متى يتوقف مولودك عن التواصل البصري معك ونواحي الخطر؟

صورة لأم تتواصل بصريًا مع رضيعها
قد يتوقف المولود عن التواصل البصري مع الأم لأسباب غير مقلقة

من الضروري أن تتأكد الأم أن مولودها يتواصل معها لكي تطمئن على سلامة جهازه العصبي، وبالتالي سلامة حواسه، وحيث إن نظر المولود باتجاه وجه الأم يحقق الكثير من الفوائد سواء للأم أو للمولود، وتكون هذه الطريقة في التواصل هي أول طرق وخطوات تفاهم الطفل مع العالم الخارجي، والتي يجب أن تتحقق الأم من نجاحها.
قد يحدث في بعض الحالات ومع تطور نمو الرضيع أن يتوقف عن التواصل البصري مع أمه، ولذلك يجب أن تعرف الأسباب لكي تعرف متى يكون ذلك التوقف طبيعيًا، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور سمير رشاد، حيث أشار إلى الحالات التي يتوقف فيها مولودك عن التواصل البصري مع الأم خلال الرضاعة مثلًا ويكون ذلك طبيعيًا، ومتى يجب عليك الشعور بالخطر في الآتي:

أهمية التواصل البصري بين الأم والمولود

أم تتأمل وجه مولودها


اهتمي بمواصلة التواصل بصرياً مع طفلك منذ لحظات الولادة الأولى، فعليك أن تُطيلي النظر في وجهه الصغير والابتسام في وجهه حتى لو كان نائمًا، والتأمل في ملامحه، حيث توصل العلماء ومن خلال دراسات مستفيضة حول علاقة التواصل البصري بين الأم والمولود في تحفيز مهاراته فيما بعد، إلا أن هذا التواصل المبكر والذي يجب ان يستمر يعمل على تحفيز إفراز هرمون هام يتواجد في جسم الطفل ويختص بتعزيز قدراته العقلية، ويُعرف هذا الهرمون بهرمون "oxytocin hormone"، حيث يعمل هذا الهرمون على المساعدة والإسهام في نمو وتطور الدماغ عند الرضيع، ومع اكتشاف العلماء لهذا الهرمون وطريقة عمله فقد توصلوا ايضا إلى أن الأطفال الرضع الذين تُطيل أمهاتهم النظر إلى وجوههم وتتأملهم كثيرًا وتبتسم في وجوههم، حتى وهم في حالة النوم يتطور نموهم من كل النواجي؛ مثل تطورهم الحركي والإدراكي والسلوكي والمعرفي والعقلي، وذلك بصورة أسرع من الرضع الذين لا تقوم الأمهات بتأملهم أو النظر إليهم ولا يتحدثن كثيراً معهم.

حالات يتوقف فيها الرضيع عن التواصل البصري مع الأم

التحفيز المفرط للطفل

رضيع يلعب


توقفي عن القلق في حال أن مولودك قد أصبح يلعب ويناغي، ولم يعد يتواصل معك بصريًا طيلة الوقت؛ لأن اللعب بالنسبة له يعد وسيلة أخرى من وسائل تطور النمو التي يجب أن تطمئني إليها، وقد يصل الطفل أنه قد حصل على الكثير من المحفزات البصرية والحسية التي قمت بتقديمها له، وبالتالي يصل الطفل لما يعرف بالتحفيز المفرط، بمعنى أنك حين تقومين بإرضاع الطفل فأنت تبتسمين وتناغين وتغنين له وتستمرين بذلك، وبعد أن بدأ في الانقلاب على بطنه فأنت تستمرين في الحديث معه ووضع الألعاب حوله، وهكذا يكون لديه وسائل تحفيزية كثيرة تؤدي لأن يتوقف بشكل مؤقت عن التواصل معك، وربما بدافع الإفراط من ناحيتك وأنه سوف يتطور ويتواصل مع العالم الخارجي بطريقة جديدة.

شعور الطفل بالتعب

اعلمي أن التوقف عن التواصل البصري مع طفلك خلال الرضاعة يكون بسبب شعوره بالتعب والنعاس والرغبة في النوم، ولذلك فيجب عليك عدم القلق في حال انك كنت تلاعبين طفلك خلال الرضاعة، ثم وجدت أنه يغمض عينيه وينام أو أنه ينظر لك ولا يتفاعل معك، ويجب عليك عدم القلق في هذه الحالة ما لم تظهر أعراض أخرى عليه قد تشير إلى وجود خلل في جهازه العصبي، والذي يلعب دورًا كبيرًا في كفاءة الدماغ، والذي يشكل العمود الفقري لتواصل الإنسان من خلال الحواس مع المحيط، ولذلك فطفلك المولود من الطبيعي أن يتواصل معك بصريًا بحيث يكون هذا التواصل هو جزء من الترابط بينك وبينه.

زيادة فضول الطفل

لاحظي أن مولودك ينمو يومًا بعد يوم ويتطور بشكل سريع، من حيث تطور مهاراته وقدراته، وبالتالي فسوف يمضي الشهر الأول من عمره، ويبدأ في القيام بمهارات جديدة، ومن هذه المهارات أنه يريد ان يكتشف العالم من حوله، ولن يتوقف عن النظر في وجهك وتبادل النظرات معك فقط، فقد اصبح الطفل فضوليًا لدرجة لا توصف، وأصبح ينتبه للأصوات العالية، مثل فتح وإغلاق الأبواب ويتابع ببصره كل من يمر من أمامه، وقد يترك الرضاعة لكي يتابع بنظره الشخص الذي مر من أمامه، وهكذا فهو قد أصبح لديه الفضول والرغبة في الاكتشاف، وهذا ما يزيد من شعور الأم بالطمأنينة على سلامة نمو طفلها، ويجب عليها أن تبحث عن طرق تحفيز حواس الطفل الرضيع وتنمية مهاراته الحركية والإدراكية والعقلية.

اختلاف قدرات طفلك عن الأطفال الآخرين

توقعي أن يكون هناك تفاوت بين قدرات الأطفال، فالفروق الفردية تكون موجودة حتى بين التوائم، ولذلك يجب على الأم أن تتوقف عن مقارنة رضيعها مع أي رضيع آخر، حتى لو ولد معه في نفس اللحظة؛ لأن هذه المقارانات تدخل الأم في دوامة من القلق حول الطفل، والذي يجب أن تعرفه الأم أن الفروقات في القدرات قد تؤدي لإطالة فترة التواصل البصري وقد تقصرها، بحيث يبدأ الرضيع في التواصل مع العالم الخارجي وتطوير مهارات أخرى لديه، ولكن في حال عدم التواصل البصري على الإطلاق مع الأم فيجب عليها أن تراجع الطبيب ولا تتردد في ذلك للبحث عن اسباب عدم التواصل.

متى يكون فقدان التواصل البصري مقلقًا؟

رضيع يتواصل مع أمه
  • لاحظي أنك يجب أن تشعري بالقلق حين يكون مولودك ليس على تواصل بينك وبينه عن طريق البصر؛ لأن التواصل البصري مع الأم هو من أول علامات سلامة الجهاز العصبي ونشاط الدماغ لدى مولودك، فعدم التواصل البصري مع الرضيع يعد من أهم علامات الإصابة بطيف التوحد المبكرة والتي يجب أن تلاحظها الأم وتتوقع أن يصاب الطفل لاحقًا بطيف التوحد؛ لأن الطفل المصاب بالتوحد عمومًا يكون فاقدًا للتركيز البصري لمدة طويلة كما أنه وفي عمر الشهرين تحديدًا تلاحظ الأم عدم متابعة عيني رضيعها لحركة الأجسام المتحركة بعينيه، فمثلًا تجد أنه لا يتابع تحرك الأم ومرورها من أمامه.
  • توقعي في حال عدم وجود التواصل البصري بينك وبين رضيعك حتى يصل إلى عمر الشهرين، أنه وفي هذا العمر قد تظهر عليه علامات أخرى تدل على إصابته بطيف التوحد لاحقًا ومن هذه العلامات أن الرضيع لا يستجيب للأصوات العالية، كما أنه لا يمسك بالأشياء والألعاب بيديه، ولا يستجيب لابتسامة الآخرين نحوه، ولا يصدر أصواتًا غير مفهومة من فمه على سبيل الثرثرة المحببة والمعروفة عند الأطفال الرضع في سنهم الصغيرة.


قد يهمك أيضا: أهم النصائح للأمهات الجدد للعناية بالرضيع في أول شهر