في يوم الأم نوف العبد: أمي هي الحضن الذي يحتويني من دون كلام

في استقبال راقٍ دخلنا منزل صانعة المحتوى، ومدربة الحياة، ورائدة الأعمال نوف العبد. كان بيتاً دافئاً تسيّجه أمومةٌ واعدة، تجد نفسها الإنسانة في جميع المواقف، وقبل كلّ شيء وأهم شيء. هي أم لم تتوقف أبداً عن التعلّم، عن النموّ، عن السعي لتكون أفضل نسخة من نفسها. سيدة لا تحب التصنيفات، وتجد نفسها في أعمالها أكثر من مجرد لقب أو وصف. تعلّق: "نحن كيان كامل، نحن كلّ شيء، نحن خلقُ الله، وفينا من العمق والمعاني ما لا يُحصر". «سيدتي» زارت نوف العبد في يوم الأم، لتسلّط الضوء على رقة مشاعرها، وجمال حضورها مع ابنتيها: ليلى 10 سنوات، وهيا 5 سنوات، في هذا اليوم.

رائدة الأعمال نوف العبد


رجعت نوف لأيام الطفولة وتذكّرت أمها، التي وصفتها بـ«الحضن الذي يحتويني من دون كلام»، وتابعت: "أمي كانت ومازالت روحي قبل أن تكون أمي. هي الوجه الذي لو كلّ الدنيا تغيّرت، يبقى هو الثابت الوحيد في حياتي. كانت تفهمني حتى أكثر من نفسي، تشعر بي من دون أن أتكلّم، ولو كانت الدنيا كلها ضدي، كانت هي دايماً معي. أذكر أنها في كلّ نهاية أسبوع، كانت تنطلق بنا إلى أحضان الطبيعة؛ كي ترى الفرحة بعيوننا، وإذا مَر يومٌ ولم نبتسم فيه، كانت تشعر بأن هناك شيئاً ينقصها؛ حتى عندما كانت تغضب، كانت أيّة مشاعر سلبية تزول بسرعة، وكأن قلبها لا يعرف إلا الحب. كانت تنتظرنا حتى ننام، ولا تغادر غرفتنا قبل أن تطمئنّ علينا أننا بخير. أذكر قراءتها للقصص إذا أرّقني عدم النوم في طفولتي، أذكر صلاتها النقية، وكيف كانت تمسح على رأسي، وكأنها تبعث الطمأنينة في روحي قبل جسدي. هي الأمان، هي الحب الذي لا ينقص، والحنان الذي لا يبرد. كنت أراها أجمل شيء في الحياة، ومازلت".
أسرار تقوية العلاقة بين الأمهات والأبناء

أمي هي "الصح"

شعرت نوف في صغرها بأن أمها تتحكّم في كلّ شيء، كانت ترى حرصها زائداً عن حده، عدا عن خوفها الذي منعهم من أشياء كانوا يعتبرونها عادية. تستدرك نوف: "كنت أحس بأنها تفرض علينا أموراً لا نفهم سببها. وكنت دائماً أجادلها، أقول “أنا أحس، أنا متأكدة، لا لا، أنا الصح”، وآخر شيء؟ هي اللي تطلع صح!. مع الأيام، كبرت واستوعبت أن خوفها علينا كان حباً، وأن حرصها لم يكن تحكماً؛ بل كان وعيَ أمٍ ترى الدنيا بعينين مختلفتين، ملؤها المسؤولية وخوفٌ من أشياء لم نكن لنتمكن من رؤيتها، أنا وإخوتي. كلّ “لا” قالتها، كل مرة حاولت فيها أن تحمينا، ودايماً، وإذا أردنا تنفيذ خطةٍ ما، كانت تقول “عادي، لكن الأهم إني أكون معكم”. قلبها كان مفتوحاً لنا، ما كانت تمنعنا لمجرد المنع، كانت تريد أن تعيش معنا كلّ لحظة، تحمينا من بعيد من دون أن تحرمنا من التجرِبة".
عندما أصبحت نوف أماً لابنتين، فهمت أمها، كما تقول، وكيف أنها "كانت تريد الأفضل الذي لم نكن نراه". تعلّق: "أجد نفسي أحياناً أتصرف مثلها من دون أن أنتبه؛ لأن الحب الحقيقي يجعلك تفكر ألف مرة قبل أن تترك الذي تحب يواجه شيئاً يمكن أن يؤذيه. كنت أراها مسيطرة، واليوم أراها أماً واعية، بكل الحب والخوف اللي كان في قلبها تجاهنا".

أدخل في كل التفاصيل التي تخص ابنتيّ لأنهما أولويتي، ولأن الأمومة بالنسبة لي ليست مجرد لقب، هي حياة كاملة.

عالقة في دوامة

نوف العبد مع طفلتيها ليلى وهيا في رحلة عائلية


تجد نوف أن أكبر التحديات التي واجهتها في أمومتها، ومن دون تفكير، هو الشعور بالذنب الذي كان يرافقها في كلّ خطوة، وفي كل قرار، في كل لحظة كانت تحاول أن تكون فيها كلّ شيء للجميع. تستطرد نوف: "كنت أعيش بين دَور الأم، ودور الإنسانة الطموحة، ودَور المرأة التي تحب عملها وتحقيق ذاتها، وكلّ مرة أحس بأني مقصّرة في واحد من هذه الأدوار، كان الذنب يأكلني، كنت دايماً أقول “أنا في خلاطة”، أحس كأني عالقة في دوّامة، الوقت يركض وأنا فقط أحاول اللحاق به. أعيش في السيارة، أتنقّل بين مكان وآخر، بين البيت، والعمل، والأمومة، والمشاريع، والمستقبل الذي أحاول أن أبنيه من دون أن أخسر الحاضر الذي أعيشه. وخصوصاً أنني أمٌ حاضرة، لا أتخطى فعاليات الأطفال، أنشطتهم، وروتينهم. دايماً موجودة، أدخل بكلّ تفاصيلهم؛ لأنهم أولويتي، ولأن الأمومة بالنسبة لي ليست مجرد لقب، هي حياة كاملة. ولكن مع الوقت والعمر، وصلت لسلام داخلي، فهمت أنه ليس هناك شيء اسمه “أم مثالية” أو “إنسانة كاملة”، وأن المهم هو العطاء من القلب، في اللحظة التي أنا فيها. الأطفال لا يحتاجون أماً مثالية، لكن يحتاجون أماً سعيدة، أماً تحبهم، تفهمهم، تعيش معهم اللحظة بكل حب وصدق. عرفت أن سعادتي تنعكس عليهم، وأن راحتي الداخلية هي اللي توفّر لهم بيئة آمنة ودافئة. فهمت أن التوازن قد لا يكون دائناً، وأن بعض الأيام ستميل كفّة على الثانية، وهذا طبيعي".
خمسة أنواع من الأمهات: أيّة واحدة أنت منهن؟

شيء أكبر من الحب

لا تنسى نوف تلك اللحظة التي ضمّت فيها ابنتها ليلى إلى صدرها، يومها انتابتها مشاعر، عمرها لم تشعر بها من قبلُ. تصف هذا الإحساس قائلة: "شيء أكبر من الحب، أكبر من أيّة مشاعر يمكن أن توصف. عيناي لم تتوقفا عن الدموع، لم أتمكن من تحديد مشاعري، هل هي فرح أم خوف، أم مسؤولية، أو كلهم مع بعضهم. كنت أعرف أن حياتي قبلها شيء، وبعدها شيء ثانٍ تماماً. وعندما رجعت إلى البيت، شعرت بأن الدنيا غريبة. كلّ شيء كان مكانه كالسابق، لكنني لست نفس الإنسانة، مشاعري متخبّطة، يخالجني إحساس غريب بالحب، حب مختلف، حب ما كنت أعرف أنه ممكن أن يكون بهذا العمق. كنت وقتها بعمر 23، أنجبت ليلى، وأنا أحاول أن أتعرّف إلى ما يدور حولي. احتجت وقتاً لأستوعب وأصدّق أن هذا الملاك الصغير بين يديّ هي ابنتي، وأن هذا الكائن جزء مني، وأن حياتي كلها من اليوم ستدور حولها. أحببتها كثيراً، وصرت أرى الدنيا من عينيها".
أغاني الزمن الجميل للأطفال: ردديها على مسامع طفلك

أخاف ألّا يفهموا أنفسهم

صورة نوف العبد مع طفلتيها ليلى وهيا


أكبر مخاوف الأم نوف على ابنتيها بلا شك، هي رفقاء السوء والتأثيرات السلبية. لأن الدنيا تغيّرت، وكلّ شيء صار مفتوحاً وسهل الوصول، وهذا ما يخيفها كأم، تتابع: "أخاف عليهم من التأثيرات التي يمكن أن تغيّر قلوبهم قبل عقولهم، من الناس الذين يمكن أن يجرّوهم لطريق لا يشبههم، ولا يشبه القيم التي تربّوا عليها. أخاف من الضغوط التي تحاصرهم من كلّ مكان، من الصح والخطأ الذي صار رمادياً بدل أن يكون واضحاً، من أن يعيشوا في عالم يفرض عليهم معايير لا تعكس حقيقتهم، ويضغط عليهم ليتغيروا، بدل أن يكونوا على طبيعتهم. وأخاف أكثر من شيء واحد، أخاف ألّا يفهموا أنفسهم، وألّا يعرفوا كيف يضعون حدودهم في التعامل مع الآخرين، ولا يقدّرون قيمتهم".
كأم، وكمدربة حياة، ترى نوف أهمية أن الطفل يكبر وهو يعرف نفسه، مدركاً لحقوقه، يعرف متى يقول “نعم” ومتى يقول “لا” من دون خوف أو تردد. تعلّق: "أرى أناساً بالغين مازالوا يعانون لأنهم لم يتعلموا كيف يحمون نفسهم، كيف يضعون حدوداً واضحة، كيف يرفضون من دون إحساس بالذنب. وأنا لا أريد لابنتيّ أن تعيشا هذا الصراع. أخاف أن تشعرا بأنني مقصّرة معهما؛ فرغم كل جهدي، هناك لحظات تجدانني بها بعيدة عنهما، أو لم أفهمهما بالطريقة التي تريدانها، لكن مع خوفي، عندي يقين. أن الزرع الذي نزرعه اليوم، سيثمر غداً؛ فبقدر استطاعتي أعطيهما الحب، والأمان، وأكون السند الذي ترجعان إليه مهما صار. قد لا أتمكن من حمايتهما من كلّ شيء، لكنني البيت الذي ترجعان له دايماً، المكان الذي يشعرهما بالأمان، والصوت الذي يبقى بقلبيهما مهما ابتعدتا. سأحبهما مهما كانتا، ومهما كانت خياراتهما، فحبي لهما غير مشروط".
الخوف من الولادة وبماذا ينصحكِ الأطباء لتجاوزه؟

مجرّد تعب لحظي

مجرّد تعب لحظي


مرّت نوف العبد بلحظات أبكتها وأتعبتها وغيّرتها، لحظات "شعرتُ فيها بأن الدنيا كلها ضدي"، كما تقول، وبأن الوضع أقوى منها، تتابع قائلة: "كان من الممكن أن أسمح للمشاعر السلبية أن تسيطر عليّ. لكن مع الوقت، مع التعلُّم والتطور، ومع فهمي لنفسي أكثر، استوعبت شيئاً مهماً جداً. عرفت أن كوني أماً وأنا صغيرة كان تحدّياً، ومن الطبيعي أن أحتاج وقتاً لأفهم نفسي، لأعرف أكثر، لأتطور. ومع كلّ شيء تعلمته، عرفت أن الكثير من الأفكار التي كانت تسيطر عليّ لم تكن حقيقة، كنت أنا التي أعطيها القوة، كنت أنا التي أغذّيها في عقلي. أتذكّر مرة أني كنت في قمة تعبي النفسي والجسدي، كان يوم عمل طويلاً، فيما ابنتاي تحتاجان اهتمامي الكامل. أحسست بأنني مستنزفة تماماً، وبدأت الأفكار تهاجمني: “أنا مقصّرة، أنا ما أقدر، أنا ما أنجز شيء بالطريقة الصح”. لكن بدل أن أستسلم لها، وقفت لحظة، أخذت نفساً عميقاً، وقررت أن أتعامل مع الموضوع بطريقة مختلفة. ذهبت إلى غرفة ثانية، أغلقت الباب، وجلست وحدي خمس دقائق أخذت ورقة وكتبت كلّ الذي في بالي، من دون تفكير، من دون تصحيح، فقط أكتب. وعندما انتهيت قرأت ما كتبته وقلت لنفسي: “هذا ليس أنا، هذا مجرّد تعب لحظي”. بعدها، وقفت، طلعت الغرفة، وذهبت للبنات، وحضنتهم من دون أيّ كلام. هذه اللحظة ذكّرتني بأن كل شيء يمكن أن يتصلح، وليس من الضروري أن نكون كاملين، حتى نكون كفاية".
تجد نوف نفسها اليوم واعية رغم أن المشاعر السلبية موجودة، ومن الطبيعي أن نشعر بها، لكن الفرق الحقيقي هو كيف نتعامل معها. لا أن نستسلم لها، ولا نتركها لتحدد حياتنا. تعلّق قائلة: "يجب أن نواجهها، نعترف بها، نتصالح معها، لكن من دون ما نسمح لها أن تستهلكنا. لأننا نحن القوة، نحن انعكاس أفكارنا، نحن المسؤولون عن الطريقة التي نرى فيها أنفسنا والعالم. وأهم شيء تعلمته؟ المحفزات “Triggers” هي فرص للتعلّم، ليست مواقف تؤذينا. كلّ شعور سلبي يخرج، كلّ شيء يحرك شيئاً في داخلي، هو رسالة. رسالة تقول لي إن هناك شيئاً يجب أن أفهمه أكثر عن نفسي، ودرساً أتعلمه. وعندما بدأت أرى الأمور بهذه الطريقة، بدأت أتحرر من كثير من الأشياء كانت تجعلني عالقة في نفس الدوامة".
هل تبحثين مع أطفالك عن عبارات جميلة في يوم الأم 2025؟

أحبوا ذواتكم

نوف مع عائلتها


أكثر شيء تؤمن به نوف وتسعى لتعليمه لابنتيها، هو أن الصوت القوي لا يُعطَى، الصوت القوي يُخلق، تتابع: "أنا إنسانة قوية، لا أخاف وأقول الذي في قلبي، وأواجه الدنيا بكلّ ثقة. كلمتي لها وزن، موقفي واضح، وأعرف تمامًا كيف أقف مع نفسي وأثبت وجودي في أيّ مكان أكون فيه. علّمتني الحياة أن القوة ليست بالصوت العالي، القوة في الكلمة التي تقال في وقتها الصح، في القرار اللي نعرف متى يُتخذ، وفي الحدود التي نضعها بوعي وحب، وأكثر ما أتمنى أن تدركه ابنتاي هو حب الذات. الحب الذي لا يعتمد على رأي أحد، ولا يتغير بظروف أو مواقف. إنهما تعرفان أن قيمتهما لا تحدد بكلام الناس، ولا بتوقعاتهم، بل بإيمانهما بأنفسهما. أريدهما أن تريا أنفسهما بعيون تحب، تحترم، وتقدّر كل جزء فيهما.
أريد لابنتيّ أن تكبرا مدركتين أنهما لا تحتاجان إذناً حتى يكون لهما رأي، ولا تحتاجان لموافقة حتى تؤمنا بأنفسهما، ولا تحتاجان أيّ أحد يحدد لهما قيمتهما. أريدهما أن تؤمنا بأن المكان الذي تقفان فيه اليوم هو نتيجة للأفكار التي تحملانها عن أنفسهما، وأن انعكاسهما على العالم يبدأ من انعكاسهما على أنفسهما. وأن بإمكانهما أن تلاحقا أحلامهما بكل شجاعة، تقفان مع أنفسهما بكل قوة، وتعيشان الحياة وهما تعرفان حدودهما، تعرفان قيمتهما، وتعرفان أنهم دايماً تستحقان الأفضل".

الأطفال لا يحتاجون أماً مثالية، لكن يحتاجون أماً سعيدة، أماً تحبهم، تفهمهم، تعيش معهم اللحظة بكل حب وصدق.

أمي سندي

أمي سندي


تعيد نوف الفضل في مساعدتها وتكوين شخصيتها إلى أمها، التي كانت ولازالت سندها الأول والأمان، والتي ترجع إليها مهما صار. تعلّق نوف: "حبها ودعمها غير مشروط".
لا تنسى نوف فضل والدها، الذي دائماً ما تسبق أفعاله كلماته. فوجوده في حياتها كان مصدر أمان، وكلماته البسيطة كانت تحمل معاني عميقة، وكان دايماً يرى فيها القوة حتى قبل أن تراها هي في نفسها. تتابع نوف: "ثم زوجي، شريكي في كلّ شيء، الذي وقف معي بكلّ مراحل حياتي، وآمن فيّ حتى في اللحظات اللي كنت أشك فيها بنفسي. حتى ابنتاي دعمتاني من دون قصد، كانتا أكبر دافع لي، كلّ خطوة أخطوها، كل قرار أتخذه، كنت أفكر كيف سينعكس هذا عليهما، وجودهما في حياتي أعطاني معنًى أعمق لكلّ شيء أقوم به".
لم تنس نوف أصدقاءها المقربين، وخصوصاً صديقة الطفوله "هنوف". ومساعدة الناس الذين شعرت معهم بأن الصداقة ليست كلاماً؛ بل مواقف ودعم وكتف حقيقي. تستدرك قائلة: "لكن أكثر شيء مصدومة منه! هم الأشخاص الذين عرفتهم من فترة قصيرة، لكن الدعم الذي قدّموه لي كان أكبر من أيّ شيء توقعت. فرح وسميرة، علاقتي معهما حديثة، لكن وقوفهما معي، واحتواؤهما، والكلام الذي تقولانه عندما أحتاجه، جعلني أعرف أن الدعم الحقيقي لا يقاس بالسنوات؛ بل بالمواقف".
في نهاية اللقاء، تصف نوف علاقتها بابنتيها، منطلقة من حاجتهما لها قبل أيّ شيء. وحاجتهما لمن يمنحهما الحب، ويسمعهما بعمق، ويكون حضنهما الدائم، تتابع: "أنا أسمع كلامهما، ومشاعرهما، أفكارهما، وحتى التي لا تقولانها بصوت عالٍ. أفهمهما وأحاول دايماً أن أكون قريبة من عالمهما، حتى أقدر على أن أوجّههما من دون أن أشعرهما بأن هناك فجوة بيننا.
مع ابنتيّ أعيش طفولتي من جديد. أحياناً أتعامل معهما كأم، وأحياناً كطفلة تشاركهما لحظاتهما، تلعب، تضحك، وتستمتع بالحياة من منظورهما. لأنني أؤمن بأن الطفل في داخلنا يجب ألا يختفي، وأن أقوى العلاقات مع الأطفال تُبنى عندما نشعر فيهم وببراءتهم، ونعيش معهم لحظاتهم بصدق. كبروا، وكبرت معهم علاقتنا، لكن دوري كأم لم يتغيّر؛ بل صار أعمق. اليوم، علاقتي معهما قائمة على الحب، السماع، والفهم الحقيقي، على أني أكون الأم اللي تحمي، وفي نفس الوقت، الشخص اللي يفتح لهم الأبواب لاكتشاف أنفسهم من دون خوف.
أنا ممتنة لكل لحظة معهما، لكل ضحكة، لكل مرة أحسست فيها بأنني لست فقط أمهما؛ بل إنسانة تشاركهما رحلتهما بكل حب. لكن قبل كل شيء؟ أنا أمهما، وهذا أجمل دور في حياتي
كيف تقضين اليوم العالمي للطفلة مع ابنتك؟