6 صور
كثيرة هي المنازل التي تتأنّق بالحجر الخارجيّ، لكن نادرة تلك التي ترتدي جدرانها الداخليّة الحجر أيضاً. أمّا في هذا المنزل، فقد تعاونت المهندسة نوال عبود مع المالكين ليحقّق الحجر في الداخل بصمةً فريدةً.
عند باب الفيللا الرئيس الخارجيّ، تبرز أعمالاً حجريّةً تُشكّل قنطرة لبنانيّة بطابع شرقي، تقود بعد الطرق على باب ضخم مشغول من خشب السنديان إلى الردهة الرئيسة التي تعبق بـ "أكسسوارات" وخزائن وتحف ريفيّة قديمة. هنا، تلفت الإضاءة على جانبي بابٍ، حيث يتألّق الزجاج السّميك، وتلفت فيها الجدران المشغولة من الحجر المدقوق (البوشارد) والمعالجة بطريقة سهلة التنظيف عن طريقة الـ "ووتر سيل"، تجمعها أسقف مرتفعة مزدانة بتصاميم مختلفة من الجصّ وإضاءات غير مباشرة، كما تحدّد وظيفة كلّ قسم.
وتلبيةً لرغبة المالكين في الطراز العصريّ والألوان الطبيعيّة، يكتسي الأثاث المشغول من "الالكنترا" والجلد ألوان الأسود والبيج والبني، بطابعٍ عمليٍّ مطعّم بقطع من الأخشاب الريفيّة. يتقدّم قسم الصالونات طقم عصريّ بلون أسود، وتكثر عليه أرائك بنيّة، فيما يسود البني والبيج أرائك التالي الذي يجاوره، في وقت تتوسّط طاولات خشبيّة ريفيّة هذه المساحة، كما لا يغيب هذا الطابع عن "الأكسسوارات" واللوحات. وتتكشّف المساحة المقابلة عن ديوانٍ كبيرٍ بلونٍ بيج، تزدحم على جلساته الأرائك بشكل ملفت للعيان؛ ويتواصل المكان مع غرفة طعام فخمة ذات كراس جلديّة عصريّة بارزة وأعمال خشبيّة تتزاوج مع الجلد، إضافةً إلى الزجاج الذي يلمع ليؤلّف سطح الطاولة المرتكز على قاعدة من الخشب والجلد، تتناغم مع "درسوار" تتكئ إليه "الأكسسوارت"، ما ينعكس أناقةً. ومع السّجّاد العصريّ الذي يفترش الأرضيّات ويزيد من جماليّة المشهد، تتآلف خامات الحرير والقماش الشفّاف (الفوال) على الستائر التي ترتسم كلاسيكيّة تارة، وبتصميم الباتوه طوراً. وتتغنّى الحمّامات الخاصّة بالضيوف بالرخام الأخضر.
في الطبقات العلوية...
أمّا في الطبقة الخاصّة بالعائلة، فيتوزع من غرفة المكتب، صالون الاستقبال العصريّ الخاصّ بالمالكين، وغرفة النوم الخاصّة بالضيوف، بلونها البيج وأسرّتها المزدوجة، وغرفة النّوم الرئيسة الخاصّة بالمالكين، التي تبدو رحبة، وحيث خصّص سرير كبير بظهر خشبيّ أسود وغطاء يلامس الأرض كطرحة عروس يتقدّمه صالون باللون عينه. ويوجد في غرفة المالكين "جاكوزي" كبير مشغول بطراز ملكي وبزخارف من أحجار الموزاييك. كما يبرز إلى جانب باب الغرفة باب آخر مشغول بالنسق ذاته، لكن من الزجاج المستطيل، ليكون واجهةً لغرفة الملابس.
وتغيب الكلاسيكيّة عن الطبقة الثالثة، حيث تبدو إحدى الغرف خاصة بمعيشة العائلة، بلونها الرماديّ والبيج، وبخزائنها، فيما يتوزّع المكان على ثلاث غرفٍ للنّوم، لكلّ منها طابع عصريّ خاصّ؛ فتلك الزرقاء المخطّطة تعود للابنة، وتزدان بثريّتين؛ والغرفتان الأخريان العائدتان لولدي المالك تزدانان بلوني البيج والبنيّ. وتمتدّ واحة كبيرة في الطبقة الأخيرة، مرصوصة بالحجارة الحمراء، تمّ رفع أرضها بضعة سنتيمترات، كما وضعت حواجز شفافة زجاجيّة لحمايتها، ما يسمح للمرء مشاهدة الطبيعة الخلابة من أطرافها كافة.