إن تجربة الولادة من أجمل اللحظات وأكثرها ترقباً في حياة المرأة، لحظات مليئة بالأحاسيس المتنوعة من السعادة إلى القلق؛ فهي بداية حياة جديدة لكل أم، مع عدد من المخاوف والأسئلة، لهذا تبحث الأمهات الحوامل عن الخيارات المتاحة لهن، ما بين الولادة الطبيعية و الولادة القيصرية، وكيف يمكنهن التمييز بين الأعراض الطبيعية، وتلك التي قد تشير إلى وجود مشكلة.
ولكن بثقافتك وفهمك، سيدتي الحامل، لشكل وهيئة الولادة الطبيعية والقيصرية، ومعرفة متى يجب عليكِ القلق، يمكنك اتخاذ قرارات مستنيرة ومناسبة لحالتك الصحية؛ فاحرصي على أن تكوني مستعدة لكل ما هو قادم، ولا تترددي في طلب المساعدة والدعم من المحيطين بك.
في هذا التقرير سنتعرف من الدكتور عثمان أحمد إسماعيل أستاذ النساء والتوليد إلى تفاصيل الولادة الطبيعية والقيصرية، متنقلاً بين السلبيات والإيجابيات، ثم يستعرض المواقف التي قد تستدعي القلق، مع عرض لبعض النصائح.
مفهوم الولادة الطبيعية والقيصرية
إن تجربة الولادة تُعتبر من أجمل اللحظات في حياة المرأة، وتأتي مع مجموعة من المخاوف والأسئلة، ولكن لفهم الحامل لشكل وهيئة الولادة الطبيعية والقيصرية، ومعرفة متى يجب القلق؛ يمكنها اتخاذ قرارات مستنيرة ومناسبة لحالتها الصحية.
وتذكري أن الأستعداد والتثقيف هما مفتاح النجاح في هذه الرحلة؛ فكوني حريصة لكل ما هو قادم، ولا تترددي في طلب المساعدة، إن تجربة الولادة، بغض النظر عن طريقة حدوثها بداية جديدة، ويجب أن تحتفل بها .
الولادة الطبيعية:
الولادة الطبيعية عملية تتم عبر قناة الولادة، حيث يتسبب تقلص الرحم في دفع الجنين إلى الخارج، وتُعتبر هذه الطريقة الخيار الأكثر شيوعاً بين النساء، وتأتي مع فوائد عديدة، مثل التعافي السريع وتقليل المخاطر المرتبطة بالجراحة.
الولادة القيصرية:
على الجانب الآخر، تُعتبر الولادة القيصرية إجراءً جراحياً يتطلب شقاً في جدار البطن والرحم، وتُجرى عادةً لأسباب طبية مثل وضع الجنين غير المناسب، أو حدوث مضاعفات صحية للأم أو الطفل، وهناك بعض الأطباء يفضلون هذه الطريقة في حالات معينة لتجنب المخاطر.
ما الطلب الذي يجب أن تطلبيه من طبيب الولادة؟
متى يجب القلق؟
قبل الولادة، من الضروري التعرف إلى العلامات والأعراض التي قد تشير إلى وجود مشكلة، إليك بعض المواقف التي يجب أن تكوني حذرة منها:
حالة النزيف المفرط:
بأن يكون النزيف خارجاً على المألوف، في أثناء الحمل أو بعده؛ ما يستدعي القلق، فإذا كنت تعانين من نزيف حاد، سواء كان ذلك في الثلث الأول أو الثاني أو الثالث من الحمل؛ فتواصلي مع طبيبك فوراً.
حالة الألم الشديد:
في حين نجد أن بعض الألم طبيعي خلال المخاض، لكن نجد الألم الحاد أو المفاجئ يكون علامة على وجود مشكلة؛ لهذا إذا شعرت بألم شديد غير مبرر، فعليكِ استشارة طبيبك.
وجود تغيرات في حركة الجنين:
إذا كنتِ تشعرين بتغير كبير في حركة جنينك، مثل قلة الحركة أو عدم الحركة، يجب عليكِ استشارة طبيبك؛ إذ تُعتبر حركة الجنين علامة مهمة على صحته.
حالة تمزق الأغشية:
إذا تمزقت الأغشية، وظهرت علامات على تسرب السائل الأمنيوسي قبل الموعد المتوقع للولادة، عليكِ استشارة طبيبك؛ فهذا يمكن أن يشير إلى بدء المخاض أو احتمال حدوث عدوى.
علامات الطلق المبكر:
إذا شعرتِ بتقلصات مبكرة قبل الأسبوع الـ37، أو إذا كانت التقلصات غير منتظمة؛ فعليكِ مراجعة الطبيب، قد تكون هذه علامة على ولادة مبكرة، وهو ما يستدعي الرعاية الطبية.
الأشكال المختلفة للولادة
الشكل التقليدي:
يُعتبر الشكل التقليدي هو الأكثر شيوعاً، حيث تستلقي الأم على ظهرها، وتكون قدماها مرفوعتين على مواضع خاصة، هذا الشكل يتيح للأطباء رؤية تقدم المخاض بشكل أفضل، ولكنها قد تسبب ضغطاً على الظهر.
الشكل الجانبي:
يُعتبر هذا الشكل مريح للعديد من النساء، حيث تستلقي الأم على جانبها؛ ما يساعد في تخفيف الضغط على الظهر ويسمح بتدفق الدم بشكل أفضل، يُعتبر هذا الشكل مثالياً للنساء اللواتي يعانين من آلام الظهر.
هيئة القرفصاء:
تُعتبر هذه الوضعية من أقدم طرق الولادة، حيث تجلس في هيئة القرفصاء؛ ما يساعد على توسيع الحوض ويتيح للجنين النزول بشكل طبيعي، ما قد يقلل من وقت المخاض.
هيئة الركوع:
يسمح هذا الشكل للأم بالركوع على يديها وركبتيها؛ ما يخفف الضغط على الظهر، ويتيح للجنين النزول بشكل أفضل، وتُعتبر هذه الهيئة مناسبة للنساء اللواتي يرغبن في تقليل آلام المخاض.
إيجابيات الولادة الطبيعية
تعافٍ أسرع: بعد الولادة الطبيعية، تتمتع الأمهات بفترة تعافٍ أسرع مقارنةً بالولادة القيصرية.
تقليل خطر العدوى: لا تتعرض الأمهات لعمليات جراحية؛ ما يقلل من مخاطر العدوى.
التواصل الفوري: تسمح الولادة الطبيعية بالتواصل المباشر بين الأم وطفلها؛ ما يعزز الرابطة بينهما.
السلبيات
ألم المخاض: تتطلب الولادة الطبيعية تحمل ألم المخاض، الذي قد يكون شديداً في بعض الأحيان.
احتمال حدوث تمزق: قد تتعرض بعض الأمهات لتمزقات في منطقة العجان.
إيجابيات وسلبيات الولادة القيصرية
الإيجابيات
إجراء مخطط ومنظم: يمكن تحديد موعد الولادة القيصرية مسبقاً؛ ما يسمح للأم بالتخطيط بشكل أفضل.
تجنُّب المضاعفات: في حالات معينة، يمكن أن تكون الولادة القيصرية الخيار الأكثر أماناً لكل من الأم والطفل.
السلبيات
فترة تعافٍ أطول: تحتاج الأمهات إلى فترة أطول للتعافي بعد العملية.
خطر العدوى: تزداد مخاطر العدوى والمضاعفات الجراحية.
نصائح للمرأة الحامل
- استمعي لجسمك: كوني دائماً في حالة من الوعي بجسمك واحتياجاته، إذا شعرت بأي تغييرات غير معتادة؛ فلا تترددي في استشارة طبيبك.
- تواصلي مع طبيبك: احرصي على مراجعة الطبيب بانتظام واستشارته حول أي مخاوف، يُعتبر التواصل المفتوح مع الطبيب جزءاً أساسياً من الحمل الصحي.
- تثقفي عن الولادة: قراءة الكتب وحضور الدورات الخاصة بالولادة، يمكن أن يساعدك في فهم ما يمكن توقعه، فكلما كنتِ أكثر استعداداً؛ كان شعورك بالأمان أكبر.
- حافظي على الهدوء: فالقلق قد يؤثر في عملية الولادة، حاولي ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل، لتحسين حالتك النفسية.
هل يمكنني اختيار نوع الولادة؟
نعم، يمكنك مناقشة خيارات الولادة مع طبيبك، بناءً على حالتك الصحية وموقف الجنين، يمكن للطبيب تقديم النصائح المناسبة:
عادةً ما يُنصح بالذهاب إلى المستشفى عندما تصبح التقلصات منتظمة، وتكون قد وصلت إلى 5 دقائق بين كل منها، أو إذا شعرت بأعراض القلق الشديدة. الألم جزء من تجربة الولادة، ولكن يمكن تخفيفه من خلال الأدوية أو تقنيات التنفس، تواصلي مع طبيبك حول الخيارات المتاحة.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذاالعلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.