تعتبر الشمس المسؤول الرئيس عن مشكلات الجلد، فهي تسبّب كهولته، كما أنها
ضالعة في الإصابة بـ «الميلانوم» أو سرطان الجلد الذي يطال نحو 7500 شخص سنوياً في
فرنسا. ولكن، يجب ألا ننسى حسنات هذا الكوكب المعروفة في شفاء «الأكزيما»
والحساسية و«البسوريازيس» الذي يتفاعل بطريقة جيدة مع نورها لأنه يخفّف من
الإلتهابات.
من حسنات الشمس أيضاً أنها تسمح للفيتامين «دي» أن يثبّت الكالسيوم على العظم، ما يخفّف من الإصابة بترقّق العظام لدى كبار السن. ولكن، ما يجدر معرفته أن عشر دقائق فقط من التعرّض للشمس هي مدّة كافية، علماً أن نور الشمس وليس حرارتها هو الذي يؤثّر على «الميلاتونين» المسؤول عن تحسين نظامنا البيولوجي.
«سيدتي» حاورت اختصاصية الجلد الدكتورة كارمن تابت، حول فوائد الشمس ومضارها والتدابير التي يجب أن يتّخذها الصائم لتلازم شهر رمضان المبارك مع الفترة التي تشهد على حضورها المكثّف.
ما هي الأساليب الوقائية من أشعة الشمس؟
تتمثّل أبرز وسائل الوقاية من أشعة الشمس، في:
- إختيار الكريمات التي تتجاوب مع نوعية البشرة، على أن تطبّق كل 3 ساعات.
- حماية الرأس بواسطة قبّعة، مع حصر التعرّض لأشعة الشمس في الفترة الممتدّة إلى ما قبل الحادية عشرة قبل الظهر وبعد الرابعة من بعد الظهر.
- حماية العينين بواسطة النظارات التي تساهم في تصفية أشعة الشمس.
وممّا لا شك فيه أن الحماية من الأشعة ما فوق البنفسجية «ألف» و«باء» ضرورية للغاية، ولا بدّ من معرفة أن هذه الأشعة تتغيّر حسب الإرتفاع عن سطح البحر، وتكون أقوى في الجبال، وتتغيّر حسب الوقت. وتكون هذه الأشعة في أوجّها خلال فترة الظهيرة في الصيف، كما تحمل خطورةً على الجلد لأنها عمودية. وتجدر الإشارة إلى أن الأشعة ما فوق البنفسجية «ألف» تسجّل أكبر خطورة لها خلال الفترة الممتدّة ما بين شهري سبتمبر (أيلول) وأبريل (نيسان)، إذ تزيد نسبتها عن الأشعة ما فوق البنفسجية «باء» 18 مرّة أكثر لأن هذه الأخيرة تكون قد توقّفت بفضل الطبقات الجوية. وخلال هذه الفترة، تزيد نسبة الحساسية وسرطان الجلد، علماً أن الأشعة ما فوق البنفسجية «باء» تسبّب حروقاً في الجلد.
6 أنواع من الجلد
ماذا عن حماية جلد الأطفال؟ وهل للون الجلد أي تأثير في سبل الوقاية؟
لا بدّ من الإهتمام بعدم تعرّض الأطفال للأشعة ما فوق البنفسجية، خصوصاً إذا كانت بشرتهم فاتحة اللون، فضلاً عن منعهم منعاً باتاً من الخضوع إلى حمّام شمس، نظراً إلى أن جلدهم رقيق ونظام الحماية من «الميلانوم» غير ناضج بما فيه الكفاية لتأمين الحماية.
وثمة ستّة أنواع من جلد الأطفال ترتبط بلون الشعر، وهي على الشكل التالي:
- النوع الأول: يكون جلد الطفل أبيض، شعره فاتح أشقر، عيناه زرقاوان أو خضراوان. هذه الفئة معرّضة للإحتراق بأشعة الشمس، بدون التوصّل إلى الإسمرار البرونزي!
- النوع الثاني: يكون جلد الطفل أبيض، شعره داكن بعض الشيء، عيناه خضراوان أو بنيّتان. هذه الفئة معرّضة للإحتراق بأشعة الشمس، ولا تسمرّ بشرتها كما يجب.
- النوع الثالث: يكون جلد الطفل أبيض بعض الشيء، شعره بنّي وعيناه أيضاً. هذه الفئة معرّضة للإحتراق بشكل خفيف، مع اكتساب سمرة تدريجية وخفيفة، نتيجة التعرّض لأشعة الشمس.
- النوع الرابع: يكون جلد الطفل داكناً، شعره وعيناه مائلة للإسوداد. هذه الفئة قليلة الإحتراق نتيجة التعرّض لأشعة الشمس، كما أنها تكتسب السمرة.
- النوع الخامس: يكون جلد الطفل داكناً، شعره أسود وعيناه كذلك. هذه الفئة لا تحترق أبداً نتيجة التعرّض لأشعة الشمس، كما أنها تكتسب السمرة بصورة جيّدة جداً، وبشكل دائم.
- النوع السادس: يكون جلد الطفل أسود، شعره داكن وعيناه سوداوان. هذه الفئة لا تعاني أبداً من الحروق، لأن بشرتها تتمتع بحماية كافية.
ويجدر بالأهل الإنتباه إلى عدم تعريض أطفالهم الذين لا تتجاوز أعمارهم السنة إلى أشعة الشمس بتاتاً. أما إذا كان للأولاد نشاطات خارجية خلال فصل الصيف، فيجب حمايتهم من أشعة الشمس، خصوصاً خلال الفترة الممتدّة ما بين 12 ظهراً والرابعة من بعد الظهر، وإلزامهم ارتداء النظارات والقبّعة وثياب تحمي الجلد، فضلاً عن استخدام الكريمات.
ماذا عن «ضربة الشمس»؟
«ضربة الشمس» هي النتيجة الحتمية لتعرّضنا إلى أشعة الشمس، تنتج عن حروق بواسطة الأشعة ما فوق البنفسجية. ومن الممكن القول إن نصف ساعة من التعرّض للشمس خلال وقت الظهر كافية لاحمرار لون الجلد الذي تصاحبه البقع، مع شعور المرء بألم. وتزول ضربة الشمس مع مرور الوقت، بعد تقشّر الجلد.
أنواع «ضربة الشمس»
هل من اختلاف في ضربات الشمس؟
هناك 4 أنواع مختلفة من ضربات الشمس، هي:
- النوع الأول: يزهر لون الجلد ويشتدّ، ثم يبدأ بفرز مادة خاصة بـ «الميلانين» التي تساعد في ما بعد على الإسمرار.
- النوع الثاني: يتحوّل لون الجسم إلى الأحمر، ممّا يعني أنه تعرّض لما يزيد عن ساعتين إلى أشعة الشمس، فلا يستطيع المصاب تحمّل الثياب عليه. وتصنّف هذه الحال بحروق الدرجة الثانية.
- النوع الثالث: يتحوّل اللون إلى البنفسجي بعض الشيء، ويشعر المصاب بألم، وينتفخ جلده. وتصنّف هذه الحالة بحروق الدرجة الثالثة.
- النوع الرابع: حروق قوية، تترافق مع غثيان ودوار وألم في الرأس. وتستدعي هذه الحالة دخول المصاب إلى المستشفى.
ما هي الإسعافات الأولية الواجب القيام بها لدى إصابة شخص ما ب «ضربة شمس»؟
تتمثّل الإسعافات الأولية، في: إخراج المصاب من المكان المشمس ووضعه في الظل، ثم تقديم كمية كبيرة من المياه إليه لتلافي جفاف الجسم. وإذا كانت «الضربة» متوسّطة، نقوم بتطبيق كريمات مطرّية وأخرى خاصة بالحروق. أما إذا عانى المريض من جلد منتفخ يحتوي على الماء في داخله، فيمنع إخراج الماء من داخل الجلد بل تغليفه بالشاش المطهّر. ومن الأفضل إعطاء المريض أدوية مضادة للإلتهاب، وإذا لم يتخلّص من آلامه بعد 48 ساعة من «ضربة الشمس»، لا بدّ من إدخاله إلى المستشفى.