هل كثرة حركة الجنين وتغير طبيعتها من علامات الولادة الطبيعية؟

 هل كثرة حركة الجنين وتغير طبيعتها من علامات الولادة الطبيعية؟
هل كثرة حركة الجنين وتغير طبيعتها من علامات الولادة الطبيعية؟

تتساءل المرأة الحامل خصوصاً التي تمر بمرحلة الحمل لأول مرة - أي الحامل البكر أو البكرية كما يطلق عليها - عن العلاقة بين حركة الجنين من حيث قلتها أو زيادتها بقرب الولادة، فهناك معتقدات شائعة ومتداولة بين النساء حول ارتباط حركة الجنين بقرب الولادة، وبعضها قد ذهب إلى أن توقف حركة الجنين يعني قرب الولادة في حين ذهبت بعض المعتقدات إلى أن الجنين تتغير حركته وتزداد مع قرب الولادة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتورة وفاء جرادة، اختصاصية النساء والولادة حيث أشارت إلى الإجابة عن تساؤل هام يؤرق الحوامل المقبلات على الولادة وهو هل كثرة حركة الجنين وتغير طبيعتها من علامات الولادة الطبيعية أم لها علاقة بالولادة القيصرية؟ وما هي الأعراض المبكرة والمتأخرة للولادة في الآتي:

علاقة تغير حركة الجنين بقرب الولادة

يؤكد الأطباء أن حركة الجنين المتغيرة من علامات الولادة الطبيعية بمعنى أنه مع قرب الولادة تتغير حركة الجنين وتكثر على الرغم من الاعتقاد بأن نزول رأس الجنين في منطقة الحوض استعداداً لخروجه من مجرى الولادة يعني أن حركته سوف تتوقف، والحقيقة أن ذلك غير صحيح على الإطلاق بل إن الحركة تتغير، فمثلاً يحرك رأسه في بعض الأحيان، وقد يرفس بقدميه وقد يجمع جسمه كله في ناحية واحدة من الرحم ثم يركل بكلتا قدميه الصغيرتين في الناحية الأخرى، ولذلك فعلى الأم الحامل أن تتوقع مثل هذه الحركات التي تعني أن توقيت ولادتها قد اقترب، إضافة لحدوث بعض الأعراض المبكرة والمتأخرة للولادة يجب أن تعرفها كل حامل وتستعد لها، وعلى العموم يجب أن تعرف كل حامل أن عملية الولادة الطبيعية قد تستغرق ما يقارب الأربعة عشر ساعة كحالة طبيعية دون قلق، وقد تطول أو تقصر قليلاً.
لكن الثابت طبياً عند أخصائيي الولادة أن الجنين عندما يقترب من النزول برأسه من مجرى الولادة فإن الطلق النشط يتوقف تماماً لعدة دقائق، كما أن الجنين يكون في مرحلة حرجة جداً في تلك اللحظة ولا تشعر الأم بأي حركة له على الإطلاق ويحاول الأطباء متابعة شكل وحالة الجنين خوفاً من التفاف الحبل السري على عنقه مثلاً أو تعرضه للاختناق بسبب طول البقاء في قناة الولادة وغالباً ما يلجأ الطبيب لما يعرف بشفط الجنين أو القيام بخطوة شق العجان لإخراج الجنين.

أعراض الولادة المبكرة

نزول رأس الجنين في الحوض


تبدأ علامات الولادة ربما قبل عدة أيام من موعدها الحقيقي بالنسبة للحامل لأول مرة، أي قبل ما يقرب من ثمانٍ وأربعين ساعة من نزول الجنين وانتهاء المخاض، وبالنسبة لأول الأعراض المبكرة هي الشعور بثقل في أسفل البطن حيث ينزل رأس الجنين للحوض في النصف الأخير من الشهر التاسع، أي قبل موعد الولادة بأسبوعين وهو دليل على ارتفاع نسبة حدوث الولادة الطبيعية، وتشعر الأم الحامل بتحسن في التنفس دلالة على نزول رأس الجنين في الحوض بعد أن كانت تشعر بضيق التنفس بسبب ارتفاع رأس الجنين وضغطه على قفصها الصدري.
سوف تلاحظ الحامل أيضا كثرة عدد مرات التبول لأن نزول الجنين للحوض يُسبب ضغطاً على المثانة، مما يؤدي للشعور بحاجة ملحة للتبول باستمرار.
أما بالنسبة للحامل للمرة الأولى فهي تمر بمرحلة التحسس، ففي هذه الحالة تشعر بآلام متقطعة وبسيطة وتعتقد أنها ولادة، ولكنها تحدث مع البكر وتقل مع تعدد مرات الحمل، وقد تستمر هذه المرحلة لعدة أيام من دون أن يكون هناك أي توسع في عنق الرحم، وعلى الحامل أن تتحملها ومتابعة الطبيب لأنه في حال امتدادها لعدة أيام قد يضطر الطبيب إلى اللجوء إلى الطلق الصناعي أو الولادة القيصرية.

علامات الولادة المتأخرة

تصاب الحامل بالقيء بسبب هرمونات الولادة


تصاب الحامل بأعراض الولادة النشطة أو المتأخرة، مما يعني أنها على وشك أن تلد خلال ساعات معدودة لا تزيد عن أربع ساعات أو أقل. من هذه الأعراض القيء بسبب زيادة نسبة هرمونات الولادة، وليس صحيحاً أن هذا يعني انفجار كيس المياه الذي يحيط بالجنين كما تعتقد بعض النساء. القيء هو أحد علامات المخاض النشط، وخاصة في حالة الولادة لأول مرة، ونظراً لعدم تعود الرحم على التوسع، فقد يستمر ذلك لعدة ساعات دون تدخل الطبيب. إضافة إلى الغثيان، تعاني الحامل من تشنج في ساقيها، وتشعر بألم شديد في ظهرها، كما تشعر بالحاجة للدفع، وتسارع الانقباضات الرحمية، مما يعني أنها على وشك الولادة.
كما يحدث ما يعرف بفقدان السدادة المخاطية بعد ذلك وهي عبارة عن تراكم للمخاط يشكل سداً فوق فتحة عنق الرحم، يساعد على حماية الطفل من البكتيريا الضارة خارج الرحم ويحميه من الإصابة بالتلوثات وعندما يبدأ عنق الرحم بالانفتاح استعداداً للمخاض تفقد الأم الحامل السدادة المخاطية مرة واحدة أو تدريجياً ولذلك ينصح بالعناية بالنظافة الشخصية في هذه المرحلة تحديداً.
تشعر الحامل بالرغبة بالتغوط كعلامة من علامات المخاض النشط أو قرب الولادة وذلك بسبب ضغط رأس الجنين وقد يحدث ذلك فعلاً ويترافق مع اندفاع الجنين إلى الخارج.
قد يهمك أيضاً: نصائح هامة لتسريع طلق الولادة

عوامل تساعد على تسهيل مراحل الولادة الطبيعية

القيام بالمساج والتدليك اليدوي يساعد على تسهيل الولادة


يُفضّل أن تحاول الحامل قضاء أكبر فترة ممكنة من المخاض في المنزل، حتى لا تتعرض للضغط من الطبيب لإجراء عملية ولادة قيصرية أو شق منطقة العجان، خصوصاً للحامل التي ستلد للمرة الأولى. يجب على الحامل الحفاظ على الحركة، مثل زيادة نزول وطلوع الدرج، فهذه الحركات تعد من الطرق المهمة التي تحفز الطلق، حيث تزيد من ضربات القلب وبالتالي تزيد من انقباضات الرحم.
قومي أيضاً بممارسة أي نوع من أنواع الرقص، وقد تستغرب الحامل من هذه المعلومة، ولكن الرقص الشرقي أو رقص الزومبا أو التانغو من أنواع الرياضات التي تحرك كل عضلات الجسم، وبالتالي فهي مفيدة وفعالة في تحفيز الطلق، فالرقص يقوم بنفس مفعول طلوع وصعود الدرج من حيث زيادة ضربات القلب.
ويمكن الحصول على حمام ماء دافىء بمجرد الشعور بألم الطلق وكذلك تطبيق الكمادات الدافئة على منطقة الحوض، ويمكن أن تقوم بالمساج والتدليك اليدوي على يد خبيرة، أو تفعل ذلك بنفسها وذلك لتقليل التوتر العصبي والاستعداد للولادة، كما أن مشاعر الرجل ومحبته لزوجته وقربه وحنانه عليها، تساعد على زيادة نسبة هرمون "الأوكسيتوسين" وهو الذي يزيد من انقباضات الرحم فيحفز الولادة الطبيعية وهذا ما يشعر به الجنين مما يجعل الأم تلاحظ كثرة حركة الجنين عندما يقترب الأب من الأم لمداعبتها ويفسر ذلك الأطباء أن الجنين يشعر بالعالم الخارجي ويتعرف والديه في وقت مبكر قبل الخروج إلى الحياة.
هل تمارسين الرياضة المسموحة للحامل؟
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.