كلمة أورام تثير القلق، حتى وإن كانت حميدة، فهي تجربة محفوفة بالمخاوف، لذلك يجب فهم تداعياتها وأعراضها للتدخل المبكر والحدّ من المخاطر.
الأورام الحميدة حالة تشير إلى خلل في الخلايا؛ لأنها قد تتكاثر أكثر مما ينبغي، أو لا تموت عندما ينبغي لها، لكنها لا تشير إلى خلايا سرطانية.
تظهر الأورام الحميدة على شكل كتل تحت الجلد، وفي أي مكان في الجسم. تنمو بشكل أبطأ، ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تجربة واقعية مع ورم الثدي الحميد
التقت "سيدتي" بإيمان، أم في الثلاثينيات من عمرها، لتشاركنا تجربتها مع ورم الثدي الحميد. تقول إيمان: "قبل سنوات قريبة، كنت أمرّ بظروف نفسية سيئة، تسببت في ظهور تكتل داخل الثدي، لاحظته بالصدفة، غير أنني لم أكترث كثيراً، فقد كان هناك الكثير من الضغوط ولا وقت للتركيز مع رسائل الجسد".
وتكمل حديثها: "على مدار أسبوعين فقط تحول التكتل الصغير لبروز يتحرك داخل الثدي، يؤلمني بشكل محدود، لكنه أثار قلقي، واتجهت شكوكي إلى سرطان الثدي".
توجهت المرأة الثلاثينية إلى طبيبة أمراض النساء، وقالت: "ليس سهلاً على امرأة أن تقرر الذهاب إلى طبيب الأورام من البداية، ففضلت أن أستشير طبيبتي، والتي سألتني سؤالين: الأول عن حالتي النفسية، أما السؤال الثاني فكان عن وسيلة تحديد النسل. في واقع الأمر كنت أمرّ وقتها بظروف قاسية، أما عن وسيلة تحديد النسل، فلم أكن أتبع أياً منها".
نصحت الطبيبة مريضتنا بأن تتوجّه إلى طبيب الأورام، وتروي إيمان: "كانت صدمة، زاد قلقي رغم محاول الطبيبة طمأنتي بأنها تشك في الورم الحميد، لاسيما أنني أرضعت طفلتين". وأردفت: "ذهبت إلى طبيب أورام، وبعد الفحص أكد وجود ورم، وقال لي إن الفحص الخارجي لن يكشف حجمه بدقة، إذ يجب أن أجري صورة الأشعة للثدي لدى مركز متخصص".
بعد الفحص، تأكدت إيمان من وجود ورم بحجم يثير القلق. وتروي: "الأزمة لم تكن في حجم الورم، بينما في معدل نموه في وقت قصير، ورغم أن الشواهد حسب الأطباء كانت تسير في اتجاه الإصابة بورم حميد، غير أن طبيبة الأورام المصرية نجلاء عبد الرزاق قالت وقتها إن ثمة شكوكاً في الإصابة بخلايا سرطانية".
وعن خيارات العلاج، قالت المريضة: "اقترحت عليَّ طبيبة الأورام نجلاء عبد الرزاق أن أجري جراحة حديثة لا تعتمد على التخدير الكلي، وتتطلب إجراء جرح صغير لا يتخطى سنتيمتراً واحداً، فهي تقنية تتوغل في الثدي من خلال فتحة صغيرة وتقوم بسحب وتفتيت الورم، لكن قد تشكّل خطورة في حال كان الورم سرطانياً، لأنها قد تتسبب في انتشاره. وعلى النقيض، طلب طبيب آخر مني بأن أُجري جراحة كاملة بتخدير كامل وجرح ربما يصل إلى 10 سنتيمرات. وقد تُرِك الخيار لها".
وتتذكر المريضة: "كانت الاحتمالات تشير أكثر إلى أنني أعاني من ورم حميد، رغم وجود احتمال للسرطان، لذلك اخترت تقنية لا تسبب جرحاً واضحاً حتى لا يتشوه الثدي".
وعن أصعب المراحل تقول إيمان: "الجراحة كانت بسيطة والطبيبة أخذت تتبادل معي أطراف الحديث؛ حتى لا أشعر بالقلق، كما أنها استغرقت بالكاد 30 دقيقة". وأضافت: "لم تتم خياطة الجرح ولم أشعر إلا بألم جسدي محدود، لكن الألم الحقيقي كان في القلق الذي عشته على مدار أسبوع في انتظار نتائج التحاليل للتأكد من نوع الورم".
وكشفت المريضة أن فترة النقاهة كانت قصيرة، وتمكنت من الحركة بعد يومين تقريباً، وقالت: "لم أشعر بالارتياح الحقيقي إلا بعد التأكد من أن الورم حميد. لم تكن تجربة سهلة، خصوصاً مع الشكوك طيلة فترة اكتشاف الورم وتحديد طريقة العلاج، لاسيما أن الطبيبة أكدت ضرورة إزالة الورم؛ حتى لا يتحول لاحقاً إلى ورم سرطاني".
وأضافت: "كنت قلقة أيضاً أن يتأثر حجم الثدي بالجراحة، وهو ما حدث بالفعل، لكن سرعان ما عاد إلى حجمه الطبيعي".
اقرئي أيضاً الأورام الليفية أثناء الحمل أسباب الإصابة وكيفية العلاج والتشخيص
ما هو الورم الحميد؟
الورم هو مجموعة من الخلايا تتكاثر أكثر مما ينبغي، يمكن أن يكون الورم خبيثاً (سرطانياً) أو حميداً (غير سرطاني). عادةً لا يمثل الورم الحميد مشكلة خطيرة، إلا إذا ضغط على بنية مجاورة أو تسبب بأعراض أخرى.
ما الفرق بين الورم الحميد والورم الخبيث؟
الورم الحميد له حدود مميزة وناعمة ومنتظمة. أما الورم الخبيث فله حدود غير منتظمة وينمو بشكل أسرع من الورم الحميد. ينتشر الورم الخبيث أيضاً إلى أجزاء أخرى من الجسم. يمكن أن يصبح الورم الحميد كبيراً جداً، لكنه لن يغزو الأنسجة المجاورة أو ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
هل يمكن للورم الحميد أن يتحول إلى ورم خبيث؟
يمكن أن تصبح بعض الأورام الحميدة سرطانية بمرور الوقت. إذا كان لديك ورم حميد؛ فيجب على الطبيب مراقبته بانتظام.
أنواع الأورام غير السرطانية
قد ينمو الورم الحميد في أي مكان في جسمك. هذه الأورام لها أسماء مختلفة، اعتماداً على مكان ظهورها:
الورم الحميد
الورم الحميد داخل غدة أو عضو (مثل الغدة النخامية أو القولون أو الثدي).
الورم الغضروفي
الورم الغضروفي هو ورم حميد يتشكل في الغضروف، وهو نسيج ضام مرن في جميع أنحاء الجسم.
الورم الليفي
هذا ورم غير سرطاني في الأنسجة الليفية، وهو نسيج ضام كثيف في الأوتار والأربطة. يمكن أن تنمو الأورام الليفية في الأنسجة الليفية في جميع أنحاء الجسم. وهي أكثر شيوعاً في الجلد والفم والقدم والرحم.
الورم الوعائي
هذه الأنواع من الأورام الحميدة تنمو من الأوعية الدموية. تحدث الأورام الوعائية في أغلب الأحيان على الجلد عند الأطفال. ولكنها يمكن أن تتشكل أيضاً على الأعضاء الداخلية مثل الكبد أو القولون أو الدماغ.
الورم الشحمي
الورم الشحمي يتشكل من الخلايا الدهنية، ينمو أسفل الجلد مباشرة، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الأورام الحميدة.
أعراض الورم الحميد
العديد من الأورام الحميدة لا تسبب أية أعراض على الإطلاق. ولكن إذا نمت بشكل كبير قد يظهر التالي:
- النزيف (على سبيل المثال، مع ورم ليفي في الرحم).
- الصداع أو النوبات أو صعوبة الرؤية (على سبيل المثال، مع ورم في المخ).
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن (عند الإصابة بورم بالقرب من المعدة أو الأمعاء).
- الألم في أي منطقة من الجسم.
- صعوبة في التنفس.
هل الأورام الحميدة تحتاج إلى علاج؟
بشكل عام، تنمو الأورام الحميدة ببطء، وبعضها لا يحتاج إلى علاج. والبعض الآخر قد يسبب مخاطر صحية خطيرة عندما يضغط على الأعضاء أو الأعصاب أو الأوعية الدموية القريبة، أو عندما ينمو في الدماغ أو على الحبل الشوكي. عادةً ما تتطلب هذه الأنواع من الأورام إجراء عملية جراحية لإزالتها. وبمجرد التخلص مننها، فإن معظم الأورام الحميدة لا تنمو مرة أخرى.
قد يقرر الطبيب مراقبة الورم الحميد؛ لمعرفة ما إذا كان ينمو إلى الحدّ الذي يسبب مشاكل قبل إزالته جراحياً، وذلك لتأخير الجراحة أو حتى تجنبها تماماً.
* المصدر: Cancer Center- Texas University- USA
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.