يعتبر العناد صفة طبيعية كمرحلة تمر في حياة الطفل ثم تنتهي، ولكن يحدث أن تستمر صفة العناد وتصبح مزعجة للأم، لأن طفلها أصبح شخصاً يصعب التعامل معه، كما أنه قد يتسبب بالضيق والضرر لمن حوله على الرغم من صفة العناد عند الطفل تدل على أن الطفل سوف يكون ذكياً في المستقبل. بل إن العناد من صفات الذكاء المبكرة عند الطفل، ولذلك فالمطلوب من الأم ليس أن تعاقب الطفل على عناده، ولكن عليها أن تقوم بتقويم سلوكه العنيد من خلال عدة حيل تعتبر حيلاً سحرية بحيث ينصاع الطفل لأسلوب الأم في التعامل معه.
يجب عليك التوقف عن عقاب وضرب الطفل العنيد واتباع الحلول السحرية التي يقدمها لك أخصائيو التربية والتي يجب أن تتبعيها مع طفلك العنيد الذي سوف يبهرك حين يكبر. ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية وفاء عبد اللطيف حيث أشارت إلى الحيل السحرية التي تساعدك في التعامل مع طفلك العنيد، مثل الابتعاد عن الوعظ المباشر والتشجيع والمدح له وضبط أعصابك، وغيرها من الحيل في الآتي:
البعد عن الأوامر المباشرة
توقفي عن إصدار الأوامر المباشرة للطفل العنيد، بل عليك أن تطرحي عليه قرارك بصورة الاختيار فحين يصبح الطفل العنيد في موضع الاختيار سوف يتوقف عن عناده ويبدأ في التفكير بالأمرين معاً وسوف يشعر بذاته وشخصيته وبأن له قيمة ووجوداً وقدراً في العائلة، بحيث أن الأم تسأله ما رأيك لو ذهبنا إلى الحديقة أو التسوق، فهذا على سبيل المثال وليس عليها أن تقول له استعد سوف نذهب إلى الحديقة أولاً، فالطفل العنيد لا يحب الأوامر المباشرة وأنت تراوغين في سبيل أن يصبح ليناً ومطيعاً.
التشجيع والمدح
شجعي طفلك العنيد وصادقيه وحفزي لديه المواهب التي تكتشفينها معه، بحيث توجهين تفكيره نحو أهداف وليس نحو إهدار طاقته في بكاء وصراخ وتحديات طفولية أو القيام بأعمال تخريبية ليعبر بها عن عناده، ولذلك فمهمتك أن تكتشفي مواهب الطفل المبكرة وتوجهي طفلك لكي يستغلها على الشكل الصحيح فربما أصبح بطلاً يوماً ما أو نابغة في مجال من مجالات العلوم والتكنولوجيا، لأن مواهب الأطفال هي بوابة التفوق بالنسبة لهم بعيداً عن التفوق الدراسي، وكوني مرافقة ومشاركة وموجهة له أثناء ممارسة هذه الموهبة ولا تتخلي عنه لكي لا يصاب بالإحباط والملل.
استمعي له جيداً
استمعي إلى طفلك العنيد ولا تتركيه مثلاً وأنت لا تصغين له أو تشعرينه باللامبالاة، فهو يمر بمرحلة أنه قد أصبح عنيداً لأنه لا يجد من يهتم به أو من يسمع آراءه، ولكن دورك قد جاء في أن تكوني مستمعة له وأن تضعي مقعداً وتجلسي قبالته وتتركيه يتحدث وسوف تكتشفين طيبته ورقته وحبه لكل أفراد أسرته، ولكنه يكون أحياناً غير قادر على التعبير، وفي بعض الأحيان قد تكون لديه مشاعر الظلم المتخيلة، وبأنه لا يحصل على حقه، خاصة لو كان في عائلة بها عدة أطفال، ولكن دورك أن تستمعي له وتتركيه لكي يقول كل ما لديه وما الذي يثيره ويجعل أعصابه تفلت منه، ووضحي له بعض المواقف التي فهمها وفسرها سابقاً بطريقة خاطئة.
اضبطي أعصابك
توقفي تماماً عن الصراخ على الطفل العنيد، فأنت لا تعرفين مدىتأثير الصراخ في تربية الطفل ولا تقابلي أي تصرف يقوم به بالصراخ والعنف ولا تضربيه أو تختاري وسيلة عقاب قاسية، بل يجب أن تتحلي بضبط النفس والأعصاب، وحين يمر بعض الوقت اذهبي إليه وقولي له ما رأيك لو تناولت هذا الطبق، وسوف تجدين أنه قد غير رأيه وقد كان يرفض تناول الطعام لسبب بسيط وتافه، مثل أن يكون قد قام شقيقه الأصغر بوضع ملعقته بداخله، وهكذا فأنت تكونين قد تمتعت بصفة ضبط النفس مما يعيد الطفل العنيد عن إصراره وعناده وصلابة موقفه والتي تكون مؤذية ومتعبة لك بشكل كبير وعليك ترويضها.
دعيه يفرغ طاقته
دعي طفلك العنيد يفرغ طاقته، مثل أن تتركيه يصرخ أو يركل الأحذية أو أن يبعثر الألوان والأوراق ثم قومي بصرف نظره إلى شيء آخر أو إلى شيء مثير وجذاب، مثل لعبة تحتاج إلى الفك والتركيب، ويجب عليك عدم السخرية من أي طريقة أو أسلوب يستخدمه الطفل في تفريغ طاقته ولا تحدثي الآخرين مثلاً كيف قام برمي محتويات علبة أدوات الخياطة بل اخبريهم أنه قد جمع محتوياتها من فوق السجادة قطعة قطعة لكي لا يؤذي شقيقه الصغير.
متى يمر الطفل بمرحلة العناد الطبيعية؟
توقعي أن يمر طفلك بمرحلة العناد الطبيعية التي تزول تلقائياً ويمر بها معظم الأطفال وذلك في عمر ما قبل الرابعة، وخلال هذه السنوات الأربع أو أقل بقليل يدور داخل الطفل الكثير من الصراعات النفسية والفكرية والتي تنتهي وتذوب مع بلوغه عامه الرابع ما لم تكن هناك أسباب ودوافع لحدوث العناد واستمراره مع الطفل كصفة متعبة ومرهقة للمحيطين به، ولكن المحيطين ليسوا دائماً هم الأب والأم ولكنه قد يكون عنيداً في المدرسة ومع الرفاق، والملاحظ أن الطفل في النهاية يتراجع عن عناده أمام الوالدين حين يبلغ غضبهم مبلغه ولا يحدث ذلك مع الغرباء، فمهمة الأم أن تشعر طفلها أنها غاضبة من دون توبيخ أو ضرب أو عقاب، حتى يتخلص من العناد الطبيعي الذي يمر به كل طفل ولا يستمر معه العناد الذي يحتاج إلى استراتيجيات في التعامل.
الفرق بين عناد البنت والولد
- توقعي أن تكون طفلتك أكثر عناداً من الولد، حيث يتملكها ومنذ صغرها الإحساس بالظلم، لأن البنت وحسب ما تعيشه في مجتمع شرقي ترى أن الوالدين يفرقان في المعاملة وهي تعتقد أن شقيقها الولد محبوب أكثر منها في العائلة، وهذه مفاهيم تعيش في وقتنا الحالي في الكثير من البيوت على الرغم من اتباع وسائل تربوية حديثة إلا أن التفكير الذكوري ما زال طاغياُ بينها، كما أن البنت ترى أنها لا تحصل على كافة حقوقها وعليها أن تحارب من أجل الحصول عليها فتبدو عنيدة وقد تفتعل المشاكل بين إخوتها الأولاد، كما أنها ترفض أي طلب في فترة مراهقتها يوجهه لها الآخرون لمجرد الرفض وقد تتعامل بقسوة مع شقيقها الصغير لكونه ذكراً فقط لا غير، فالبنت تحاول أن تبدو عنيدة لكي تثبت كيانها وذاتها، فهي ترفض دون نقاش ولكن من أجل أن تبدو بأنها تعتز بشخصيتها وأنها صاحبة قرار.
- حاولي أن تكوني صديقة لطفلتك وأن تغمريها بالحب والحنان، وذلك لأنها تكون مرهفة المشاعر وتبكي بسرعة ومن السهل أن تستميلي قلبها ومشاعرها بحيث تكونين صندوق أسرارها وتشعرينها بكيانها ودورها في العائلة، ووجهي طاقتها نحو ممارسة الأنشطة والرياضات إضافة لعدم توصيل إحساس أنها مقيدة وحبيسة البيت فلا تشعريها أنها تحت الرقابة، حيث ستصاب المراهقة ومنذ صغرها حتماً بانعدام الثقة بنفسها، ولكن عليك أن تراقبيها بحذر من باب خوفك عليها ومن دون أن تكوني عنيفة أوقاسية، ولا تشعريها في أي لحظة بأنك حاكم أو حارس عليها.
قد يهمك أيضاً: أهم الأساليب التربوية الناجحة للتعامل مع الطفل
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.