الكثير من الأشخاص يعبرون عن مشاعرهم ب تقبيل الرُضع حديثي الولادة أو بحملهم وتقبيل أيديهم، والمشهد يبدو عادياً ويصاحب كل حدث مُفرح يرتبط بالصغير، بينما المشكلة أن هذا السلوك الطيب المعبر عن الحب قد يحمل في طياته خطراً كبيراً على صحة الرضع، خاصةً في الأسابيع الأولى من حياتهم.
حيث ينتقل فيروس الهربس البسيط عن طريق فم الشخص الذي يقبل الرضيع، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشكل تهديداً حقيقياً على حياة الأطفال الرضع، وذلك وفقاً لتحذير الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال، الذي يعرفنا كيف ينتقل الفيروس للطفل الرضيع، وما هي أعراضه؟والطرق الصحية لحماية الرضع منه، مع توضيح لمراحل العلاج.
كيف ينتقل الفيروس؟
فيروس الهربس البسيط هو من أكثر الفيروسات شيوعاً والتي تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق القبلات، خاصة الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر؛ إذ يمكن أن يتحول الفيروس إلى مشكلة صحية خطيرة؛ نظراً لعدم اكتمال نمو جهاز المناعة عند الرضع في هذه المرحلة، ما يجعلهم عرضة للإصابة بالفيروسات والبكتيريا بسهولة أكبر من البالغين.
خطوات انتقال الفيروس من شخص إلى طفل
الهربس الفموي ينتقل بسهولة من خلال الاتصال المباشر مع الأغشية المخاطية في الفم أو الأنف، وما يزيد من خطورة هذا الفيروس أنه يمكن أن ينتقل حتى من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض الهربس الفموي، و إذا كان حامل الفيروس يعاني من نشوء بثور أو قرح حول الفم، فاحتمالية نقل الفيروس تكون أكبر عند التقبيل.
مخاطر تقبيل الرضع
- تصيبهم بالتهابات شديدة في أعضاء الجسم الداخلية مثل الكبد، الرئتين، أو الدماغ، وهذا يعد من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال الرضع بسبب فيروس الهربس البسيط.
- يؤدي الفيروس إلى التهاب الدماغ (التهاب في أنسجة الدماغ)، مما قد يتسبب في تلف دائم للأعصاب أو حتى الوفاة، وللأسف، في بعض الحالات لا تظهر الأعراض بشكل فوري، مما يجعل من الصعب تشخيص الإصابة في مراحلها المبكرة وعلاجها.
المكسرات تعزز من صحة دماغ الأطفال؟
الأعراض الأولى لإصابة الرضع بالهربس
هي أعراض شبيهة بأعراض البرد في البداية، مثل ارتفاع في درجة الحرارة، أو فقدان الشهية، و مع تطور الإصابة، قد يعاني الرضيع من مشكلات في التنفس، أو يصبح أكثر هياجاً أو نعاساً بشكل غير معتاد.
تظهر أحياناً بثور حول الفم أو في مناطق أخرى من الجسم، لكن في كثير من الحالات، لا تظهر أي أعراض جلدية على الإطلاق، مما يجعل تشخيص الإصابة أكثر تعقيداً.
الأعراض الأكثر شيوعاً تشمل:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- صعوبة في التنفس.
- قيء أو إسهال.
- قلة التفاعل مع البيئة المحيطة.
- تورم في مناطق مختلفة من الجسم.
- ظهور بثور أو قرح على الفم أو في مناطق أخرى.
- تتفاقم الأعراض أحياناً وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الدماغ، التهاب الأعضاء الداخلية، أو التسمم الدموي، وكلها حالات قد تهدد حياة الرضيع، إذا لم يتم علاج الفيروس بشكل سريع.
طرق حماية الرضع من فيروس الهربس
تجنب القُبلات من غير الوالدين:
من أهم الإجراءات الوقائية هو؛ منع أي شخص يعاني من بثور أو قرح حول الفم من تقبيل الرضيع، ومن الأفضل تجنب تقبيل الرضيع تماماً على الوجه أو اليدين؛ لأن الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر مع الجلد أو الأغشية المخاطية.
غسل اليدين بانتظام:
يجب على كل شخص يتعامل مع الرضيع التأكد من غسل يديه جيداً قبل ملامسته، ما يساعد في تقليل احتمالية نقل الجراثيم والفيروسات إلى الطفل، ليس فقط الهربس ولكن أيضاً فيروسات أخرى.
تجنب مشاركة الأدوات الشخصية:
تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف أو أواني الطعام مع الأشخاص الذين يعانون من أعراض الهربس أو نزلات البرد، وقد يكون الطفل الرضيع أكثر عرضة للإصابة عند ملامسة هذه الأدوات الملوثة.
الحرص على التطعيمات:
رغم أن تطعيم فيروس الهربس البسيط غير متاح للرضع حتى الآن، فإن التأكد من تلقى الطفل لجميع التطعيمات الأخرى الموصى بها يمكن أن يساعد في تعزيز جهازه المناعي، وحمايته من العدوى الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة.
مراقبة الأعراض بحذر:
في حال ظهور أي أعراض غريبة على الرضيع، يجب استشارة الطبيب على الفور؛ فالكشف المبكر والتشخيص السريع بعامة، هما المفتاح للتعامل مع أي إصابة قد تؤثر على صحة الرضيع.
مراحل العلاج والتعامل مع الإصابة بالهربس
إذا أُصيب الرضيع بفيروس الهربس، يتم عادةً تقديم العلاج المضاد للفيروسات، مثل أل أسيكلوفير (Acyclovir)، وهو دواء فعال في تقليل نشاط الفيروس والسيطرة على الأعراض، و يتم تقديم العلاج عادة عن طريق الوريد، خاصة في الحالات الشديدة.
العلاج الفوري : بمجرد تأكيد الإصابة، يجب بدء العلاج المضاد للفيروسات بشكل فوري.
المتابعة الطبية المستمرة :قد يتطلب الأمر مراقبة دقيقة لحالة الرضيع، حيث قد يستمر العلاج لبضعة أسابيع حتى يتم التأكد من السيطرة على الفيروس.
العناية المركزة: في الحالات الشديدة التي تتضمن مضاعفات مثل التهاب الدماغ أو الأعضاء الأخرى، قد يحتاج الرضيع إلى البقاء في وحدة العناية المركزة لتلقي الرعاية اللازمة.
*ملاحظة من" سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.