ثلاث مراحل لتلبية متطلبات أبنائنا: تعرفي إليها وخططي قبل تنفيذها

صورة لطفلة تحتضن والدتها
بالعناق والكلمات الدافئة يستمد الطفل الثقة والأمان

تربية الأبناء ليست مجرد عملية تربوية تبدأ بولادة الطفل وتنتهي بنضوجه، بل هي رحلة طويلة مليئة بالتحديات والتجارب، تتطلب من الأهل حكمة وتخطيطاً مستمراً، وسط عالم يتغير بسرعة مذهلة، ولهذا أصبح من الضروري إعادة التفكير في كيفية توفير متطلبات أبنائنا لضمان نموهم بشكل متوازن.
ولتحقيق هذا الهدف، نتابع في هذا التقرير كيفية تقسيم متطلبات الأبناء إلى ثلاث مراحل أساسية؛ تتوافق مع تطورهم العمري والنفسي، وكل مرحلة تحمل احتياجاتها الفريدة التي تتطلب فهماً عميقاً من الأهل، ومرونة في التكيف مع تغيرات العصر، اللقاء والدكتورة مروة رشوان أستاذة التربية وتعديل السلوك لتوضيح تفاصيل المراحل الأساسية الثلاث في حياة كل طفل ومتطلباتها، ودور الآباء في التعامل معها.

المرحلة الأولى: بناء الأساس (من الميلاد إلى 7 سنوات)

الحب والاحتضان يمدان الطفل بالثقة والأمان

أهم متطلبات المرحلة الأولى

في السنوات الأولى من حياة الطفل، تتشكل القاعدة الأساسية لشخصيته ومستقبله، وخلال هذه المرحلة يتم بناء الجوانب الأساسية للثقة، والأمان، والانتماء.
الحب والاحتضان
يحتاج الطفل إلى الشعور بالحب غير المشروط، العناق والكلمات الدافئة هما حجر الأساس لثقة الطفل بنفسه وبمن حوله، والتواصل الجسدي مثل العناق واللمس الإيجابي، يساعدان على تقوية الروابط العاطفية مع الوالدين.

هل طفلك يعانق ويقبل الجميع؟ كيف تعلمينه الحدود؟

الأمان والاستقرار
يحتاج الطفل إلى بيئة آمنة وخالية من التوترات، الالتزام بالروتين اليومي مثل مواعيد النوم والطعام مما يساهم في شعوره بالراحة والاستقرار.
التحفيز الحسي
يُعد اللعب أحد أهم أدوات التعلم في هذه المرحلة، الألعاب البسيطة والملونة تعزز تطور الحواس، وتساعد الطفل على استكشاف العالم، والقراءة مع الطفل منذ الصغر تعزز مهاراته اللغوية وتنمي خياله.
التوجيه السلوكي
يبدأ الطفل بتعلم القواعد الأساسية للسلوك من خلال القدوة الحسنة، يجب أن يكون الوالدان نموذجاً إيجابياً يظهر الاحترام والصبر.

التحديات التي تواجه الأهل

التوازن بين حماية الطفل وإعطائه مساحة لاستكشاف العالم، والتعامل مع نوبات الغضب والرفض التي تعد جزءاً طبيعياً من نموه النفسي بشكل واع ومرن.

المرحلة الثانية: بناء المهارات والاستقلالية (من 8 إلى 12 سنة)

الصديق والصداقات احتياج للطفل من عمر 8-12 عاماً

أهم متطلبات المرحلة الثانية

تُعتبر هذه المرحلة مرحلة انتقالية بين الطفولة والمراهقة، حيث يبدأ الطفل في تطوير هويته المستقلة واكتشاف العالم من حوله.
التعليم النوعي
يُصبح التعليم أكثر أهمية، ويحتاج الطفل إلى أدوات تعليمية تُحفّز فضوله واستيعابه، ولهذا يجب تقديم المعرفة بطرق ممتعة وجذابة، وربطها بالحياة العملية.
تشجيع الاستقلالية
يجب السماح للأطفال باتخاذ قرارات صغيرة، مثل اختيار ملابسهم أو ترتيب أوقاتهم، لتطوير مهاراتهم في حل المشكلات.
إشراكهم في الأنشطة المنزلية يُعزز إحساسهم بالمسؤولية.
الدعم الاجتماعي
يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى بناء علاقات مع أقرانهم، دعم صداقاتهم وتوجيهها يساعدهم على اكتساب مهارات اجتماعية.
التوجيه الأخلاقي
يُمكن البدء في تعليم الطفل المبادئ والقيم بشكل مباشر، مثل أهمية الصدق، التعاون، والاحترام.

التحديات التي تواجه الأهل

تحقيق التوازن بين منح الطفل حرية الاستكشاف والحفاظ على حدود وقواعد واضحة، مع مواجهة تأثير التكنولوجيا والإنترنت على اهتمامات الطفل وسلوكه.

المرحلة الثالثة: بناء الهوية وتحقيق الذات (من 13 إلى 18 سنة)

مراهقة مستقلة تستكشف ذاتها والعالم من حولها

أهم متطلبات المرحلة الثالثة

مع دخول الطفل إلى مرحلة المراهقة، تبدأ التغيرات الجسدية والنفسية في الظهور، مما يُعزز شعوره بالاستقلالية والرغبة في استكشاف ذاته والعالم.
الدعم العاطفي
تُعتبر هذه المرحلة حساسة للغاية، حيث يحتاج المراهق إلى الشعور بالتقدير والقبول، حيث يجب أن يكون الوالدان مصدر أمان ودعم للمراهق، خاصة خلال فترات الشكوك أو الإحباط.
التوجيه المهني والأكاديمي
يبدأ المراهق في التفكير في مستقبله الأكاديمي والمهني، وهنا يحتاج إلى توجيه عملي ومعلومات واضحة حول خياراته، لذا يجب توفير الفرص لتجربة مهارات جديدة، أو الانخراط في أنشطة تنمي شغف المراهق، وهذا يُعد أمراً ضرورياً.
بناء العلاقات الصحية
يُصبح الأصدقاء محوراً مهماً في حياة المراهق، يحتاج الأهل إلى مراقبة علاقاته دون التدخل المباشر، وتعزيز الحوار المفتوح والصادق يُساعد في تجنب السلوكيات الخاطئة.
تنمية الهوية الشخصية
يجب أن يُمنح المراهق الحرية لاكتشاف نفسه وتحديد أولوياته، مع الحفاظ على التوازن بين التوجيه والاستقلالية، مع تعزيز قيم الاحترام والمسؤولية، فيساعده هذا في بناء هويته بشكل صحي.

التحديات التي تواجه الأهل

إدارة الخلافات الناتجة عن رغبة المراهق في الاستقلال، والتعامل مع تأثير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على قيمه ومعتقداته.

نصائح عامة للتعامل مع الأبناء عبر المراحل الثلاث

أب يتواصل مع ابنته

التواصل الفعّال
بناء علاقة قائمة على الحوار والاستماع الفعّال يُعزز الثقة بين الأهل وأبنائهم.
التكيف مع التغيرات
يجب أن يكون الأهل مستعدين لتغيير أساليب التربية وفقاً لاحتياجات كل مرحلة.
التوازن بين الحب والحزم
من الضروري الجمع بين الدعم العاطفي وتحديد القواعد بوضوح.
التعلم المستمر
تربية الأبناء رحلة تعليمية للأهل أيضاً، القراءة وحضور ورش العمل التربوية يُساعد على تطوير مهاراتهم في التعامل مع الأطفال.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.