حوّلت عائلة كسّاب هذه الأرض الجرداء إلى منزل لبناني الطابع، تحوطه حديقة غناءّ تكثر فيها المناظر الطبيعية التي تحضّ على الاسترخاء في رحاب جلستين: الأولى من الحديد المطروق (الفيرفورجيه) والفسيفساء وتحمل اللون الأزرق، فيما الثانية مشغولة من الحديد المطروق تتألّق بلونيها البرتقالي والبيج تحت شجرة معمّرة. ولا تغيب بركة السباحة عن هذه المساحة.
قبل ولوج ركن الصالونات، تستقلّ غرفة الجلوس في موقعها، بعد أن ثبّتت قواعدها المصنوعة من الحجارة القديمة في الأرضيّة. هنا، تبدو مدفأة من «الزفر» الحجري تمّ استقدامها من منزل قديم كانت عبارة عن ركائز لشرفات قديمة وأحجار حمراء نارية، تعلوها مرآة فرنسية الطراز مؤلّفة من قسمين: القسم الأعلى رخامي، فيما الأسفل من البلّور، تكثر عند سطحها «الاكسسوارات» المذهّبة، وتبدو على جانبيها تجويفة تحتضن آنية قديمة.
ويجاور غرفة الجلوس حمّام خاص بالضيوف، يمتاز برسومه اليدوية المعتّقة.
قناطر ثلاث
وتربط قناطر ثلاث غرفة الجلوس بقسم الاستقبال، حيث يتوزّع أثاث عبارة عن كنبة كبيرة جلدية وطقم ينتمي إلى طراز لويس الخامس عشر وآخر أوروبي قديم مكوّناته محفورة من خشب الورد. هنا، يحلّ اللون الأحمر ويشيع الدفء في المكان.
وتلعب اللوحات دوراً بارزاً لا يقلّ أهميّةً عن الأثاث. وفي هذا الإطار، قام المالك بشراء باب قديم، وإثر تنظيفه، تفاجأ بزخرفاته التي ترسم رموزاً قديمةً، فحوّله إلى لوحتين تعلوان خزانةً خشبيةً تحتضن في أسفلها جهاز تدفئة. كما ثبّتت لوحة كبيرة لسجادة من «الغوبلان» عند الصالون الفرنسي، ولم تُدع المساحة التي تعلو الكنبة الجلدية فارغةً، إذ تتألّق لوحتان قديمتان تنتميان إلى مجموعة المالك القديمة.
«المندلون»
ولغرفة الطعام مكانة خاصّة، إذ تشهد على حضور «المندلون» الذي شكّل العنصر الأول في بناء هذا المنزل. وقد تمّ طلاء جدرانها بالأحمر لإبرازه، فيما تتوزّع فيها رموز ملكية انكليزية قديمة وأيقونات بيزنطية ورسوم يدوية على جدرانها.وقد استقدم المالك الطاولة والكراسي من مركز ديني قديم.
تفاصيل...
وينير الحجر الأصفر الفرني ركني الاستقبال والطعام، وتتوزّع قطع من السجاد العجمي النفيس على الأرضيات. وتنسدل ستائر مخملية حمراء تمّ تنجيد إطارها الخشبي بالقماش عينه لتبرز نارية دافئة! أمّا في غرفة الطعام، فيتوّج الخشب المزخرف القديم الستائر لتنسدل مذهّبةً.
وثمة طراز آخر لها، فتحلّ بلونها الأزرق السماوي مؤطّرة بشكل شبه دائري برونزي يلتقي مع انحناءات القناطر الخارجية.
وتبرز «الاكسسوارات» داحل تجويفات فوق ركائز خشبية قديمة، فيما تنير المكان ثريات من «الفيرفورجيه» و«أباجورات» كريستالية.
تحت القرميد الأحمر
تركن غرف النوم تحت القرميد الأحمر، وتمتاز بطابعها الزخرفي البسيط والبعيد عن التكلّف، كما تتسلّل بعض الذكريات من التاريخ الغابر إليها، فيما تحيل اللوحات التي تزيّن جدرانها إلى عهد الأباطرة! ولعلّ ما يعزّز من طلّتها «الباركيه» المكسو بسجادات عجمية قوقازية تساهم في دفئها.
وتتّخذ الجدران، عند النوافذ، هندسة خاصّة تحوّلها إلى منحوتات مميّزة في أشكالها، ويتسلّل النور الطبيعي على كامل مساحاتها، ما يمنحها رؤية خاصّة.