أهمية القراءة للأطفال وكيفية غرس حب الكتب فيهم

صورة أم تقرأ لأطفالها
أهمية القراءة للأطفال

إن اكتساب مهارات القراءة لدى الطفل أمر مهم، وهو دليل على نجاحهم في المدرسة والعمل والحياة بشكل عام. ومن الممكن جداً المساعدة في ضمان نجاح طفلك من خلال القراءة له منذ سن مبكرة جداً؛ حيث إن القراءة تُكسبهم الجرأة المدروسة، وتزرع فيهم الثقة بالنفس والإقبال على المواقف من دون خوف، اقرئي معنا المزيد عن الفوائد الرئيسية للقراءة للأطفال، وكيف يمكن للقراءة أن تدعمهم في المستقبل، كما يدرجها الاختصاصيون التربويون والنفسيون.

فوائد عامة للقراءة للأطفال

لا شك أنك مررتِ أو تمرين بتجربة القراءة للأطفال هي لحظات لا ينساها طفلك، وتزرع فيه شغفاً وحماساً يرافقانه طوال عمره، وسواء كنت تقرئين له قصة كلاسيكية أو حكايات خرافية قبل النوم، فإن القراءة بصوت عالٍ للأطفال يمكن أن تفيد حياة طفلك بشكل كبير. وتتضمن بعض فوائد القراءة للأطفال ما يلي:

  • دعم التطور المعرفي
  • تحسين مهارات اللغة
  • الإعداد للنجاح الأكاديمي
  • تطوير علاقة خاصة مع طفلك
  • زيادة التركيز والانضباط
  • تحسين الخيال والإبداع
  • تنمية حب القراءة مدى الحياة
  • دعم التطور المعرفي

فوائد مباشرة للقراءة للأطفال

تعمل القراءة للأطفال الصغار على تحسين المهارات الإدراكية
  • تعمل القراءة للأطفال الصغار على تحسين المهارات الإدراكية وتساعد على طول عملية التطور الإدراكي. والتطور الإدراكي هو ظهور القدرة على التفكير والفهم؛ إنه "بناء العمليات الفكرية".
  • تساعد القراءة الطفل على التذكر وحل المشكلات واتخاذ القرار، من الطفولة إلى المراهقة إلى مرحلة البلوغ؛ إذ تدل الطفل على طريقة تفكيره في عالمه من خلال مجالات مثل معالجة المعلومات والذكاء والمنطق وتطور اللغة ومدى الانتباه والذاكرة.
  • تزود الطفل بخلفية معرفية عن عالمه الصغير، مما يساعده على فهم ما يراه ويسمعه ويقرؤه، ويساعد الأطفال على ربط ما هو موجود في القصة بحياتهم الخاصة، وليس مجرد نطق الكلمات. حيث إن إدخال القراءة في حياة طفلك الصغير، والمحادثات التي ستثيرها، يساعده على فهم حياته الخاصة، خاصة في سن مبكرة.
  • تعمل القراءة على تطور الدماغ المبكر في السنوات القليلة الأولى من الحياة؛ إذ يتم تكوين أكثر من مليون اتصال عصبي جديد كل ثانية، فعندما تقرئين لطفلك الصغير. وفي غضون ثوانٍ، تستجيب آلاف الخلايا في أدمغة هؤلاء الأطفال المتنامية. حيث يتم "تنشيط" بعض خلايا الدماغ، بسبب هذه التجربة المحددة.
  • تعزز القراءة العديد من الاتصالات الموجودة بين خلايا الدماغ. في الوقت نفسه، تتشكل خلايا دماغية جديدة، مما يضيف المزيد من التحديد والتعقيد إلى الدوائر المعقدة التي ستظل في مكانها إلى حد كبير لبقية حياة هؤلاء الأطفال.

لذلك، كلما قرأ الكبار بصوت عالٍ لأطفالهم، نمت مفرداتهم، وكلما زادت معرفتهم وفهمهم للعالم ومكانهم فيه، ساعد على نموهم المعرفي وإدراكهم.
تعليم الأطفال القراءة والكتابة بطرق وإستراتيجيات فعّالة

تحسين مهارات اللغة للأطفال

إن القراءة اليومية للأطفال الصغار، بدءاً من مرحلة الرضاعة، يمكن أن تساعد في اكتساب اللغة ومهارات التواصل والمهارات الاجتماعية ومهارات القراءة والكتابة. وذلك لأن القراءة لأطفالك في الأشهر الأولى تحفز الجزء من الدماغ الذي يسمح لهم بفهم معنى اللغة، وتساعد في بناء المهارات اللغوية للطفل والقراءة والكتابة الأساسية.
حيث وجدت دراسة مسح الدماغ الحديثة أن "القراءة في المنزل مع الأطفال منذ سن مبكرة كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتنشيط الدماغ في المناطق المرتبطة بالصور المرئية وفهم معنى اللغة".
إن إدخال القراءة في التعلم السمعي للطفل يوفر له فائدة أخرى: فهو يقدم لغة الكتب، والتي تختلف عن اللغة المسموعة في الحياة اليومية. سواء كان كتاب أطفال أو رواية كلاسيكية، فإن لغة الكتاب أكثر وصفاً، وتميل إلى استخدام هياكل نحوية أكثر رسمية.

هل يصبح طفلي مستعداً للنجاح في المدرسة بسبب القراءة؟

هل يصبح طفلي ناجحاً في المدرسة بسبب القراءة؟


القراءة المبكرة مع طفلك هي فرصة حقيقية للتواصل الفردي بين الأطفال وآبائهم، والآباء مع أطفالهم. فهي تسمح للأطفال بتنمية مهاراتهم في المفردات من خلال التعرض لكلمات جديدة ومهارات الاستماع التي يطورونها من خلال سماع شخص يقرأ لهم، والتي تصبح حيوية لنجاحهم الأكاديمي.
أظهرت الدراسات أنه كلما زادت الكلمات الموجودة في عالم لغة الطفل، زاد عدد الكلمات التي يتعلمها، وكلما كانت مهاراته اللغوية أقوى عندما يصل إلى مرحلة الروضة، كان أكثر استعداداً للقراءة، وكلما كان يقرأ بشكل أفضل، زادت احتمالية تخرجه في المدرسة الثانوية. كما أن الطلاب الذين يتعرضون للقراءة قبل مرحلة ما قبل المدرسة هم أكثر عُرضة للنجاح عندما يصلون إلى فترة التعليم الرسمي. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة ميشيغان، هناك خمس مهارات قراءة مبكرة ضرورية للتطور وهي:

  • الوعي الصوتي - القدرة على سماع الأصوات الفردية وتحديدها واللعب بها في الكلمات المنطوقة.
  • علم الأصوات – القدرة على ربط حروف اللغة المكتوبة بأصوات اللغة المنطوقة.
  • المفردات - الكلمات التي يحتاج الأطفال إلى معرفتها للتواصل بشكل فعال.
  • فهم القراءة - القدرة على فهم ما تمت قراءته والحصول على المعنى منه.
  • الطلاقة (القراءة الشفهية) – القدرة على قراءة النص بدقة وسرعة.

على الرغم من أن الأطفال سوف يواجهون مهارات القراءة والكتابة وتطور اللغة بمجرد وصولهم إلى المدرسة الابتدائية عند الأطفال وما بعدها، يمكنك المساعدة في تعزيز نجاحهم في القراءة من خلال القراءة لهم أثناء الطفولة وفي سنوات الطفولة المبكرة.، صحيح أنهم لن يكونوا قادرين على ممارسة الطلاقة أو الصوتيات في تلك المرحلة، لكنهم سيحصلون على مقدمة مبكرة للوعي الصوتي والمفردات وفهم القراءة، وكل هذا من شأنه أن يؤهلهم للنجاح أثناء نموهم وتفاعلهم مع العالم من حولهم.

هل تُطور القراءة العلاقة بيني وبين طفلي؟

لا شك أن القراءة لطفلك الصغير بشكل منتظم يمكن أن تساعدك على تكوين علاقة أقوى معه. عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فإن أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها للتأثير بشكل إيجابي على نموهم هو قضاء الوقت معهم؛ حيث توفر القراءة لأطفالك فرصة رائعة لإعداد حدث مشترك منتظم، ويمكنك التطلع إلى قضاء الوقت معاً. من خلال القراءة المشتركة، سيثق طفلك ويتوقع أنكِ ستكونين موجودة من أجله. لا يمكن المبالغة في أهمية الثقة للأطفال الصغار.
إن قراءة كتاب مفضل لأطفالك لا يساعدك على التواصل معهم فحسب، لذا اختاري الكتاب المناسب الذي يمنحهم أيضاً شعوراً بالألفة والرفاهية. يساعد هذا الشعور بالألفة طفلك على الشعور بالقرب منك، كما تشجع مشاعر الحب والاهتمام على النمو والتطور الإيجابي.
ورغم أن الأطفال الصغار قد لا يتمكنون من فهم ما تقولينه عندما تقرئين لهم، فإن القراءة بصوت عالٍ توفر مستوى لا يُقدر بثمن من الرعاية والطمأنينة. يحب الأطفال الصغار جداً سماع الأصوات المألوفة، والقراءة هي المنفذ المثالي لإنشاء هذا الاتصال.
وعلى مستوى أوسع وأكثر علمية، فإن العلاقة بين الوالدين والطفل، هي التي تحدد مسار الحياة الإيجابي. وإذا كنت قادرة على القراءة بصوت عالٍ مع طفلك في وقت متوقع ومجدول يتناسب مع الروتين اليومي للمنزل والمدرسة، فستكونين قادرة على توفير شيء ثابت يمكن أن يتوقعه وربما يتطلع إليه.
إن القراءة بصوت عالٍ مع طفلك والقيام بنشاط مشترك يمنحك أنت وطفلك شيئاً للتحدث عنه، ما يدعم بدوره تطوير مهارات القراءة والكتابة في المستقبل، حيث يمكن استخدام القراءة معاً لمناقشة تجارب وقضايا الحياة الواقعية. كما يمكن أن توفر كتب الأطفال نقطة انطلاق لمناقشات هادفة حول العديد من الموضوعات المختلفة، التي يمكن أن تعمل على تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الطفل.
كما تساعد القراءة لطفلك على تعريضه لجميع أنواع الموضوعات والمفاهيم، وبناء فهم أطفالنا للإنسانية والعالم من حولهم.

كيف تساعد القراءة على زيادة التركيز والانضباط؟

كيف تساعد القراءة على زيادة التركيز والانضباط؟


إن إدخال وقت القراءة المنتظم إلى جدول طفلك له فائدة أخرى بخلاف خلق وقت مشترك معاً: زيادة الانضباط والتركيز عند الطفل. نادراً ما يجلس الأطفال الصغار في هدوء لفترة طويلة، وغالباً ما يكون من الصعب جعلهم يركزون. ولكن عند القراءة المنتظمة لأطفالك، فقد تبدئين في ملاحظة تغيير في السلوك. قد يتلوى الأطفال الصغار في البداية ويشتت انتباههم أثناء وقت القصة، لكنهم في النهاية سيتعلمون البقاء في مكانهم طوال مدة الكتاب.
فالقراءة هي المفتاح للتعلم مدى الحياة، وإذا تمكنت من غرس حب القراءة في سن مبكرة، فإن الالتزام بالتعلم مدى الحياة من المؤكد أنه سيتبع ذلك. القراءة بصوت عالٍ تقدم الكتب كمصدر لتجارب ممتعة وقيمة ومثيرة. الأطفال الذين يقدرون الكتب لديهم الدافع للقراءة بمفردهم، ومن المرجح أن يستمروا في ممارسة القراءة المستقلة طوال بقية حياتهم.

كيف تُحسن القراءة الخيال والإبداع؟

يتمتع الأطفال الصغار بطبيعة الحال بالقدرة على الحلم الكبير واستخدام خيالهم. تساعد القراءة بصوت عالٍ على استخدام الطفل لخياله لاستكشاف الأشخاص والأماكن والأوقات والأحداث التي تتجاوز تجاربه الخاصة. يمكن للقراءة كنشاط خيالي أن تفتح الأبواب أمام جميع أنواع العوالم الجديدة لطفلك. من خلال توسيع خيال طفلك، يصبح من المرجح أن يحلم طفلك بشكل أكبر ويتصرف بشكل إبداعي، مما قد يفيده في المدرسة والعمل والحياة في المستقبل.
وفي كل مرة نقرأ فيها لطفل، فإننا نرسل رسالة "متعة إلى دماغه تحفز الطفل على ربط الكتب والمطبوعات بالمتعة".
إن هذا الارتباط بين القراءة و"المتعة" يشكل أهمية بالغة لتحقيق النجاح في وقت لاحق من الحياة. فالتعلم هو الحد الأدنى المطلوب للنجاح في أي مجال.
عندما يتعلق الأمر بالقراءة لأطفالك، فإن الفوائد التي تعود على طفلك في حياته تتجاوز إلى حد كبير تطوير علاقة وثيقة معهم، على الرغم من أن هذا بالتأكيد إحدى هذه الفوائد. إن القراءة بصوت عالٍ للأطفال هي في الواقع النشاط الأكثر أهمية لبناء هذا الفهم والمهارات الأساسية لنجاح القراءة التي سيحملها طفلك معه طوال حياته.