر من ألفي امرأة مديرة، وتحت سلطتها عشرات الموظفين والموظفات!! والسؤال: من هو الأصلح والأفضل: المدير أم المديرة؟ وما هو موقف بنات جنسها، يؤيدنها أم يفضّلن الرجل المدير عليها؟ وماذا عن جنس الرجال ـ الموظفين ـ هل يرتاحون في التعامل معها؟
في البداية أكدت دراسة عن المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة أن المرأة هي الجنس الأقوى في مجال العمل والإدارة، فلديها القدرة الكافية للتغلب على أمراض القلب، بسبب تواجد هرمون «الإستروجين» المقاوم، وتعيش عمرًا أطول بمقدار 4 سنوات بعد الرجل، كما أن النساء أكثر مقدرة على تحمل الآلام، وأن تفكير المرأة يشغل كل مخها ـ10 آلاف خليةـ أما الرجل فينحصر تفكيره على منطقة معينة من المخ.
الفطرة الأنثوية
وتتابع الدراسة: المرأة ذاكرتها أقوى من الرجل؛ لأنها تستخدم الجانبين الأيسر والأيمن في التفكير، والرجل يستخدم الجانب الأيسر فقط، وفي العشرين يكون مخ الرجل أكبر من مخ المرأة، وفي الأربعين يتساويان، وتتفوق المرأة على الرجل عند الستين، لهذا تتمتع المرأة بفطرة أنثوية، تساعدها على تفسير شكوى الجنين، والقدرة على الإحساس بأن هناك شيئًا ما يُخفى عنها، وهو ما يُطلق عليه «الحاسة السادسة»، وكل هذا يُنمي قدرتها على الرئاسة والقيادة إلى حد كبير.
مسؤولية الكرسي!
الدكتور «حسن الخولي»، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، يرى أن الرجال ينظرون للمرأة المديرة بشيء من الامتعاض، حيث يرون أن هذا انتقاص وجرح للرجولة، ومن المنطق أن تتعاطف النساء ـ الموظفات ـ معها، لكننا أحيانًا نجد العكس، وذلك لاعتبارات كثيرة، أولاً: الغيرة الشخصية والمهنية؛ بمعنى أنهما متطابقتان في الخبرة والعمل والأقدمية ـ مثلاً ـ ونجد واحدة تأخذ المنصب والرئاسة دون الأخرى!
ثانيًا: هناك التنافس في العمل بين الزميلات، فواحدة تؤدي عملها بجدية، والثانية أقل منها، ولكنها تتبوأ المنصب، لماذا؟ وإن حدث يصبح رد الفعل انتقاميًّا، ومن هنا ينشأ التوتر في العلاقة بينهما.
تفاصيل العمل
ويتابع الدكتور «الخولي» قائلًا: كما أن الدراسات النفسية تؤكد أن علاقات العمل والإدارة تحتاج إلى شخصية المرأة، لما لديها من حساسية وقدرة على إدراك التفاصيل، والتي يعجز الرجل عنها، فمثلًا الفيلم الروائي «مراتي مدير عام» أقنع الناس بأن المرأة إذا تعاملت بكفء وإخلاص مع تفاصيل العمل ستكون مديرة ناجحة، وفي اليابان نجد أكثر الأعمال دقة في خطوط الإنتاج، وتكنولوجيا الحاسبات والآلات، تتبوأها المرأة، بعد اختبارات وتجارب على الجنسين لتحديد الأفضل.
المرأة الأفضل
أعدّ المركز القومي للبحوث الاجتماعية استفتاءً بين 1000 رجل وامرأة، للإجابة عن سؤال: من الأفضل؟ حيثُ اتضح أن 62 % من المشاركين قالوا: إن نظرة المديرات للأمور أكثر انفتاحًا وإيجابية من الرجال في عملهن؛ فهن يتميزن بأنهن يثنين على العاملين، متفهمات لمشاكلهم، عكس موقفهن مع بنات جنسهن، فالصورة غير الصورة التي تكون عليها مع شقيقها الرجل!
بينما أرجع 38 % من فريق الاستفتاء قدرة المرأة وقوتها القيادية إلى أنها مهما بلغت من القوة والأداء الفعّال في الإدارة، ستظل تلك الإنسانة الأنثى، التي ينظر إليها الكل على أنها الرقة والنعومة، وما يصدر عنها من تصرفات وأساليب رجولية جادة، لا تخرج عن كونها عمليات مصطنعة لزوم المهنة! لهذا علينا الاعتراف بأن لكل من الرجل والمرأة وظائف معينة يمكنه الإبداع فيها أكثر من الآخر.
فروق بين المرأة والرجل
العالم الفرنسي «مايكل ونتجل» أعد الدراسة عن الفروق في الكلام والتفكير بين الرجل المدير والمرأة المديرة:
- يكره الرجل الأسئلة والاستفسارات، بينما المرأة أكثر جرأة وإيجابية في طرح الأسئلة وبشكل مستفز.
- الدقة في العمل إحدى صفات المرأة الأساسية، أما الرجل فنظرته شمولية.
- النساء تركز على التفاصيل، والرجل يأخذ الصورة كاملة.
- بالمدح والتشجيع تخرج المرأة المديرة عن القالب النمطي، مما يفجر طاقتها الإبداعية.
- لا تكثر من النقد والتجريح قدر اكتفائها بتصحيح الأخطاء.
- تسعى المرأة المديرة للحصول على شبكة واسعة من المعارف، عكس المدير الذي يسعى للمركز المرموق.
- معظم أحاديث المرأة المديرة تهدف إلى تعميق علاقاتها بزميلاتها ـ المرءوسات ـ بينما يركز الرجل على أخذ المعلومات.
- السعي إلى التعاون مع الزميلات والزملاء هدف للمرأة، أما الرجل المدير فيحركه التنافس.
خطوات واضحة
وحتى تحقق المرأة المديرة هدفها من عملها، وهو الجودة في الأداء، والنجاح، والترقي في العمل، تضع لنا الدكتورة «هناء الشوربجي»، الأستاذة بمعهد الدراسات، عدة صفات يجب توافرها والالتزام بها:
- على كل امرأة عاملة أو مديرة ألّا تتحدث بصوت مرتفع، أو بنعومة زائدة، مع الابتعاد عن الضحكات الرنانة، والمظهر غير اللائق في الشكل وأسلوب التعامل.
- الجلوس على منصب المسؤولية يتطلب التحلي والتمسك بمواصفات الجدية والموضوعية، وعدم المحاباة، وتقدير الأمور حق قدرها.
- أن تمتلك دائمًا أدوات ومبررات قوية للإقناع، وأن تخاف على نجاح العمل، فأي إخفاق سينسب إليها.
- اعرفي أنك ستواجهين المشاكل والصعوبات مثلك مثل الرجل المدير، والفرق هو قدرتك على المواجهة، والبحث جاهدة عن سبل تذليلها.