للإجابة على سؤال" كيف ومتى أبدأ تعليم طفلي لغة ثانية؟" أكد أساتذة علوم النطق والسمع أن البداية المبكرة هي أفضل طريقة لتعلم لغة ثانية بحسب دماغ الطفل، أما الانتظار حتى سن متأخرة لتعليمه لغة ثانية، فسيكون سبباً في تخلفه عن أقرانه، وكذلك إن كان في مجتمع يتحدث تلك اللغة.
وقد وجد الباحثون أن تأخر تعلم اللغة الثانية بجانب لغته الأولى، يرجع إلى إهمال الوالدين ممارسة اللغتين مع الطفل، أو تأخر سماعه للغة الثانية، عكس الأطفال الذين علمهم آباؤهم تعبيرات لغوية من لغتين مختلفتين في الوقت نفسه، وزودوهم بمفردات جديدة من اللغتين، لبناء ذاكرتهم المعجمية قبل سن الذهاب إلى الروضة.
لتفاصيل أكثر ومعلومات أوفر كان اللقاء وخبيرة اللغة والنطق الدكتورة سعاد الببلاوي للشرح والتعرف على خطوات التعليم.
أفكار تعرفي عليها
- القدرة على التحدث بأكثر من لغة واحدة ميزة يتطلع إليها العديد من الأشخاص، خاصة وأن التحدث بلغتين أو أكثر قد يمنحهم مزايا اجتماعية واقتصادية وفكرية.
- في عالم أصبح التنوع والتقارب الثقافي فيه أكثر أهمية من أي وقت مضى، لذلك يسعى الكثير من الأهالي إلى اعتماد طرق عديدة لتعليم أطفالهم أكثر من لغة منذ سن مبكرة.
- الثنائية اللغوية تعني قدرة الطفل على استخدام لغتين في سياقات لغوية متعددة وبشكل دوري، والعملية معقدة حتى يصل الطفل لمرحلة القدرة على التحدث بلغتين بشكل سليم، حيث يمر الطفل بالعديد من المراحل.
- الأطفال الصغار يمكنهم بالفعل اكتساب لغتين في وقت واحد، والدليل على ذلك أن العديد من الأطفال ينشأون في مجتمعات يعد فيها التحدث بلغتين هو الأمر الطبيعي والسائد.
- ولكن هناك عوامل تؤثر على نمو اللغتين والتي من شأنها أن تساهم في مدى تمّكن الأطفال من اللغة، ومنها كم وجودة اللغة التي يتعرض لها الطفل بالإضافة إلى استخدامه لها.
- ومعدل نمو اللغة يتأثر بعدد المرات التي يتحدث فيها المعلم إلى الأطفال وعدد الأقوال أو عدد الكلمات التي يستخدمها عند الحديث معهم، بجانب التنوع في المفردات وتراكيب الجمل.
تعرفي على أفكار تعليمية مبتكرة للأطفال
سبل تعليم الطفل اللغة الثانية
اضطرابات التواصل
لتعزيز تعلم الطفل لغتين في الأسر التي تتحدث لغتين، أو في مجتمع يتحدث بلغة تختلف عن لغة الطفل الأم، ينصح برفع جودة المداخلات اللغوية للطفل، عن طريق كتب وبرامج تعليمية بالعربية جنباً إلى جنب مع اللغة الثانية.
وتجنب الاعتماد على التلفاز بسبب مفرداته الفقيرة، وانعدام تفاعل الطفل معه، لكن لا يزال من الممكن اختيار قناة تقدم أفلاماً وأغنيات بلغة فصيحة في حالة انشغال الوالدين، منعاً من اضطرابات التواصل.
اختيار منهج مناسب
هناك عدة مناهج ل تعليم الطفل لغتين، تختلف وفق وضع الأسرة، وعليك اختيار الأنسب من بينها، لضمان الاستمرارية.
إذا كان الوالدان من ثقافتين مختلفتين، فسيناسبهما أن يتحدث فيه كل منهما مع الطفل بلغة واحدة، كما يمكن اتباع النهج نفسه؛ بأن يختار الوالدان شخصاً أو مجموعة تتحدث لغة واحدة مع الطفل.
كما يمكن أن تختار أسر نهجاً مختلفاً يتمثل في التحدث مع الطفل بلغة مختلفة كل يوم من أيام الأسبوع، فإذا كان الجمعة إجازة أسبوعية، تتجمع فيه العائلة، فيمكن اعتباره أحد أيام العربية مثلاً.
اللعب يومياً
دراسة اعتمدت مع مجموعة من الأطفال على أسلوب التفاعل المباشر واللعب باللغة الثانية طوال ساعة يومياً، لمدة 18 أسبوعاً، بينما خضعت مجموعة أخرى من الأطفال لبرنامج تعليم ثنائي اللغة بإحدى رياض الأطفال.
اختبر الباحثون كلتا المجموعتين من الأطفال، قبل وبعد التجربة، فوجدوا أن الأطفال الذين تعلموا اللغة الثانية من خلال اللعب، كان معدل الكلمات لديهم 74 كلمة أو عبارة جديدة في الساعة لكل طفل.
في حين نطق أطفال المجموعة الأخرى 13 كلمة أو عبارة فقط في الساعة، لهذا يفضل عند بلوغ طفلك سن المدرسة، ينبغي التفكير في إلحاقه بمدرسة تجمع أطفالاً من عرقين مختلفين لإتقان اللغة الثانية .
تنوع المصادر
ينصح أطباء الأطفال باستخدام الهواتف في السنوات المبكرة لمحادثة العائلة والأجداد والأصدقاء، من أجل مساعدة الطفل على اكتساب مفردات جديدة.
ويمكن الاستفادة من ذلك، بطلب المساعدة من أفراد عائلتك الذين يتحدثون لغة عربية سليمة، لإضافة مفردات جديدة وفصيحة أثناء الحديث مع الطفل.
كما يمكنك تحفيز التفاعلات المباشرة بإحدى اللغتين مع طبيب طفلك، أو معلمه، أو أصدقاء تثقين في مهاراتهم اللغوية، ولا يجمعون بين لغتين أثناء الحديث.
بمجرد بلوغ طفلك سن المدرسة، ينبغي التفكير في إلحاقه بمدرسة توفر مواد دراسية بلغة ثانية، لكن إذا كنت تعيشين في بلد أجنبي، فيمكن الاشتراك في دروس لتعليم طفلك العربية.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.