3 مراحل أساسية لنجاح حمية التخلّص من الماء

تنتج زيادة الوزن أحياناً عن احتباس السوائل في الجسم، وتجهد من تعانيها في التخلّص منها. وكانت دراسة فرنسية كشفت وجود علاقة بين الحساسيّة الغذائيّة الناتجة عن تناول طعام معيّن واحتباس السوائل في الجسم، ما قد يؤدّي إلى إعاقة عمل بعض أجهزة الجسم كالأوعية الدموية والكليتين، عن القيام بدورها الطبيعي.

"سيدتي" اطلعت من نائب مدير مركز الملك فهد للبحوث الطبيّة البروفيسور طه عبد الله قمصاني، على أبرز الأسباب المسؤولة عن احتباس الماء في الجسم، وعلى النظام الغذائي الذي يساعد في التخلّص منه.

يشكّل الماء مكوّناً رئيساً لخلايا الجسم الحيّة، إذ تذوب فيه، كما تنتقل بواسطته مواد أساسية كالفيتامينات والمعادن الهامّة، إلى أعضاء الجسم التي تحتاجها، كالغدد والعظام والعضلات، ما يسهّل عمليّة امتصاص هذه المواد والاستفادة منها.

وبما أن الماء يمثّل من 50% إلى 60% من إجمالي حجم الجسم، فإن أيّة زيادة له عن المعدّل الطبيعي تعدّ مؤشّراً الى حالة احتباس الماء الناتجة عن الضغط الزائد داخل الشعيرات الدموية، ما يؤدّي إلى رشح الماء إلى الأنسجة المحيطة وتراكمه في الفراغات بين الخلايا والأنسجة، بدل انتقاله إلى الأوردة، ومنها إلى الكلى التي تقوم بدورها بضخ الماء الزائد في المثانة والتخلّص منه عبر عملية الإخراج. وتعتبر الحساسية الغذائية احد أهم أسباب انحباس الماء في الجسم، وتنتج عن تناول أنواع معيّنة من الطعام يصعب تحديدها، إذ أنّها تختلف من فرد إلى آخر كل حسب طبيعته، ما يجعل الجسم كالإسفنج، يقوم بامتصاص الماء والاحتفاظ به، مع عدم إيجاد الفرص الملائمة للتخلص منه، علماً أن الجسم يفرز أكثر من 140 ملليتراً من الماء يومياً من خلال القيام بعمليّات الاحراق (الأيض)، التي يتم فيها تحويل الغذاء إلى طاقة، بالإضافة إلى فقد نحو 250 ملليلتراً من الماء من خلال عملية التنفس. لذا، فإن الانخفاض في معدّل إفراز الجسم للماء هو سبب رئيس لزيادة الوزن.

نظام غذائي

لا يعتمد النظام الغذائي الخاصّ حصراً على التخلّص من الماء الزائد على السعرات الحرارية المتناولة، بل يدعو إلى تناول بعض الأطعمة وتجنّب بعضها الآخر، وذلك بهدف حثّ الجسم على تحرير السوائل الزائدة فيه. ويقسّم هذا النظام إلى مراحل ثلاث، هي:

1- المرحلة الأولى: تساعد الجسم على التخلّص من السموم والفضلات المتراكمة التي قد تؤدّي إلى انحباس الماء وزيادة الوزن، وذلك عبر تنمية قوّة الشعيرات الدموية التي تسهّل ضخّ الماء الزائد عبر الأوردة ومنها إلى الكليتين، من خلال تزويد الجسم بالمواد الأوليّة الضروريّة له. وتمتدّ هذه المرحلة إلى شهرين يتم خلالهما فقد نحو 6 كيلوغرامات من إجمالي الوزن عبر الالتزام بالإجراءات التالية:

- تجنّب تناول كلّ الأطعمة الممنوعة وعدم استهلاكها بتاتاً! وتتمثّل هذه الأطعمة، في: القهوة التي تجعل الكليتين تحتاجان عنصر الصوديوم وبالتالي الماء، والأطعمة المملّحة والمدخّنة (السلامي والسمك المدخن والجبن المالح) والأطعمة المضاف إليها السكر والعسل، والمشروبات الغازية الغنية بالصوديوم، والمواد التي تضاف إليها الدهون وخصوصاً تلك المشبعة بها، المتواجدة في الزبدة والحلويات.

- الإكثار من استهلاك الأطعمة المفيدة قدر الإمكان، كأنواع معيّنة من الفاكهة والخضر (التفّاح، الأفوكادو، الموز، الفاصولياء، الشمندر، البروكولي، الملفوف، الجزر، الكرفس)، فهي غنيّة بالفيتامينات والمعادن والألياف، وفقيرة بعنصر الصوديوم المسبّب الأكبر في احتباس الماء بالجسم.

- تناول هذه الأطعمة بأشكال مختلفة كالخضر والفاكهة نيئةً، أو إعدادها كحساء أو عصير.

 

2 ـ المرحلة الثانية: يتمّ، في خلالها، اكتشاف الأطعمة التي لا يتقبّلها الجسم وتكون المسؤولة عن احتباس الماء الزائد فيه، وذلك من خلال القيام باختبار لأكثر صنوف الطعام تكراراً، مع حصرها في أربع مجموعات غذائية، تتمّ تجربة كلّ منها على حدة لمدّة أسبوع. وتستهلّ هذه العمليّة بمنتجات القمح (الخبز، الطحين، المعجّنات، البسكويت، الحلويات، المقرمشات)، تتبعها منتجات الألبان ومشتقاتها (الحليب، الجبن بأنواعه، الزبدة، الكريما، الزبادي)، ثم الأطعمة المصنّعة من خميرة البيرة (مكعبات المرق، الخبز بأنواعه، منكهات الطعام، البيتزا)، فالبيض مع الحرص على إمكانية وجوده ضمن مكونات بعض الأطعمة الأخرى (الباستا، الحلويات، الفطائر، الآيس كريم).

 

3 ـ المرحلة الثالثة: يتمّ إقصاء الطعام المسبّب للحساسيّة الغذائية تماماً من لائحة الوجبات، مع التقليل من نسبة تناول الأطعمة الأخرى التي يدخل في مكوّناتها إلى 10% فقط من الحصص العامّة.

 

 

للاطلاع على المزيد من النصائح التي تساعد في تحقيق أهدافكم اقرأوا العدد رقم 1506 من مجلة"سيدتي".