الصداقة شيء مهم في حياة الإنسان، وأكثر أهمية في حياة الأطفال، حيث تساعدهم على النمو الاجتماعي والنفسي المتوازن، لهذا فإن الصداقة عنصر فعّال في تنمية الشخصية السوية للطفل؛ حيث تتخذ مذاقاً يصطبغ بالبراءة والميل الطبيعي التلقائي في التعاون، والمشاركة في الأسرار، الاهتمام المتبادل، التسامح والعمل الجماعي، والمصالحة مع الآخر.. لهذا يدور تقرير اليوم عن ضرورة وأهمية وجود صديق في حياة طفلك.. اللقاء مع الدكتور أحمد برهان، أستاذ الطب النفسي، يوضح الأسباب ويشرح الطرق ودور الآباء.
1- الصداقة منذ أقدم العصور
- الصداقة من أهم العلاقات الإنسانية في جميع مجالات الحياة، وهي علاقة ترابط وعاطفة متبادلة ومشاركة وتفاهم بين شخصين أو أكثر.
- علاقة الصداقة مهمة في حياتنا في مختلف المراحل العمرية، فعلى الرغم من عدم وجود صلة أو قرابة تربطنا بالصديق، إلا أنه من أقرب الناس إلى قلوبنا، فهو يشاركنا كل لحظات حياتنا.
- يصاحبنا في أوقات التعقل والتهور، يقف معنا في الصدمات والأزمات، ويسدي لنا النصيحة والمشورة، إنه من ينطبق عليه مقولة: "رب أخ لك لم تلده أمك".
- أثبتت الدراسات أن وجود الصديق الحقيقي عند كل فرد يخفض نحو 25% من أمراض الجهاز المناعي وتصلب الشرايين، بينما الوحدة والانطواء تجعله عرضة للإصابة بأمراض عديدة.
- تعرّفي إلى المزيد: كيف أكون حنونة مع أطفالي؟
2- أهمية الصداقة في حياة الطفل
- أجمع أطباء النفس والتربويون على أن الصداقة بالنسبة للطفل جزء حيوي وأساسي في نموه، وتطوره النفسي والاجتماعي والأخلاقي والعاطفي.
- وأن الكفاءة الاجتماعية والإيثار واحترام الذات والغير والثقة بالنفس، سمات ترتبط ارتباطاً إيجابياً بوجود أصدقاء في حياة الطفل منذ الصغر.
- كما يكتسب الطفل مع الصداقة العديد من المهارات الاجتماعية؛ مثل التعاون والتواصل والقدرة على المحاورة والجدال، وإثراء المفردات لديه.
- وكذلك يتعلم الطفل مع الصديق القدرة على التحكم في العواطف، واحترام مشاعر الآخرين، والقدرة على التفاوض والتفكير وتحليل المواقف.
- وأيضاً كيفية التعامل في حال الخلافات التي تنشأ بين الطفل وبين أصدقائه، لهذا فإن الطفل الذي ليس لديه أصدقاء، سيعاني من صعوبات عقلية وعاطفية لاحقاً.
- تعرّفي إلى المزيد: نصائح تساعد الأم على التعامل مع طفلها العنيد
3- بداية تكوين الصداقة
- تبدأ مرحلة تكوين الصداقة لدى الطفل منذ دخوله الحضانة والروضة، حيث يكتشف عالماً مختلفاً عن عالمه في البيت.
- يلاحظ السلوكيات المختلفة عن سلوكياته، فيبدأ في تقليدها من باب التودد إلى من حوله بالتصرف مثله.
- وبعد أيام قليلة تلتصق هذه التصرفات بشخصيته وتصبح جزءاً منه، ويكتسبها من باب التقليد وليس التأثير.
- والمعروف أن الأطفال يتصرفون على الفطرة، وحسب ما تلقوه في بيئتهم، والطفل يتودد إلى من حوله بالتصرف مثلهم، وهذا التقليد يجعله يتقرب منهم، ويندمج معهم.
- تعرّفي إلى المزيد: "طلاب لا يحفظون الحروف ولا يتذكرون الأعداد".. المشكلة والحل
4- فوائد الصداقة الكثيرة للطفل
- اندماج الأطفال مع المجتمع بشكل سوي، وعندما يكون ذلك منذ الصغر، فإنه يبعد عنهم شبح العزلة والانطوائية.
- والتي قد تعرض الأطفال للإصابة بأمراض الفصام، نتيجة للخوف وعدم الثقة بالنفس. الصديق يشكل العالم الخارجي للطفل.
- حيث يصب فيه طاقته من النشاط واللعب، والتدريب والتفاعل مع الأصدقاء؛ من خلال روح المنافسة الإيجابية، بعيداً عن العنف.
- يقع على عاتق الآباء الاهتمام بتحفيز أبنائهم على تكوين صداقات مختلفة وتعليمهم أسس اختيار الصديق الأمثل، وطرق التواصل معه.
- بل والحفاظ على استمرارية العلاقة بينهما، سيكون الصديق أقرب إلى صديقه من والده أو والدته، للتقارب في السن، والاشتراك في الاهتمامات واللغة المشتركة.
5- دور الآباء في تعزيز صداقة أطفالهم
- للآباء دور مهم في تشكيل الوعي لدى الأبناء بأهمية تكوين الصداقة بشكلها الصحيح، سواء في المدرسة أو النادي والجيران.
- ويكون إرشاد الطفل من بعيد دون تدخل مباشر، بمراقبة اختيار الطفل لأصدقائه، بطريقة غير لافته للصغير؛ حتى لا يشعر أنه مراقب.
- الطفل قد يبتعد عن تكوين صداقات، طالما أنه لن يتوفر لديه حرية اختيار الصديق وطريقة تعامله معه.
- حتى إذا اخطأ في الاختيار، سوف يظل هكذا بين الصواب والخطأ حتى يجد الصديق المناسب، بدلاً من الجلوس وحيداً أو اللعب بمفرده.
6- ضرورة وجود صديق في حياة طفلك "7 أسباب"
- الطفل الذي لديه علاقات صداقة يستطيع الاندماج والتعامل مع الآخرين بسلاسة وحرية وسهولة، الصداقة تمده بثقة في نفسه، وتعطيه خبرة في التعامل مع المواقف بحكمة تناسب عمره وقدراته.
- الصداقة تحميه من الإصابة بالانطوائية، والتي تؤدي إلى الشعور بالوحدة وأمراض الاكتئاب والخوف والقلق، بالإضافة للأمراض العضوية.
- الصداقة تحمي صحة الطفل النفسية؛ الشعور بالحب والحنان والاهتمام من جانب أصدقائه وممن حوله يعمل على إيجاد نفسية متفائلة وتفكير إيجابي، وتقوي إرادته وعزائمه.
- استمرارية علاقة الصداقة توفر للطفل الشعور بالأمان، الطفل خارج بيئته الأسرية يشعر بالخوف والقلق، ولكن بوجود علاقات صداقة في البيئة الدراسية يشعر بالأمان والراحة.
- حيث يكون هناك طفل ضعيف أو كسول أو متردد، فهذا يحتاج وبشدة لصديق قوي يدافع عنه، أو نشيط يحفزه، أو مقدام يقوده إلى النجاح، وهكذا يحدث توافق ويكمل كل صديق صديقه..
- يستطيع الطفل أن يجد نفسه ويعرف حقيقتها وقدراتها بين المجموعات المختلفة من الأطفال، ويبدأ في تكوين شخصيته وآرائه، ويعرف قدراته القيادية.
- الصداقة تعلم الطفل كيف يشارك أصدقاءه في ممتلكاته الخاصة؛ من ألعاب وطعام وغيرهما، فينمو في نفسه حب العطاء وفعل الخير، حتى يصل إلى المشاركة في الأفكار والمعتقدات والنشاطات.
ملاحظة من"سيدتي. نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.