حظي الممثل التركي خالد آرغنش الشهير بالسلطان سليمان باستقبال غير عادي في حفل تكريم وزير الثقافة والسياحة إيرتوجرول جوناي الرسمي له، في فندق الهيلتون ضمن عدد كبير من زملائه المكرمين عن أعمالهم الدرامية التي حققت أعلى نسبة مشاهدة وانتشار في العالم، وأسهمت في زيادة السياحة العربية والعالمية إلى تركيا، خاصةً مسلسله التاريخي (حريم السلطان أو القرن العظيم) الذي بيع وعرض خلال الثلاث سنوات في 62 دولة حول العالم، واحتل المرتبة الأولى في تركيا وبلدان عديدة إلى جانب مسلسلات أخرى هامة حققت نجاحاً مماثلاً وفي مقدمتها: (إيزل) لكينان أميرزالي أوغلو و(على مر الزمان) لأركان بيتكايا، و(ويبقى الحب) لخالد آرغنش و(العشق الممنوع) و(نور) و(شمال جنوب) لكيفانش تاتليتوغ، و(الصامتون) لمراد يلدريم .
ماذا يرعب السلطان سليمان؟
وقد استغل خالد آرغنش حفل التكريم الرسمي ليرد للمرة الثانية على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغا،ن الذي انتقد مسلسل (حريم السلطان) مدافعاً عن حرية الإبداع وعن رؤية المؤلف الدرامي وحقه في تناول ما يراه مناسباً من التاريخ، وجاء رده ضمن كلمة خاصة به ألقاها في الحفل بعد تكريمه وعلق فيها على إنتقادات أردوغان قائلا: نحن بلا شك نعيش عصر إزدهار الدراما التركية والتاريخية العثمانية بشكل خاص، وبقدر سعادتنا بهذا النجاح، هناك عقبة واحدة أمامنا تخيفنا وترعبنا، هاجس واحد نعتبره عقبة كبيرة في طريق نجاحاتنا إلا وهو: النقد الجائر، لا شك بأن النقد سواء كان سلبياً أو إيجابياً هو بمصلحة العمل لكن هناك نقداً أخشى أن يكون قيداً على النجاح ، وقيداً على الإبداع، هذا النقد الجائر هو بلا شك كفيل بأن يدمر نجاحنا تدميراً مطبقاً.
وتابع السلطان "هناك مسلسلات تم تقييدها، وأعمال تم الإعتداء عليها وعلى صناعها اعتداءً أدبياً ومعنوياً سافراً، إعتداء يصل أحياناً إلى خطر توقيف المسلسلات أو التهديد بذلك.وهنا أحب أن أوضح لجمهورنا، وهو إننا عندما نقوم بأي عمل فني أو درامي حول قصة أحد القادة أو عظماء التاريخ، لا نقوم بعمل فيلم وثائقي عنه، هذه ليست مهمتنا، مهمتنا الحقيقية تكمن في خلق فضول طبيعي لدى المشاهدين يدفعهم لطرح الأسئلة وللتحدث وللمناقشة، ولطلب المزيد من المعرفة عن تاريخه عبر قراءة التاريخ ليعرفوا بأنفسهم هذه الحقائق التاريخية، هذا هو هدفنا. نتمنى أن تكون بلادنا تركيا بخير، وأن نتخطى معاً هذا الوضع المخيف بعض الشيء حتى لا يؤثر هذا النوع من القمع على مكاسبنا السابقة".
حصار السلطان بعد إعدام ابراهيم باشا
وكان السلطان سليمان وزوجته الممثلة بيرغوزار كوريل، قد حوصرا من وسائل الإعلام التركية التي سألته عن إحساسه الخاص في مشهد إعدام إبراهيم باشا، فأجاب بصراحة: أحزنني جداً مشهد إعدامه، وكانت حلقة إعدام إبراهيم باشا حزينة علينا جميعاً لأن العمل مع أوكان بشخصية إبراهيم باشا كان ممتعاً جداً، وهو واحد من أسرتنا جميعاً، وصعب علينا مفارقة صديق قريب جداً بالنسبة لي وبمثابة أخي لهذا لم يكن من السهل عليّ قتله في العمل لكن كان هذا ما عليّ القيام به حسب متطلبات العمل.
ضريح الباشا
وحول زيارة بعض السياح لمقبرة إبراهيم باشا واستيائهم من وضعها ومطالبتهم الحكومة التركية بترميمها علق قائلاً: هؤلاء اهتموا كثيراً بالمسلسل وشخصياته، وكان هذا هدفنا الذي نجحنا بتحقيقه، فقبل المسلسل لم يهتم أحد بقراءة تاريخ حقبة السلطان سليمان القانوني لكن بعد تصوير العمل وبثه على الشاشات ساعدنا عدد كبير من الناس على معرفة الكثير من هذا التاريخ، وحثهم على الإطلاع على المزيد عنه عبر القراءة لمعرفة الحقائق أكثر.
أما زوجته بيرغوزار كوريل فوصفت مشهد إعدام ابراهيم باشا بالمشهد الحزين قائلة مازحة: ليته لم يقتل ابراهيم باشا.