لا يتميز المصاب بالتوحد عن غيره في شيء، لكنه يختلف في طرق تواصله وتفاعله وتعلُّمه عن الآخرين، وقد يلاحظ الآباء سلوكاً غريباً على الطفل، أو قد يعاني الطفل من علةٍ ما وتحسبها سلوكاً مرحلياً سيزول مع الوقت، بينما يكون في الواقع مؤشراً وعرضاً للتوحد.
في هذا التقرير الأشبه بدليل مرجعي لأهم علامات التوحد عند الأطفال، سنتعرف إلى أسباب التوحد، وسلوكيات ومهارات التواصل لطفل التوحد مع استعراض لدور الآباء للتعرف إلى علامات المرض، وبالتالي عرض الطفل على الطبيب بحثاً عن العلاج المبكر.
اللقاء والدكتورة سعاد عبد القادر استشارية طب الأطفال للشرح والتوضيح.
أفكار تهمك
يشير مصطلح "اضطراب طيف التوحد" إلى عدد من الاضطرابات المعقدة في النمو العصبي بالدماغ، وتظهر اضطراباته في مرحلة الطفولة، ويصعب تشخيصها قبل أن يتمّ الطفل شهره الثاني عشر.
يشخص المرض بشكل عام عند بلوغ الطفل عامه الثاني، وقد يستمر الاضطراب خلال مرحلتي المراهقة والبلوغ، وتظهر سماته بوضوحٍ في معظم الحالات، في أول 5 سنوات من عمر الطفل.
لمعرفة إن كان ابنك مصاباً بالتوحد، عليك مراقبته من سن صغيرة، هناك مهارات وسمات كثيرة لا تظهر إلا مع التقدم في العمر، خاصة بعد أول سنة، وهنا يأتي دور الأب الواعي والأم المدركة لأهمية التبكير في العلاج.
أسباب التوحد
تتزايد أعداد الأطفال المصابين بالتوحد، ولا توجد أسباب معروفة للإصابة باضطرابات طيف التوحد، الذي تختلف أعراضه وحدّته، ولهذا تتعدد أسبابه، وليس معروفاً إن كان الازدياد يعود إلى زيادة الوعي في كشف حالاته، أم زيادة فعلية في الإصابة به أم كليهما.
العديد من الجينات لها دور في اضطراب طيف التوحد، وقد تزيد الطفرات الجينية من خطر الإصابة به، وبعضها يحدث تلقائياً، كذلك اللقاحات التي يتلقاها الرضع، تتسبب أحياناً في الإصابة بالتوحد بشكل كامل، لكن ما من علاقة بين اللقاحات واضطراب طيف التوحد.
وهناك بعض العوامل تزيد من خطورة الإصابة بالتوحد؛ منها نوع الطفل؛ فالذكور أكثر عرضة للإصابة به بحوالي أربع مرات من الإناث والتاريخ العائلي؛ إن كان في العائلة طفل مصاب به، تتضاعف خطورة إنجاب طفل آخر مصاب به، أو عانى أحد والديْ الطفل المصاب أو أقاربه أنفسهم منه.
مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد
السمات السلوكية لطفل التوحد
- ظاهرياً لا يتميز المصاب بالتوحد عن غيره في شيء، لكنه يختلف في طرق تواصله وتفاعله وتعلُّمه عن الآخرين.
- صعوبة التفاعل الاجتماعي أو التواصل مع الآخرين، ضعف المهارات اللغوية وتأخر تطويرها وقلة اهتماماته ونشاطاته.
- صعوبة الانتقال من نشاط إلى آخر والسقوط في حالة من الاستغراق في التفاصيل الصغيرة.
- الاستجابة بردود فعل غير اعتيادية، بجانب اضطرابات جانبية؛ مثل الصرع والاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
- اضطرابات في النوم أو الميل لإلحاق الأذى بالنفس، لكن يتفاوت مستوى الأداء الذهني بين المصابين بالتوحد؛ يختل البعض خللاً جامحاً أو يكتسب مهارات شديدة التطور قياساً بعمره.
- يحتاج بعض المصابين به إلى الكثير من المساعدة لمجاراة الحياة اليومية، وبعضهم يتمكن من العمل والعيش بشكل طبيعي دون أي مساعدة من الآخرين أو بالقليل منها.
مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لطفل التوحد
- يتفادى طفل التوحد التواصل البصري أو تلاقي العيون، أو يقطعه بسرعة.
- لا يستجيب حين يُنادى باسمه بعد تجاوزه الشهر التاسع من عمره.
- لا يُظهر تعابير على وجهه؛ مثل الحزن والغضب والامتعاض والمفاجأة.
- لا يستجيب للألعاب التفاعلية؛ مثل ألعاب التصفيق بعد إتمامه عامه الأول.
- يستخدم القليل من الإيماءات؛ مثل التلويح عند الوداع، أو لا يستخدمها إطلاقاً.
- لا يفصح عن اهتماماته، عن لعبته المفضلة أو مكانه المفضل أو طعامه المفضل.
- لا يستجيب لا بالإشارة ولا النظر حين تُشير له إلى شيءٍ ما بعمر السنة والنصف.
- لا يلاحظ حين يُظهِر مَن حوله علامات الحزن أو الألم، أو لا يُبادلك الابتسام.
- لا يمثل خلال اللعب؛ مثل أن يمثل إطعام الدمية أو قيادة سيارة.
- يظهر اهتماماً فاتراً بمن في مثل سنه.
- يواجه صعوبة في فهم مشاعر مَن حوله أو التعبير عن مشاعره.
- لا يلعب الألعاب التي تقوم على تبادل الأدوار؛ مثل "الغميضة" عند خمس سنوات.
السلوكيات أو الاهتمامات التكرارية لطفل التوحد
- صَفُّ الألعاب أو الأدوات في نظام معين دون استخدامها، والاستياء من أي خلل فيه.
- تكرار كلمات أو عبارات بعينها.
- فَهم العبارات بشكل حرفي.
- اللعب بألعابه بالطريقة نفسها كل مرة.
- التركيز الدقيق مع جزء من شيء، على عجلات اللعبة مثلاً.
- الانزعاج الشديد من التغييرات الطفيفة في محيطه.
- الهوس المفرط باهتمامات أو مواضيع معينة ورفض غيرها.
- الغضب الشديد في حال طُلب منه فعل شيء ما.
- صعوبة قد تصل لحد العجز في مصادقة مَن حوله، وتفضيل البقاء وحيداً.
- يُحب اتباع روتين معين بشكل صارم، ويرفض أي تغيير فيه وإن كان بسيطاً.
- الحركات التكرارية المتواترة؛ مثل التصفيق باليدين أو أرجحة الجسد أو الدوران في مكانه.
- إبداء ردود فعل غير معتادة؛ مثل الصراخ العنيف أو الاستياء الشديد على روائح الأشياء أو مذاقها أو شكلها أو شعوره بها.
طرق على الآباء الالتزام بها تجاه طفل التوحد
أن تتعلَّم مراحل تطور الطفل
وظيفتك الأساسية هي الفهم والمراقبة، أن تقرأ عن مراحل النمو الإدراكي للطفل والمتوقع منه في كل مرحلة عمرية، تحديداً في السنوات الخمس الأولى، هذا ما سيساعدك على التقاط إشارات الاضطراب.
أن تراقب الطفل بشكل فعّال
إذا بلغ الطفل الشهر الثامن عشر من عمره، ويتجنب باستمرار النظر مباشرة إلى عين أي أحد، فمن المحتمل إصابته بالتوحد أو اضطراب عصبي آخر.
قبل سن الثانية وكان يفتقر إلى التواصل الاجتماعي والمشاركة مع من حوله، عدم استجابته لاسمه حين يُنادى عليه به، كذلك تأخر التطور اللغوي.
أن تشارك طفلك وتشجعه
يتوق المصاب بالتوحد للحديث عن الموضوع الوحيد الذي يهتم به وقتها، وعليك مشاركته فيما يحب، وأن تدخل لعقل طفلك من النوافذ التي يتركها مفتوحة لك.
أن تمتصّ غضب طفلك
لا تنهره إن غضب غضباً غير مبرر، علِّم الطفل طرائق بديلة للتعبير عن غضبه دون اللجوء إلى العدوانية، ليعرف أنه ليس مضطراً لكتم مشاعره.
تحدَّث معه وهو هادئ، ومن الأفضل الإشارة بكلمةٍ تتفقان عليها في حال غضبه، أو تتفقان على هدنة قصيرة يجلس فيها وحده قبل أن يبكي وينهار أرضاً.
استشر المختصين
سؤال الأصدقاء أو البحث على الإنترنت قد يُفضي بك إلى شيء ما، تأكيداً لمخاوفك أو نفيها، لكن يُنصح بشدة باستشارة أخصائي تخاطب؛ إذ كلما كان تشخيص الطفل مبكراً؛ زادت فعالية علاجه، وصولاً إلى الخدمات الطبية والعلاجات السلوكية والاجتماعية التي قد يحتاج إليها الطفل من بداية حياته.
*ملاحظة من "سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج عليك استشارة طبيب متخصص.