«موريشيوس»: عروس المحيط الهندي تفتح ذراعيها للسياحة

إذا كنتم تبحثون عن الخلود للراحة في مكان قصي عن المدينة، هناك قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا وفي قلب المحيط الهندي تقبع «موريشيوس»، الجزيرة الحالمة التي تنتظر زوّارها القادمين إليها من كل صوب.

بداية الحكاية

تعتبر جزيرة «موريشيوس» البركانية بسواحلها الرملية الممتدّة على طول 330 كيلومتراً ثاني أكبر جزيرة في أرخبيل «ماسكارينهاس»، ويحيط بها ثالث أكبر حقل للشعب المرجانية في العالم، مما يجعل سواحلها من بين أجمل وأنقى السواحل في العالم. اكتشفها البحّارة العرب في العام 975، وعرف العالم بها للمرّة الأولى عن طريق الرحّالة البرتغالي دون بيدرو ماسكارينهاس في العام 1505 وأطلق عليها اسم «ماسكارينس». تعاقب عليها الهولنديون والفرنسيون والبريطانيون، ثم نالت استقلالها في العام 1968 وتمّ إعلانها جمهورية في 1992.

 

سكّان وطقس وطقوس

عاصمتها «بورت لوي»، وسكانها هم مزيج من الأعراق والثقافات والديانات، حيث يعيش الكلّ جنباً إلى جنب في سلام ووئام، مما يتيح للسياح التمتّع بمشاهدة مزيج فريد من الطقوس والإحتفالات الدينية المنوّعة، علماً أن «موريشيوس» هي نقطة التقاء لعدد من الثقافات الهندية والصينية والأوروبية. ورغم أن اللغة الرسمية للجزيرة هي الإنكليزية، إلا أن السكان يتحدّثون الفرنسية بطلاقة وكذلك الكريولية، إضافة إلى وجود لغات شرقية عدّة متداولة.

طقس الجزيرة استوائي، ويسود الدفء في المناطق الشمالية والغربية حيث تقلّ الأمطار، ليصبح أكثر اعتدالاً في المركز. ويمتدّ الصيف من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أبريل (نيسان)، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 25 إلى 31 درجة مئوية، والشتاء من مايو (أيار) إلى أكتوبر (تشرين الأول) حيث تتراوح درجات الحرارة بين 15 إلى 25 درجة مئوية.

 

مصادر الرزق

اعتمد اقتصاد الجزيرة لفترة طويلة على إنتاج وتصدير السكر، لتبدأ ومنذ سبعينات القرن الماضي بإقامة شركات تصدير حيث بدأ الإهتمام بالمنسوجات والملابس. وتمّ تطوير الإقتصاد السياحي وبعض القطاعات كتقنية المعلومات والهندسة وتصميم المجــوهرات والإهتـــمام بالموانئ والخطوط البحرية والقطاعات الخدمية. ومؤخراً، بدأ السماح للأجانب بالتملّك في الجزيرة، مما جذب لها استثمارات أجنبية كثيرة.

 

عوامل جذب

في «موريشيوس»، ثمة الكثير لجذب السياح، على غرار المنتجعات المتكاملة لاستقبال القادمين للجزيرة سواء للسيـاحة أو للإستثمار، كما تتوافر الخدمات العلاجية التي تشتهر بها ومراكز التجميل والصحة والتدليك والعلاجات الأفريقية القديمة المصنوعة من الأعشاب والزهور المحليّة. ولعشّاق التسوّق حصّة، حيث يجدون مواد التجميل والعطور وعقود الماس والكشمير والتوابل، إضافة إلى التقنيات الحديثة كالإلكترونيات...

 

سياحة متنوّعة

السياحة البيئية في نمو متسارع في «موريشيوس» مع افتتاح عدد من الوجهات الطبيعية للجمهور، كـ«حديقة بلاك ريفير غورج الوطنية» الممتدّة على مساحة 6,754 هكتاراً والتي تعتبر إحدى الوجهات الخلاّبة التي تستهوي السيّاح، وتمثّل موطناً لعدد من الحيوانات والطيور والنباتات المهدّدة بالإنقراض والتي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر في العالم. وكذلك، هناك وجهات أخرى للسياحة البيئية مثل «طريق الشاي» و«موكا» و«كاسيلا ولا فانيل»، وهي تقدّم نشاطات عدّة للترفيه عن الزوّار، بما فيها رياضة ركوب الخيل.

وهناك ترحيب حار بسياحة الدرّاجات كونها نشاطاً نظيفاً وصديقاً للبيئة. ولتشجيع هذه الرياضة، يسمح لسائقيها بالإستفادة من عروض خاصّة تتضمّن الإقامة في فنادق من فئتي أربع وخمس نجوم والإستمتاع بالمنتجعات والتدليك والمطاعم الفاخرة والأمسيات المميّزة. 

ومن جهة ثانية، يستطيع سيّاح «موريشيوس» الإستمتاع بالقفز بالمظلات، كما يمكن حضور عدد من الفعاليات: الصيد في أعماق البحار ومراقبة الدلافين والتزلّج على الماء بالمظلات والنزهات البحرية والرحلات البحرية السياحية وتسلّق الجبال واكتشاف الطبيعة ومشاهدة الشلالات.

وللعرسان نصيب، فـ «موريشيوس» هي المكان الأنسب لقضاء شهر العسل لطبيعتها الخلاّبة، ومناخها الإستوائي الدافئ وحسن ضيافة أهلها.