هل أسمح لابني المراهق بأن يحصل على وظيفة صيفية؟

صورة مراهق يعمل في محل حلاقة

رغم انخفاض معدلات توظيف الشباب، ليس في الوطن العربي وحده، بل في العالم كله، لكن بعض الآباء يدفعون أطفالهم للبحث عن عمل. فما الذي يجب مراعاته عند دفع الطفل للعمل، وهل صحيح أن ذلك يجعل شعورة بالمسؤولية أكبر؟
بين مؤيد ومعارض، انقسم أولياء الأمور لشقين، فهناك من يجدون هذه الخطوة ضرورية للطفل المراهق، لتأهيله لسوق العمل، بمسؤولية أكبر، ومنهم من يرفض ذلك لأسباب مقنعة وأخرى لا يضعها الكثيرون في الاعتبار.
لكن ما رأي اختصاصيو وخبراء علم الاجتماع بذلك؟
أحياناً لا يطلب الآباء من الأولاد صراحةً العمل، ومع ذلك فهم بحلول الوقت الذي يصلون فيه المدرسة الثانوية، قد يبدأون بالبحث عن عمل، لكن معدلات قبولهم لازالت منخفضة، والسبب هو الأبوة والأمومة الحديثة، التي انقسمت إلى عدة آراء.

آباء لديهم العديد من المشاعر متضاربة
  • آباء لديهم العديد من المشاعر متضاربة بشأن عمل أطفالهم.
  • آباء يشعرون بقوة أن أطفالهم يجب أن يحصلوا على وظيفة.
  • آباء يرغبون في أن يعمل أطفالهم ولكنهم يشعرون أن الرياضة والعمل التطوعي والأنشطة الأخرى التي قد تساعدهم في الالتحاق بالجامعة أكثر أهمية.
  • آباء يشعرون بالقلق من أن هذه الأنشطة اللامنهجية بالإضافة إلى الوظيفة الصيفية ستكون مسؤولية كبيرة للغاية.
  • آباء لا يتوقفون عن الشكوى من إنفاق المال على المراهقين الذين يقضون عطلة الصيف. فيما هم يشعرون بالقلق من أن أطفالهم لا يعرفون قيمة المال.

كيفية التعامل مع المراهق في عطلة الصيف..هل تختبرينها؟

أسئلة يثيرها الآباء

حتى الخبراء اختلفوا على الطريقة المثالية لتربية الأطفال المسؤولين مالياً. وفي حين أن الوظيفة الصيفية يمكن أن تساعد المراهقين على التعرف على المال، فإن الآباء يثيرون الكثير من الأسئلة الجيدة، وهي:

كيف أعرف ما هو المناسب لطفلي؟

كيف أعرف ما هو المناسب لطفلي المراهق؟


هل يجب أن أشجع ابنتي – أو أطلب منها – أن الحصول على وظيفة، حتى لو لم ترغب في ذلك؟
ماذا لو أراد ابني الحصول على وظيفة، لكني لا أعتقد أنه مستعد لها؟
لا توجد إجابات سهلة على هذه الأسئلة، ولكن هناك ثلاثة أسئلة أخرى اقترح الخبراء أن يأخذها الآباء في الاعتبار عندما يقررون ما هو مناسب لعائلاتهم:

لماذا أريد أن يحصل ابني المراهق على وظيفة؟

لا بد أن للآباء عدة دوافع لتشجيع الطفل عند وصوله للسن المسموحة على العمل. أولها هو الحرص على البدء في تطوير عادات مالية جيدة، بدءًا من فهم ما يعنيه الحصول على راتب واتخاذ خيارات بشأن ما يجب فعله بأرباحهم. فاكتساب الخبرة في العمل من شأنه أن يعلم الأولاد مهارات قيمة. على الآباء الحرص على إبقاء أطفالهم المراهقين مشغولين وبعيدين عن المشاكل أثناء وجودهم خارج العمل. ومهما كان السبب، فمن الطبيعي أن يلعب الأهل دورًا مهمًا في تعزيز القرار وتحفيز الأطفال على تطوير العادات والممارسات الجيدة.

ماذا يحتاج طفلي أو يريده؟

ماذا يحتاج طفلي أو يريده؟


لن يعبر معظم المراهقين عن رغبتهم في تطوير عادات مالية جيدة. إنهم يريدون المال فقط. وحتى لو جنوا المال، فهم غالباً ما ينفقونه على "ملابس، وعشاء، ورحلة وسيارة مستعملة"، فالبعض لا يرغب في طلب المال أو شرح سبب إنفاقه وكيف، فيما يحصل آخرون على وظائف للمساعدة في توفير المدخرات لتحقيق هدف محدد مثل الانتساب إلى الجامعة، إذن ما هو دور الآباء؟ في بعض الأحيان يكون الأمر بسيطًا مثل توفير المنظور والتوجيه، مع السماح أيضًا للمراهق بممارسة القليل من الاستقلالية.

هل طفلي جاهز للعمل؟

في حين أن القوانين تملي نوع وساعات عمل القاصرين، يلعب الآباء دورًا مهمًا في تقييم ما إذا كان أطفالهم مستعدين للتعامل مع مسؤولية الوصول إلى العمل في الوقت المحدد والإجابة على أسئلة الآخرين. من المهم أيضًا مراعاة ما إذا كانت الوظيفة الصيفية قد تؤدي إلى تعب أو إجهاد لا داعي له، أو تتسبب في ضعف أداء الطفل أو تفويت الأنشطة الأخرى. على سبيل المثال، يجب ألا تتعارض مع التدريب على الفرقة الموسيقية فهذا قد يتسبب له بمشاكل عاطفية، يجب على الأهل معرفتها لتجاوزها.

ما ردود أفعال الأبناء تجاه العمل؟

ما ردود أفعال الأبناء تجاه العمل؟

 

هل ساعدهم الحصول على وظيفة صيفية في تحمل مسؤولية مالية أكبر وإبعادهم عن المشاكل، وهما الهدفان الرئيسيان اللذان يجب أن يدورا في ذهن الآباء. وستجدون أن ردود الأبناء مختلطة. فبعضهم يجد أن العمل في الوظائف الصيفية جعلهم أكثر مسؤولية عند إنفاقهم بسبب تقديرهم للمال الذي عملوا وتعبوا من أجله، فيما سيتذكر آخرون أنهم أنفقوا قدرًا كبيرًا من أرباحهم الصيفية على ألعاب الفيديو.
أما فيما يتعلق بما إذا كانت وظائفهم الصيفية أبعدت المشاكل عند المراهقين، فلم يعترف أحد بأي شيء، وويعتقد الخبراء أن المراهقين لن يتغيروا أبداً.

ما هي ساعات العمل في هذه الوظيفة وما الذي قد يتعارض معه الجدول؟

بقدر ما يريد الآباء أن يبدأ أبناؤهم في تعلم قيمة العمل الجاد وكسب مالهم الخاص، لكن عليهم أن يدركوا أن هناك الكثير من تفاصيل الحياة الخاصة التي يجب ألا يفوتها الأبناء، زمنها جدول العمل لا يتعارض مع النزهات العائلية، فيما إذا كانت ساعات العمل الطويلة تجعل هذه الوظيفة مرهقة وغير مريحة للجميع، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز علاقة سلبية مع العمل بدلاً من العلاقة الإيجابية.

شروط يجب مراعاتها في العمل قبل الموافقة على إلحاق الأبناء به

يجب ألا تتعدى ساعات العمل الفترة المسموح بها قانوناً في أغلب الدول وهي من 6 إلى 8 ساعات يومية.
أن يتخلل العمل فترة راحة بمعنى ألا يكون متواصلاً.
أن يتم توفير وجبة غداء لهم من خلال العمل أو على الأقل إتاحة الفرصة لتناول وجبة غداء اصطحبوها من المنزل لتناولها خلال يوم العمل.
أن تكون طبيعة العمل مناسبة وآمنة تماماً ولا تعرض الأبناء لأي نوع من المخاطر.
أن يحصل الأبناء بعد انتهاء العمل على تقدير مادي مناسب للجهد الذي بذلوه وشهادة خبرة بفترة عملهم.
ألا يتم الإقدام على هذه الخطوة قبل أن يبلغ الابن سن 15 عاماً حتى يحقق العمل هدفه ومردوده المعنوي والاجتماعي.
متابعة الأبناء وتقديم الدعم لهم وتشجيعهم على تحقيق أقصى استفادة من العمل والتحدث معهم حول أي معوقات تواجههم والاستجابة فوراً لمطالبهم إذا ما قرروا التوقف عن العمل وعدم إجبارهم على الاستمرار فيه.
كيف تشغلين وقت فراغ المراهق؟ خطوات تعلميها
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص