الأبناء هم أغلى ما يملك الآباء في الحياة، والاهتمام بتربيتهم بشكل سليم وصحيح هو أملهم وهدفهم، وفي مقابل هذا الإحساس الدافئ الجميل، هناك ضرورة للانتباه والملاحظة على تصرفات الطفل، وملاحظة أي تغيير في سلوكه، نظراً إلى أن علاج أي مشكلة يكون أسهل عند اكتشافها في وقت مبكر.
والسلوك الانفعالي عند الأطفال ما هو إلا اضطرابات انفعالية، معه يتغير سلوك الطفل أو الشاب بشكل كامل، كما يكون لهذا التغيير تأثير سلبي كبير على أداء الطفل بعامة؛ نفسياً واجتماعياً وأكاديمياً.
والآن للتعرف إلى كل ما يحيط بالسلوك الانفعالي عند الأطفال؛ من حيث الأسباب والأعراض وطرق العلاج يدور التقرير التالي وفقاً للدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية.
1- السلوك الانفعالي عند الأطفال
بعض الأطفال يعانون من اضطراب السلوك الانفعالي، وهو يظهر في صورة رد فعل انفعالي لا يكون ملائماً لحجم الفعل نفسه، لهذا يظهر بشكل مبالغ فيه.
وأحياناً يكون رد فعل الطفل أقل مما يكون الموقف بحاجة له، وعلمياً يوجد ارتباط كبير بين نفسية الطفل وصحة جسمه، فالأطفال الذين لا يعانون من أمراض يكونون أقل عرضة للمعاناة من الأزمات النفسية.
ويعاني الطفل العنيد -كمثال- من اضطرابات في السلوك الانفعالي، وبمجرد أن يتعرض إلى أي ضغط نفسي، يكون ذلك سبباً في حدوث الاضطرابات السلوكية، والتي لا يتمكن من السيطرة عليها، مقارنة بالأطفال الآخرين.
2-أسباب السلوك الانفعالي عند الأطفال
أسباب عضوية
قد يعاني الطفل من اضطرابات السلوك الانفعالي، نتيجة معاناة الجسم من بعض القصور، أو بسبب تعرضه للإصابة، بالإضافة إلى أن هناك بعض الأمراض المزمنة التي ينتج عنها حدوث خلل انفعالي للطفل من أهمها مرض الصرع.
أسباب نفسية
عند مرور الطفل بمرحلة فشل ينتج عنها الشعور بالإحباط الشديد.
حدوث خلاف بين ما يريده الطفل والاحتياجات العاطفية.
قدوم أخ جديد للطفل، وذلك يسبب له شعوراً بالخوف من قلة اهتمام أفراد الأسرة به، وبالأخص إذا كان هو الطفل الوحيد في الأسرة.
شعور الطفل بقلة الأمن الانفعالي.
معاناة الطفل من عقد في الطفولة، وعدم علاجها في الوقت الصحيح.
مرور الطفل بصدمة كبيرة وهو صغير.
كما تتسبب قصص الرعب التي يسمعها الأطفال وهم صغار، في المعاناة من مشاكل في السلوك الانفعالي.
وجود الطفل مع أب وأم يعانيان من اضطرابات انفعالية، أو حتى مع واحد منهما.
معاناة الطفل من أزمة الخوف من الأشخاص الكبار.
بالإضافة إلى أن معاملة الطفل بقسوة شديدة والتسلط على حياته، تكون من أهم الأسباب.
تعرض الطفل لبعض الضغوطات أو المواقف، التي لم يمر بها من قبل وخاصة في فترة المراهقة.
أسباب اجتماعية
وجود الطفل وسط أسرة مضطربة، وما ينتج عنه من خلافات أو طلاق.
حرمان الطفل من أحد والديه أو حرمانه من العيش مع والديه.
الآباء الذين لا يستطيعون التحكم في عصبيتهم، من أسباب معاناة الطفل من مشاكل السلوك الانفعالي.
وجود مشاكل في علاقة الطفل مع والديه.
اتباع طريقة تربية غير سليمة مع الطفل، ووجود أخطاء كبيرة.
تحكم الوالدين الزائد في الأبناء، وتدخلهم في حياة الطفل بشكل غير طبيعي.
قلة التربية أو زيادة التدليل من أهم الأسباب.
وضع الطفل في منافسات طوال الوقت، وبالأخص عندما تكون المنافسة ظالمة.
معاناة الطفل من بعض المشاكل في المدرسة؛ مثل عدم اهتمام المدرسين أو تعرضه للتنمر أو غيرها من الأمور.
التصرف مع الطفل بشكل خاطئ، واتباع أساليب عقاب خاطئة.
وجود مشاكل بين الطفل وأصدقائه وتوتر العلاقة بينهم.
مرور الطفل بفترة امتحانات صعبة للغاية تسبب له خوفاً شديداً.
3- أعراض الاضطرابات الانفعالية
الخوف: يكون ذلك عبارة عن حدوث رد فعل للطفل بشكل انفعالي لفعل ما أثاره، لكنه يشعر بخوف شديد وكأن حياته مهددة.
القلق: وينتج عن الشعور بالخوف بشكل دائم، يصاحبه توتر شديد على الرغم من عدم وجود سبب واضح لذلك.
الغضب: يكون الغضب هو الوسيلة التي يستخدمها الطفل عند شعوره بأنه مهدد، كما أنه متضمن بعض ردود الأفعال المفاجئة.
الغيرة: تكون الغيرة عبارة عن عدد من الانفعالات، تضم الغضب مع الشعور بعدم الحب والحزن، والتوتر والشعور بالخوف ووجود عدوانية.
الاكتئاب: يظهر على الطفل علامات الحزن بشكل شديد وواضح، ويدخل في نوبات بكاء لا تتوقف، يظهر الطفل منكسراً دون وجود أي سبب.
الفزع: ينتج عن توتر الطفل المستمر لفترة طويلة حالة من الفزع الشديدة؛ نتيجة لعدم شعوره بالأمان والإحساس بوجود خطر يهدده.
أعراض جسدية: قد يعاني الطفل من عدم الرغبة في تناول الطعام، لوجود اضطرابات في المعدة، ومشاكل في المثانة.
كما تحدث بعض الاضطرابات في إحدى الحواس أو أكثر من حاسة، والمعاناة من خلل في الوظائف الحركية.
الشعور بالإجهاد وعدم الشعور بالراحة، قد يصاب الطفل بلازمة حركية، وهناك من يقومون بقضم الأظافر.
4-علاج السلوك الانفعالي
يجب أن تنشأ علاقة تعاون بين المعالج النفسي والأب والأم والمدرسين، وأن يخضع الطفل إلى جلسات معالجة نفسية سواء بشكل جماعي أو بمفرده، بغرض التحليل؛ حتى يتمكن المعالج النفسي من الوصول إلى السبب الرئيسي لحدوث هذا الاضطراب، وعلاجه.
علاج البيئة ليتمكنوا من القضاء على هذا الاضطراب، عن طريق تصحيح كل ما هو خطأ في البيئة التي تحيط بالطفل وتهيئة جو أسري مليء بالحب والحنان.
العلاج الطبي، هناك بعض الحالات التي تكون بحاجة إلى تناول بعض المهدئات البسيطة.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.