أشارت نتائج دراسة حديثة صادرة عن كلية الطب في جامعة مينيسوتا الأميركية إلى أن بعض الأنظمة الغذائية قصيرة الأجل تعجز عن توفير متطلّبات الجسم من الفيتامينات الحيوية كفيتامين «ب 6» B6 أو حمض الفوليك. وقد شملت هذه الدراسة 82 متطوّعاً تمّ تقسيمهم إلى مجموعتين لمدّة 3 أسابيع: إتبعت المجموعة الأولى نظاماً غذائياً متوازناً ومدعّماً بالفيتامينات والمكمّلات الغذائية، فيما أخضعت المجموعة الثانية إلى نظام غذائي قصير الأجل اعتمد على التخفيف من عدد السعرات الداخلة إلى الجسم. ولوحظ أن 79% من المشاركين في المجموعة الأولى سجّلوا تحسّناً في الطاقة، وشعر 61% من بينهم بلياقة جسمانية أفضل، فيما شهد 60% ارتفاعاً في النشاط الذهني والذاكرة. بالمقابل، سجّل 82% من المشاركين في المجموعة الثانية خفوضاً ملحوظاً في الكفاءة العقلية والبدنية، وتعرّض 90% منهم إلى إبطاء عملية الأيض الناتج عن سوء ونقص التغذية.
«سيدتي» اطلعت من اختصاصية التغذية العلاجية ورئيسة قسم التغذية في مستشفى العيون نوال البركاتي على أكثر النظم الغذائية قصيرة الأجل شيوعاً، إيجابياتها وسلبياتها.
1- عقاقير خفض الوزن
هي مواد كيميائية تهدف إلى القضاء على السمنة وإنقاص الوزن بصورة سريعة، وتشمل: الأقراص المضادة للنشويات والمضادة للدهون وكبت الشهية. وطبقاً للمتخصّصين، يجدر تجنّب هذه العقاقير، لآثارها الجانبية الضارة والتي تؤدّي إلى ضعف الجسم وتقلّل من قدرته على أداء الأنشطة الذهنية والجسمانية، بكفاءة.
وفي هذا الإطار، تعمل الأقراص المضادة للنشويات على تثبيط هضم الكربوهيدرات التي تؤدي إلى خفض مستويات الطاقة بالجسم، ما يجعل الجسم يشعر بالإرهاق بصورة دائمة والتعب واضطراب النوم، فضلاً عن القلق وتعكّر المزاج. كما تنتج عن الكربوهيدرات التي لا يتمّ هضمها عدوى بكتيرية وخميرية تسبّب الغازات وألم البطن.
وتعمد الأقراص المضادة للدهون إلى تثبيط هضم وامتصاص الدهون الأساسية في الأمعاء، وذلك بسبب تركيبتها الكيميائية موجبة الشحنة التي تقوم بجذب الدهون سالبة الشحنة، لتقليل امتصاصها وطردها خارج الجسم. ووفقاً لدراسات في علوم التغذية، فإن الأقراص المضادة للدهون لا تستطيع التمييز بين الدهون الضارة التي يجب التخلّص منها والدهون المفيدة التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الأساسية كدهون «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، بالإضافة إلى أنه من غير المستحب وجود دهون غير مهضومة في الجسم.
بالمقابل، لا ينصح بتناول عقاقير كبت الشهية لاحتوائها على نسبة عالية من «الكافيين» أو «الأفيدرين» والذي يعدّ من المنبّهات القوية التي تبقي الفرد في حالة نشاط زائد، منشغلاً عن تناول الطعام على المدى القصير. ولكن، ثبت أن هذه المنبّهات تعبث بعملية الأيض على المدى الطويل، إذ تعمل على إبطائها، كما أنها تضرّ بالصحة الجسمانية والعقلية للفرد.
2- المستحضرات العشبية والألياف
غالباً ما تستهلك المستحضرات العشبية كبذور الشمّر والرجلة والكتان أو الألياف كالفاكهة والخضر الطازجة والحبوب الكاملة بكميات كبيرة كبديل عن تناول صنوف الطعام الأخرى، وذلك لاحتوائها على عدد قليل من السعرات الحرارية، وقدرتها على تعزيز الشبع والشعور بالامتلاء والتخفيف من سرعة امتصاص الدهون والسكريات والنشويات من الأمعاء، ما يؤدي إلى كبح الشهية وازدياد احراق الدهون المختزنة، وبالتالي إنقاص الوزن. ورغم أنّه يُنصح بتناول من 20 إلى 35 غراماً من الألياف يومياً لتحسين الصحة وتجنّب الإصابة بالإمساك، إلا أن الإفراط في استهلاكها يؤدي إلى الإصابة بالإسهال والجفاف وعدم إمداد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة للقيام بوظائفه الأساسية ومن بينها البروتين والدهون.
3- نظام اليوم الواحد
يعتبر من أسرع الأنظمة الغذائية قصيرة الأجل لإنقاص الوزن، لاعتماده على تناول نوع واحد من الطعام بكميات مفتوحة يومياً، أشهرها: حمية حساء الكرنب وحمية الليمون الهندي «الجريب فروت» وحمية الأرز... وقد ثبت أن حمية اليوم الواحد تفتقر إلى التنوّع في الطعام، وعدم تقديم المقادير الكافية من جميع العناصر الغذائية والمواد النباتية والحيوانية التي يحتاجها الجسم للوقاية من الأمراض، كما
لا تصلح كنمط حياة غذائي، وذلك بسبب افتقارها إما إلى التغذية الكاملة أو إلى السعرات الحرارية الكافية. وقد يتعرّض متتبّعو هذه الحمية إلى خطر الإفراط في تناول الأطعمة المدرجة في خطة النظام، ما يؤدي إلى إبطاء الأيض على المدى الطويل، وقد وجد أن أي نقص في الوزن يكون مصدره استبعاد فئات بأكملها من الأطعمة الأخرى وليس نتيجة اتباع نظام غذائي متوازن.
الفيتامينات والمعادن
يعتبر النظام الغذائي المرتكز على تناول الفيتامينات والمعادن من أفضل الأنظمة الغذائية قصيرة الأجل. ومعلوم أن الجسم يحتاج إلى الزنك وفيتامين "بي 6" B6 لإفراز "الأنسولين" اللازم للتحكّم في مستوى السكر بالدم، والى فيتاميني "بي" B و"سي" C، لكي يقوم بتحويل "الغلوكوز" إلى طاقة بدلاً من تحويلها إلى دهون يصعب التخلّص منها في ما بعد...
ويصنّف اختصاصيو التغذية الفيتامينات والمعادن على الشكل الآتي:
- فيتامينات احراق الدهون: تشمل أنواع فيتامينات "بي" B المركبة، وهي عائلة مؤلفة من ثماني مواد مختلفة، تقوم كل منها بوظيفة أساسية في إنتاج الطاقة، كالتالي:يعمل فيتامينا "بي 1" B1 و "بي 3" B3 على سرعة تحويل "الغلوكوز" إلى حمض "البيروفيك" الذي يساعد على تحرير الطاقة الكيميائية الموجودة في المواد العضوية، كما يحوّل فيتامين "بي 5" B5 أو حمض "البانتوثنيك" وهو مادة كيميائية حيوية الدهون والبروتينات والكربوهيدرات إلى طاقة ويساعد على إنتاج هرمون الغدّة الدرقية وتكوين الأجسام المضادة بالجسم.كما لا يمكن للدهون أو البروتين إنتاج الطاقة بدون توافر فيتاميني "بي 6" B6 و"بي 12" B12 وحمض الفوليك أو "البيوتين".وتعتبر الفاكهة الطازجة وأنواع الخضر النيئة وبذور القمح والمكسرات من أفضل المصادر الطبيعية لفيتامين "بي" B.
- معادن احراق الدهون: تقوم المعادن المختلفة كالحديد والكالسيوم والكروم والزنك بدور فعّال في إنتاج الطاقة، خصوصاً الكالسيوم والماغنيسيوم الذين تحتاجهما الخلايا العضلية للقيام بالانقباض والانبساط اللازمين لممارسة النشاط البدني والجسماني بدون تقلّصات عضليّة.كما يؤدي النقص في الزنك إلى اضطراب الشهية وفقد حاستي التذوّق والشم. وبصورة عام، تقوم المعادن بدور أساسي في إنتاج هرمون "الأنسولين" وتحسين استخدام "الكربوهيدرات" واحراق الدهون في الجسم.