كوني القدوة لطفلك..فتساعدينه على تنمية مهاراته الاجتماعية

صوة لأسرة سعيدة متفاهمة
تعاملات الآباء الإيجابية تنشئ طفلاً اجتماعياً

طفل بدون أصدقاء طفل حزين ومغلوب على أمره، طفل لا يجد من يشاركه اللعب، طفل وحيد ومنطوٍ، ولأن الطفل لا يولد اجتماعياً، إنما يكتسب صفة الاجتماعية من طباع والديه و مشاهدة حياتهما الاجتماعية، بجانب أسلوبهما في التربية، والأمر يحتاج لبذل جهد من جانب الآباء للوصول إلى كيفية تكوين طفل اجتماعي ينعم بالصحبة ويستمتع بعلاقة الصداقة بروح إيجابية، وأولى الخطوات وأهمها ان يكون الآباء هم القدوة.
"سيدتي وطفلك" التقت أستاذ علم الاجتماع بمركز البحوث الدكتور ماجد بسيوني لشرح الأساسيات التي تحفز الطفل لتعلم المهارات الاجتماعية، ويوضح الهدف من نشأة طفل اجتماعي، ويختم حديثه بعدد من النصائح والإرشادات.

أساسيات تحفز مهارات الطفل الاجتماعية

أطفال يلعبون بحب

يتجلى دور الآباء في مساعدة الأطفال على التواصل مع الآخرين، والتفاعل بشكل إيجابي معهم، فالآباء هم القدوة والنموذج، وهم الوحيدون القادرون على جعل أطفالهم على تواصل مع آخرين؛ الطفل يحتاج إلى جو مليء بالنشاط والحيوية والمحبة، و التحاق الطفل بفصول رياض الأطفال مفيد في تحفيز مظاهر النمو الحركية والعقلية والاجتماعية والانفعالية.
قيام الطفل باللعب مع الآخرين، والتفاعل مع غيره من الأطفال، والتعبير عن المشاعر بصدق سواء كان بالضحك، أو بالغضب أو بالحزن أو حتى بالبكاء، أمر مفيد، لهذا كانت هناك ضرورة لتنمية بعض المهارات الحياتية مثل؛ مهارة الاستقلالية وأن يصبح الطفل قادراً على الاعتماد على نفسه في تلبية بعض احتياجاته، بعدها يستطيع قادراً على إقامة علاقات مع الآخرين.

الهدف من تنمية المهارات الاجتماعية

طفل وحيد ويشعر بالوحدة
  • تواصل وتفاعل الطفل مع أقرانه بلباقة واحترام وذكاء، واستطاعة التصرف مع المواقف التي يتعرض لها سواء إيجابية أو سلبية.
  • تمتع الطفل بالحوار وتقبل الآخر، بعيداً عن العناد والانعزال والوحدة والخجل.
  • تجعل الأطفال أكثر تعاوناً وحباً للعمل الجماعي، كما تساعدهم ليكونوا أكثر تأثيراً في المستقبل.
  • تعزز من المستوى الأكاديمي للطفل، فنجدهم يحققون درجات مرتفعة في الاختبارات.
  • تحفز الطفل على التفاعل إيجابياً في المجتمع الأكبر، وفهم شعور الآخرين والتعاطف معهم، وحل الصراعات، والتعامل بذكاء عندما تتأزم المشاكل.
  • تحمي الأطفال من السلوكيات السلبية المنتشرة في المدارس كالعنف بين الأطفال، بل إنها تجهز هؤلاء الصغار أيضاً ليكونوا أكثر نجاحاً في شبابهم.

 

هل تريدين التعرف إلى طريقة التعامل مع الطفل العنيد ؟

طرق لتنمية مهارات الطفل الاجتماعية

أطفال يلعبون بحب ومرح

تشمل المهارات الاجتماعية كلاً من المهارات المعرفية والعاطفية والاجتماعية المختلفة، وتعمل هذه المهارات معاً لنجاح الطفل وتقويته، وتطوير مهاراته الاجتماعية، ويتم ذلك من خلال عدة طرق:
تحديد وتنظيم العواطف: يُصبح الطفل أقوى اجتماعياً عندما يتمكن من فهم عواطفه والتحكم بها، أي يعرف متى يكون غاضباً ومتى يكون سعيداً، وكيف يُعبّر عن مشاعره بطريقة سليمة.
تشجيع الطفل على بناء علاقات إيجابية : المهارات الاجتماعية مع الأصدقاء والزملاء، تفرض عليه أن يبقى مهذباً لضمان استمرارها، وذلك من خلال منحه فرصاً للتواصل مع الآخرين وترتيب أوقات تجمع بينهم.
تعليم الطفل الإيثار: أو تفضيل الآخرين على نفسه أحياناً، ويتم ذلك بتعليم الطفل الموازنة بين احتياجاته واحتياجات الآخرين، وهناك الكثير من المواقف التي يُمكن استغلالها لتعليم الطفل هذه المهارة.
تشجيع الطفل على المشاركة والتعاون: وهما من المهارات الاجتماعية المهمة التي يجب على الطفل تعلّمها، ويتعلمها الطفل من خلال إشراكه في اللعب مع المجموعات في الروضة؛ كبناء الألعاب مع أصدقائه، وتشجيع الطفل على التبرع بواحدة من ألعابه.
تعليم الطفل الأخلاق الحميدة: يحتاج الأبوان إلى وقت طويل لتعليم الطفل مهارات وسلوكيات الأخلاق الحميدة من خلال التعلم والممارسة، وغالباً ما تُكتسب هذه المهارة من الوالدين؛ لأن الطفل يتّبع والديه ويُقلد ما يفعلانه.
تعليم الطفل طرح الأسئلة: يتّخذ بعض الأطفال موقف الانعزال والانطوائية عندما يشعرون بالتوتر أو عدم القدرة على خلق محادثة مع الآخرين، إلا أن مهارة طرح الأسئلة التي يجب أن يمتلكها الطفل تُساعده على بدء المحادثات مع الآخرين ومواصلة المحادثة.
تشجيع الطفل على التعاطف: تعتبر مشاعر التعاطف مع الآخرين من أنبل المشاعر التي يُمكن تعليمها للطفل، فهذه المشاعر تُشجع الطفل على الارتباط بالآخرين بالمشاعر الإيجابية.

أنشطة لتنمية مهارات التواصل

اللعب وسيلة لتنمية مهارة الطفل الاجتماعية

اللعب، معظم الأهل لا يدركون قيمة اللعب بالنسبة للطفل، فاللعب ليس وسيلة تسلية فقط، بل هو من الطرق الأساسية في تنمية المهارات الجسدية والعقلية، والوسيلة الأفضل لتجريب استخدام اللغة والتواصل مع الآخرين.
لذلك، يجب على الأهل السماح للطفل باللعب بشكل جيد، وتعويضه باللعب معه في حال عدم وجود أطفال آخرين، ويمكن استخدام الدمى وإعطائها أسماء وشخصيات وصفات وتأليف القصص عنها، إذ كل ذلك يدعم قدرة الطفل على التفاعل.
التفاعل مع الآخرين: مثل الأقارب والجيران- يعد مصدراً مهماً لتنمية مهارات الطفل وتقوية قدرته على التفاعل الاجتماعي، وخاصة في المواقف الاجتماعية الجماعية، كالحفلات والأعياد والأفراح، وغيرها من اللحظات التي يلتقي فيها أفراد العائلة.
تأليف القصص معاً: القيام بتأليف قصة حول حادثة ما يساعد الطفل في تنظيم أفكاره بشكل صحيح، ويتعلم استخدام هذا الأسلوب في التعبير عن نفسه وعن أفكاره.
قراءة العواطف المختلفة: عن طريق تمرين الطفل على التعبير على أشكال العواطف المختلفة، كمواقف الفرح والحزن، الغضب والتعب والرعب والخوف.
الربح والخسارة: من المهم في أثناء اللعب مع الطفل تبادل الأدوار معه، فيربح مرة ويخسر مرة، وهو ما يساعده على تحفيز الدافع لديه ليربح اللعبة، ويتقبل الخسارة بشكل جيد.
التحدث الدائم مع الطفل: فاللغة من أهم مهارات التواصل ويتعلمها الطفل عن طريق الممارسة والتقليد، وملاحظة كيفية استخدامك لها بشكل صحيح.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.