في موقع رائع من جنوب لبنان، يبدو منزل جمال سمهون كلوحة طبيعية أبدع المهندس جيلبير كركجي في رسمها. ولعلّ اللافت أن هذا المنزل جدّد ليحمل هوية مغايرة عمّا كان عليه، مع الإبقاء على خيط من الماضي المتمثّل في أرضيته المغطاة بالبلاط. وتتجسّد هواية المالكة المتمثّلة في ركوب الدراجات النارية في أكثر من مكان فيه، حيث يتواجد عدد من دراجات هارلي ديفيدسون، فضلاً عن الأكسسوارات التابعة لهذه الرياضة! وفيما يطغى وجود عنصر الخشب على خارج المنزل، تحلّ البساطة والحداثة في التصميم الداخلي حيث يفرض اللونان الأسود والأحمر حضورهما.
تحيط المناظر الطبيعية الرائعة بهذا المنزل المؤلف من طابقين، وقد أبرز حضورها مهندس الديكور جيلبير كركجي من خلال تركيب الواجهات الزجاجية العريضة في البناء. أما خامة الخشب في البناء الخارجي الحديث الطابع، فتأتي من مصدرين هما: شجر الأرز و«التك» الخاص ببناء السفن والمقاوم للعوامل المناخية.
الجدران الخارجية
أبقيت الجدران الخارجية على حالها، وأضيف إلى أسفلها الحجر الطبيعي الضخم، على أن تتمّ زراعة الشتول فيما بعد، لتتكلّل باللون الأخضر! وتتلاءم هذه المواد مع خشب الأرز الذي يلفّ القسم الخارجي للمنزل ويزيده تألقاً. أمّا النوافذ فقد تمّت توسعتها، وإضافة عدد منها. ويعكس «الدرابزين» الذي يحيط أفقياً بالبناء الخارجي، مدّاً جميلاً أمام رؤية المناظر الطبيعية. وعند زاوية المدخل، يلحظ الزائر بركة من الحصى، تتوزّع حولها شتول خجولة، تلوّن المكان.
أما المشهد غير المألوف والذي يبرز هويّة المالك وهوايته، فيتجلّى في الدراجتين الناريتين اللتين تتقدّمان المدخل الرئيسي، فضلاً عن ثالثة تعلو البهو وتحيط بها مجموعة من الخوذات.
الأسود في قسم الاستقبال
في قسم الاستقبال، يحلّ الجلد الأسود، بصورة عصرية. ويتمثّل ما يلفت النظر في ركن المدفأة، حيث ترك الجدار الحجري على حاله القديم وتمّ إبرازه عبر إنارة موجّهة تشهد على مجموعة من التعرّجات الفنيّة.
تعلو المدفأة أيضاً أسلحة صيد خاصّة بالمالك، كما تتدلّى من السقف ثريا من الكريستال الأحمر. وتبدو غرفة الطعام بسيطة، يتقدّمها اللون الأسود، بأناقة!
البساطة في غرف النوم
ولبلوغ غرف النوم، يمرّ الزائر بمساحة رحبة من الطابق العلوي مزدانة بزاوية عصرية تلفّها كراسٍ من الجلد الأسود. وتطغى البساطة على غرف النوم الثلاث، فتتغنّى إحداها وهي الرئيسية باللونين الأسود والأبيض، وتبرز إثر دخولها، شغف المالك بقطع «هاري دايفدسون»، العديدة والموزعة والتي استقدمتها الأسرة من أمكنة مختلفة! وتحمل غرفتا الأولاد ألواناً فرحة من الأخضر والأزرق والأبيض.
ويحمل حمّام الضيوف خشب الفنغيه، بطراز عصري!
الأحمر في المطبخ
شهد المطبخ تغيّرات عدّة في تصميمه، قبل أن يبدو على شكله الحالي. فقد تم تحديثه وتوسيعه، واستبدلت نافذته الصغيرة بواجهة زجاجية كبيرة تشرف على بحيرة «أنان».
هنا، يحلّ اللون الأحمر اللمّاع على الخزائن الخشبيّة، وصولاً حتى البرّاد.
تفاصيل...
ونظراً إلى موقع هذا المنزل، تغيب الستائر عن الواجهات الزجاجية الكبيرة التي تبدو لوحات طبيعية تزيّن جدران المنزل!
ورغبة في الحفاظ على علاقة ولو طفيفة مع ماضي هذا المنزل، ولإبراز مرحلة معيّنة من تاريخه، لم يتم تبديل البلاط القديم في أرضيته.