بعد أن تضع الأم مولودها، يمكن أن تلاحظ أنه يبكي بطريقة مؤلمة على الدوام، كما أن عليها أن تتفحصه بمجرد ولادته؛ أي أن تستكشف جسمه كاملاً؛ لكي تبحث عن أي علامة غير طبيعية، وتفعل الأم ذلك عند تغيير ملابس المولود أو عند حصوله على حمامه الأول. في بعض الأحيان قد تجد ورماً بين جدار البطن ومفصل الفخذ، ويُعرف هذا التورم بالفتق الأربي. قد تحدث مضاعفات في بعض الأحيان، ويتطلب ذلك اهتماماً طبياً فورياً.
التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشاري جراحة الأطفال الدكتور سعيد كمال، حيث أشار إلى أهم أسباب وأعراض الفتق الأربي عند الأطفال ومضاعفاته وأوجه الخطورة، وكذلك طرق العلاج المتبعة في هذه الحالة، في الآتي:
تعريف الفتق الأربي عند الأطفال
يعرف الفتق عموماً بأنه بروز يخرج من الشكل العام للجسم، وهو يصيب الكبار والصغار، وهناك أنواع من الفتق يولد به الإنسان، وهناك أنواع تظهر مع تقدم العمر، وكما أن هناك الفتق السري الذي يولد به الطفل، فهناك الفتق الأربي؛ وهو يظهر في المنطقة الأربية ما بين البطن والفخذ عند الطفل، ويمكن للأم أن تلاحظ وجود تورم بسيط أسفل بطن المولود، ويحدث هذا الفتق عندما يبرز جزء من غشاء بطانة تجويف البطن المعروفة بالأمعاء؛ من خلال منطقة ضعيفة في البطن، وقد أطلق عليه اسم "الفتق الأربي" لأنه يمر على طول القناة الأربية؛ وهي القناة التي يمر بها حبل الخصوبة عند الرجال، كما أنه يحدث مع المبيض أو قناة فالوب، ولأنه قد تم اشتقاق اسمه من القناة الأربية؛ فذلك لأنه غالباً ما يحدث الفتق الأربي عند المواليد الذكور أكثر من الإناث.
كما أن الفتق الأربي يصيب طفلاً من كل 6 أطفال حول العالم، ويكثر بين الأطفال في حالة الولادة المبكرة، وكذلك فقد خلص العلماء إلى أنه لا توجد له أسباب واضحة حتى الآن، ولكن يحدث الفتق الأربي للجنين نتيجة لضعف جدار البطن؛ بسبب عدم إغلاق عضلة جدار البطن الضعيفة بشكل صحيح، كما أن العلماء قد خلصوا أيضاً إلى أن الفتق الأربي لا يتحسن من تلقاء نفسه أبداً، ولكن في بعض الأحيان لا يتضاعف، وفي بعضها يتضاعف ويحتاج لتدخل جراحي.
قد يهمك أيضاً: هل بروز السرة عند الطفل الرضيع علامة على الفتق؟ ومتى أقلق؟
كيف يمكن تشخيص الفتق الأربي عند الطفل؟
يمكن للطبيب أن يشخّص الفتق الأربي عند الطفل عن طريق الفحص السريري للطفل المولود، ويقوم الطبيب بسؤال الأم حول الورم ومدى تضاعفه وبروزه، فغالباً ما يتضاعف حجمه ويبرز أكثر عند بكاء الرضيع أو عند السعال والعطس أو عند الحزق للتبرز، وفي بعض الأحيان يكون مؤلماً، وغالباً ما لا يكون كذلك، وقد يلجأ الطبيب إلى اختبارات التَّصوير في بعض الأحيان؛ لتشخيص الفتق بدقة، كما يمكنه القيام بتخطيط صدى أو تصوير مقطعي محوسب لتأكيد التشخيص.
مضاعفات الفتق الأربي
- قد تظهر عند بعض الأطفال مشاعر الألم من الفتق الأربي، فتلاحظ الأم أن طفلها يبكي باستمرار، وليس عند العطس والسعال، ويعني ذلك زيادة نسبة انحشار الفتق، فانحشار الفتق يعني أن ينحشر جزء من الأمعاء، فهذا الفتق الصغير يؤدي إلى انقطاع التروية الدموية للأمعاء المحشورة، مما يؤدي إلى حدوث ما يعرف بالغرغرينا خلال ساعات، وهنا يجب أن يحدث التدخل السريع لإنقاذ حياة الطفل؛ لأن حدوث انقطاع التروية الدموية يؤدي لمضاعفات، منها حدوث تسمم الدم.
- يحدث احمرار في منطقة الفتق، ويصبح لون الاحمرار داكناً.
- يحدث انسداد في أمعاء الطفل، مما يؤدي لتوقف وصعوبة التبرز.
- ومن مضاعفات الفتق الأربي حدوث القيء المستمر عند الرضيع، مما يؤدي لنقصان الوزن السريع.
علاج الفتق الأربي عند الأطفال
في بعض الحالات، ومع تزايد انحباس الفتق، قد يحاول الطبيب دفع الأمعاء المتبارزة إلى مكانها بيده، وهو ما يعرف بالرد اليدوي، وقد عرفت هذه الطريقة قديماً كواحدة من طرق العلاج الشعبي لعلاج الفتق.
ولكن في الوقت الحالي يتم اللجوء إلى الحل الجراحي، حيث يقوم الطبيب بعملية إصلاح الفتق الأربي، وهي عملية شائعة وسهلة في الوقت الحالي، ويتم اللجوء إليها في حال شكوى الأم من أن المنطقة قد أصبحت متحجرة، وحدث ارتفاع في درجة حرارة الطفل، وغالباً ما يظهر التحجر عند الأطفال في مرحلة المشي، حيث يجد الطفل صعوبة في المشي مع الألم، وقد يمتد الفتق لمناطق أخرى حساسة من جسم الطفل، ولذلك فالحل الجراحي هو الأفضل في تلك الحالة.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.