mena-gmtdmp

دراسات تؤكد: الحديث مع رضيعك والغناء له يعطيك نتائج مدهشة!

صورة لأم ومولودها
طفل رضيع يتابع كلام أمه بالجوال

كثيرون يعتقدون أن الرُّضَّع لا يفهمون الكلمات التي تُقال لهم، وبالتالي لا تهتم بعض الأمهات بالتحدث مع المواليد حديثي الولادة أو الغناء لهم، في حين أثبتت الدراسات الحديثة أن الحديث والغناء للرضيع ليسا مجرد ترفيه، بل يُعَدَّان وسيلة من أهم العوامل التي تؤثر في تطور الرضيع العقلي والعاطفي واللغوي، وتحليل هذا أنه عندما تتحدث الأم مع رضيعها أو تغني له، فإنها تضع الأساس لمهاراته اللغوية، وتزيد من قدراته الإدراكية، وتصنع بصوتها رابطاً عاطفياً قوياً.
اللقاء والدكتورة مها العلايلي أستاذة طب نفس الطفل؛ للتعرف إلى تأثير حديث الأم وأغانيها على الرضيع؟ وضرورة عدم تجاهل الأمهات لهذا التواصل العميق الذي يبدو بسيطاً، نظراً لنتائجه المدهشة.

كيف يفهم الرضيع حديث أمه؟

الأم والجده تتحدثان إلى الرضيع

عادة ما تظن الأم أن الرضيع لا يفهم الكلام، وفي الحقيقة أنه يستوعب أكثر مما تتصور الأم، ومنذ لحظة ولادته يكون دماغه مبرمجاً للاستماع إلى الأصوات، خاصة صوت الأم، الذي يعرفه من قبل وتعود عليه منذ أن كان جنيناً في الرحم.
يستطيع الرضيع تمييز صوت أمه عن الأصوات الأخرى بعد الولادة مباشرة؛ إذ يتفاعل مع نبرة الصوت أكثر من الكلمات نفسها، فيشعر بالراحة عند سماع نبرة هادئة، أو القلق عند سماع نبرة حادة، ومع مرور الوقت يبدأ في تمييز الكلمات المتكررة؛ ما يساعده على فهم اللغة مبكراً.
كما أظهرت دراسة علمية أن الأطفال الذين تعرضوا لحديث الأهل منذ وقت مبكر وبشكل مستمر، يكتسبون مفردات لغوية أكبر في سن مبكرة، مقارنة بمن لا يتعرضون للكلام كثيراً.

أضرار عزل الرضيع داخل المنزل وتأثير ذلك في نموه

تأثير الحديث مع الرضيع في نموه العقلي

أم تحكي مع طفلها

كلام الأم الذي يسمعه الرضيع منذ أن كان جنيناً، ليس مجرد أصوات تصل لسمع الطفل، بل هو وسيلة تحفز دماغه وتطور قدراته الإدراكية.
هذا الكلام يُنشط مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة والتفكير، ويزيد من قدرة الطفل على التفاعل مع البيئة المحيطة، كما أنه يعزز المهارات الاجتماعية والعاطفية من خلال فهم تعابير الوجه ونبرات الصوت.
لهذا تحدثي مع طفلكِ طوال اليوم، سواء في أثناء تغيير الحفاض، أو في أثناء إطعامه، أو حتى في أثناء اللعب، اشرحي له ما تفعلينه، حتى لو لم يفهم الكلمات؛ فذلك يساعده على تعلم اللغة بشكل أسرع.

الأغاني تحفز ذاكرة الطفل

طفل ينام على صوت الموسيقى

والغناء أيضاً ليس مجرد وسيلة لتهدئة الطفل الرضيع، بل هو أداة قوية لتحفيز ذاكرة الطفل ومهاراته السمعية؛ ما يساعده على التمييز بين الأصوات المختلفة.
الغناء يحسن ذاكرة الرضيع من خلال تكرار الكلمات وتنوع الألحان، وتجعله أكثر انتباهاً وتركيزاً، وتخلق لديه مشاعر الأمان والراحة، خاصة عند سماع صوت أمه يغني له.
وفي هذا الشأن وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة هارفارد أن الأطفال الذين يستمعون إلى الأغاني منذ الولادة، يتعلمون التحدث أسرع من غيرهم.

الغناء يؤثر في مشاعر وسلوك طفلك

الأغاني لا تؤثر فقط في العقل، بل تلعب دوراً مهماً في تهدئة الطفل وتنظيم مشاعره وسلوكه، ولها تأثيرها الخاص قبل النوم، حيث تعمل على خفض مستوى التوتر لدى الطفل الرضيع.
إيقاع الأغاني يساعد على تنظيم دقات قلب الرضيع وتنفسه، والمدهش أن الأغاني المبهجة تحفزه على التفاعل والضحك.
كما أكدت الدراسات من خلال عدة ملاحظات شخصية لبعض الأمهات، أن أطفالهن يهدؤون فور سماع أغنية معينة اعتادوا عليها منذ الولادة؛ ما يدل على تأثير الموسيقى القوي في مشاعرهم.

خطوات تعززين بها التواصل اللغوي مع طفلكِ

أم تغني لطفلها حتى ينام
  • الطرق كثيرة وبسيطة لمساعدة الطفل على تطوير مهاراته اللغوية منذ الصغر، فقط تابعيها: استخدمي نبرة صوت دافئة ومعبرة، ولا تتحدثي مع طفلكِ بصوت رتيب، غيري نبرتكِ لتكون مليئة بالمشاعر.
  • استخدمي تعابير وجهكِ عند الحديث؛ فهذا يساعده على فهم معنى الكلمات.
  • كرري الكلمات والجمل البسيطة القصيرة مثل "أين يديكِ؟ ها هما يداكِ الجميلتان.
  • كرري الأغاني والقصص نفسها؛ لأن التكرار يساعد الطفل على التعلم.
  • غني له يومياً واختاري نغمات ناعمة قبل النوم، استخدمي الأغاني التفاعلية مثل "رأس كتف ركبة قدم" لتحفيزه على الحركة.

متى تبدئين بالتحدث والغناء لطفلكِ؟

طفل يبتسم

هو سؤال تطرحه الكثير من الأمهات؛ عن العمر المناسب لبدء الحديث والغناء مع الرضيع، والإجابة هي: منذ الولادة!
لا تستغربي؛ فإن الرضيع حتى لو لم يستطع الرد عليكِ، فإنه يخزن المعلومات في ذاكرته، التحدث والغناء له يجعله أكثر استعداداً للكلام عندما يكبر، والطفل يتعلم اللغة من خلال الاستماع قبل أن يبدأ بالكلام.
ابدئي في الغناء لطفلكِ وهو لا يزال في رحمكِ؛ فقد ثبت أن الأجنة يستجيبون للأصوات الخارجية، وبعد الولادة، قد يتعرفون إلى الأغاني التي سمعوها في الحمل ويهدؤون عند سماعها مرة أخرى.
لهذا؛ فالفرق واضح بين الأطفال الذين يتعرضون للكلام والغناء والذين لا يتعرضون لهما، وبين الأطفال الذين ينشؤون في بيئة غنية بالكلمات والأغاني، وأولئك الذين لا يتعرضون لهذا التحفيز اللغوي.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.