إطلاق العنان لروح المغامرة هو كل ما يحتاجه ضيوف المدن الألمانية لضمان جولات استكشافية ممتعة بين روائع العمارة ومراكز التسوّق الجذّابة، والأحداث الثقافية المتميّزة والأجواء ذات الطابع الرومانسي.
إلى جانب طبيعتها الخلابة التي تضمّ البحيرات والغابات والجبال المغطّاة بالثلوج، تزخر «ألمانيا» بعدد من المدن التاريخية العريقة والأماكن السياحية والترفيهية المتفردة والتي تجعل من هذا البلد وجهةً مثاليةً لقضاء العطلات. وسواء أكان الهدف من زيارتك هو الاستمتاع بإجازة ذات تكلفة معقولة أو لقضاء عطلة فاخرة، فإنك ستجد مجموعة منوّعة من البرامج السياحية التي تتناسب مع جميع الأعمار والميزانيات.
ولم يكن غريباً حصول ألمانيا في صيف العام 2005 على تقدير «تستحق الحب» نتيجة دراسة عالمية قام بها مركز «بيو» الأميركي للأبحاث» شملت 17,000 شخص يعيشون في 16 بلداً. وحسب هذه الدراسة، فإن «ألمانيا» تنتمي للدول ذات السمعة الأفضل في الخارج.
1- «برلين»: عاصمة المعالم التاريخية والموضة والإبداع
في «برلين» يمكن مشاهدة فنون عالمية متعدّدة، وما على الزائر سوى التجوال في شوارعها لاكتشافها، وسيرى «كنيسة القيصر فيلهلم» التذكارية لم تزل واقفة في شارع «كورفورستندام» رمزاً لنهوض برلين من تحت الأنقاض، وهي ليست مجرد بناء معماري فائق الجمال، بل تذكار للسلام. أمّا بوابة «براندنبورغ» الشهيرة الواقعة في نهاية شارع التسوّق الفاخر «أُنتر دين ليندن» فأصبحت اليوم رمز وحدة ألمانيا، بعد أن كانت رمز عهد الإنقسام الذي شهدته برلين في أربعينيات القرن الماضي.
وتضمّ «برلين» الفنادق الأحدث والأرقى في أوروبا، وكلّ زائر سيجد الفندق الذي يناسبه، سواء الدرجة الأولى أو الخمس نجوم. كما يوجد في برلين «جزيرة المتاحف» التي تحوي تراث أجيال وعصور متعاقبة يزيد عمرها عن 6,000 سنة.
ومن المعالم الحديثة التي يحبّذ السياح زيارتها: «مبنى البرلمان الألماني» والذي يشكّل مع «مبنى الوزارة الفيدرالية» والمباني الأخرى ما يُعرف بمجمع «باند دس بوندِس». وتمثّل «برلين» أسطورةً ترمز الى الحرية والعالمية منذ سقوط جدار برلين، حيث تحوّلت هذه المدينة من حينها مركزاً للشباب القادمين من أنحاء العالم كافة.
موضة وتسوق
رغم أنّها لا تعدّ مركزاً مالياً، إلا أن الكثير من الممثلين والمبدعين والمصممين يقصدونها سواء للزيارة أو للعيش فيها، لاسيما أنها غير مكلفة بالنسبة لهم. فمثلاً، إذا نظرنا إلى معرض «فاشن ويك» ومعرض «بريد أند باتر» اللذين تستضيفهما برلين سنعلم أهميتها كمدينة مستضيفة للمعارض المتخصصّة بالأزياء التي يحرص نجوم «هوليوود» على التواجد فيها بشكل دائم. ويشير البعض إلى أن برلين لا تنظر إلى الملابس كمجرد سلعة اقتصادية بل كمادة ثقافية، وبالتالي فإنها ستكون مستقبل الموضة. ولا تجذب المتسوقين والسياح فقط بل مبدعي ورواد الموضة، باعتبارها محركاً على الإبداع والابتكار.
«مدينة الموضة» تزخر بالعديد من وجهات التسوق، فهناك في الجهة اليمنى من وسط برلين الجديدة وقبالة ساحة «بوتسدام» الشهيرة العديد من مراكز التسوّق التجارية التي تعتبر مثالية، بدءاً من الأزياء ومروراً بـ «الاكسسوارات» والإلكترونيات، ووصولاً الى قائمة رائعة ومتنوعة من خيارات ووجبات الطعام اللذيذة والعديد من المقاهي ومحال بيع «الآيس كريم» الشهيرة.
« -2فرانكفورت»: التسوّق في أصغر مدينة كبرى في العالم!
مدينة كبيرة تندمج فيها الأجواء العالمية مع متعة المكان الصغير، ويبعد مطارها الدولي 15 دقيقة عن مركز المدينة، وتتوافر مجموعة منوّعة من خيارات وسائل النقل، إضافة الى إمكانات مبيت متعدّدة تتفاوت بين الفنادق الراقية والنزل العائلية والمناطق الريفية البسيطة. أمّا ناطحات السحاب فهي أوّل من سيرحّب بكم عند وصولكم المدينة، حيث تمنح أفق «فرانكفورت» طابعاً خاصّاً وتضفي عليه مزيداً من الروعة. وتزداد الإثارة عند زيارة ناطحات السحاب هذه، فمنظر المدينة من المنصات المخصصة للمشاهدة يحبس الأنفاس! ويعتبر برج «الماين» ناطحة السحاب الوحيدة المفتوحة أمام الجمهور على مدار السنة. ومن المؤكد أنكم ستستمتعون بالمنظر الرومانسي لـ «فرانكفورت» وضواحيها من ارتفاع 200 متر فوق شوارع المدينة. وفي أمسيات الصيف اللطيفة، ستستمتعون بمشاهدة المنطقة بأسرها، بما في ذلك إقلاع وهبوط الطائرات في مطار «فرانكفورت» الدولي.
أحياء عريقة
ليست المباني العالية الحديثة سوى جانب من روعة المدينة، فعلى مسافة بضع دقائق سيراً على الأقدام تقع الأحياء القديمة ذات التاريخ العريق، والمسارح ودور الأوبرا ومراكز الفنون والثقافة والمتاحف. كما إن التنزه على طول «ضفة المتاحف» على نهر «الماين» مسألة في غاية الروعة. وهنا، سيجد عشّاق الثقافة مجموعة منوّعة ورائعة من المتاحف، بدءاً بالهندسة المعمارية والأفلام ووصولاً إلى الفن الحديث، بالإضافة الى العديد من المعروضات والمنحوتات القديمة.
وللاندماج أكثر في روح المدينة، ما عليكم إلا التجوّل في شوارعها الأكثر شعبية مثل «تسايل» و«فريسغاس» أو»غوته شتراسه» الذي يعتبر أفخم شوارع التسوق في «فرانكفورت»، حيث يضم أرقى المتاجر الحصرية ومحلات المصممين العالميين.
وللباحثين عن التسوق بأسعار زهيدة، هناك شارع «شفايتسر شتراسه» في منطقة «زاكسنهاوزن» وشارع «بيرغر شتراسه» في منطقة «بورنهايم». أمّا محلات بيع التذكارات والهدايا فتقع في ساحة «رومربيرغ».
ولعشّاق الطعام، هناك مطاعم شارع «فرسغاس» أو شارع «شيلر شتراسه» وسط المدينة. وأما للذين ينشدون الهدوء بعيداً عن صخب المدن الكبرى والضجيج، فتوجد «حديقة حيوانات فرانكفورت»، حيث يمكن الاسترخاء والتجوّل مشياً على الأقدام أو زيارة حديقة النخيل «بالمنغارتن» الشهيرة.
« -3بادن بادن»: مدينة الينابيع والحمامات الراقية
تسحر «بادن بادن» زوارها بحماماتها الراقية ومياه ينابيعها المعدنية، ويزيدها سحراً موقعها الرائع على سفوح جبال الغابة السوداء. وسيتعرّف الزائر في هذه المدينة على إنجازات الرومان الفنية التي تحتلّ مكانة مرموقة بين أهمّ الآثار المنتشرة في ألمانيا.
وللباحثين عن الاستجمام هناك منتجع «فريدريشسباد» الذي كتب عنه الكاتب الأميركي الشهير «مارك توين» لصديقه قائلاً: «بعد 10 دقائق من وصولك إلى متنجع «فريدريشسباد» ستنسى الوقت، وبعد 20 دقيقة ستنسى العالم كلّه!». ويقدّم هذا المنتجع مزيجاً من التقاليد الإيرلندية والرومانية التي سادت في عالم الاستحمام. فكل زاوية فيه ترمز إلى روعة الهندسة وجمالها، وبالأخص جدرانه وقبته التي تتعالى وسطه.
وفي الموازاة، يستقطب منتجع «كراكللا» للمياه المعدنية الدافئة والذي يقع وسط «بادن بادن» عدداً كبيراً من السيّاح وضيوف المدينة الذين يعمدون إلى قضاء فترة من الراحة والاسترخاء في مياهه المفيدة. وممّا لا شك فيه، فإن السائح سينعم بأوقات جميلة بين أعمدته الرخامية وفي مسبحه الفيروزي وينابيعه التي تنفجر من باطن الأرض ويصل عددها 12 ينبوعاً على مساحة 3,000 قدم مربع محاطة بالزجاج من كل جانب. كما يوجد في رحاب «كراكللا» كهف رومانسي للمياه الباردة والدافئة ودوّامة للماء ومسبح كبير الحجم، بحيث يضمن لك كل ذلك المزيد من الرفاهية والتنوّع.
شوارع «بادن بادن»
لدى انتقالكم إلى شارع «ليشتنتالر آليه»، سوف تتعرّفون على حكاية شارع تجاري بسيط تحوّل مع الزمن ليصبح أهم شارع تجاري فيها، كما العنوان الذي يفضّل الكثير من الأثرياء أن يحمل اسم متجرهم أو مقر سكنهم.
وسواء كنت من محبي الهرولة أو المشي أو ركوب الدراجة الهوائية أو التجوال بين المتاجر الراقية، ستجدون في هذا الشارع الفرصة لتتنقل بين أشجاره العتيقة وجسوره المزدانة بأجمل النقوش التي ترسم ظلالها على نهر «اوس» وعلى فنادقه الفخمة وقصوره الصغيرة، ومايزال هذا الشارع محافظاً على مكانته كأحد أهم الشوارع التجارية في العالم منذ أكثر من 350 عاماً.
ومع افتتاح متحف «فريدر بوردا» العام 2004، أضاف المهندس المعماري الأميركي «ريتشارد مايير» جوهرة جديدة إلى شارع «ليشتنتالر آليه».