شهدت جراحات التجميل تطوراً ملحوظاً السنوات الماضية، حتى أن تغيير لون العيون بات متاحاً اعتماداً على تقنية الليزر. ورغم حداثة عملية تغيير لون العين إلا أنها باتت منتشرة ويتم الترويج على لها أنها آمنة تماماً. لكن الحقيقة هي أن كل عملية تجميل قد يكون لها آثار جانبية وربما مخاطر، لذلك قبل اتخاذ القرار بإجراء عملية تغيير لون العين بالليزر تعرّفي إلى أضرارها جيداً وفقاً لمصادر طبية موثوقة.
ما هي عملية تغيير لون العين بالليزر؟
عملية تغيير لون العين بالليزر هي إجراء يهدف إلى تعديل صبغة القزحية، وهي الجزء الملون من العين، ويتم هذا الإجراء من خلال إزالة الميلانين (وهي الصبغة المسؤولة عن اللون) باستخدام أشعة ليزر موجهة.
يمكن لهذا العملية أن تحول لون العين الداكن إلى لون أفتح، مثل الأزرق أو الأخضر، ولكن هذا الإجراء قد يكون محفوفاً بالمخاطر وله آثار سلبية عديدة على صحة العين.
أضرار تغيير لون العينين بوساطة الليزر
فيما يلي نعدد مخاطر عملية تغيير لون العين بالليزر:
زيادة خطر الإصابة بالجلوكوما
أحد أخطر الآثار الجانبية المرتبطة بعملية تغيير لون العين هي زيادة خطر الإصابة بمرض الجلوكوما المعروفة باسم المياه الزرقاء. تؤدي إزالة الميلانين من القزحية إلى تراكم جزيئيات الصبغة في سائل العين، مما قد يسد القنوات التي تساعد في تصريف السوائل داخل العين، وهذا الانسداد من شأنه زيادة الضغط داخل العين، من ثم قد يصاب الشخص بمرض الجلوكوما الذي قد يؤدي إلى فقدان دائم للبصر، إذا لم يتم التعامل معه بسرعة.
التهابات القزحية
أشعة الليزر قد تؤدي إلى التهابات في الأنسجة المحيطة بالعين، خاصة القزحية. وبحسب الذين خضعوا لهذه العملية، فإن بعض الحالات قد تشعر بآلام مستمرة وحساسية مفرطة تجاه الضوء. يستدعي هذا الالتهاب تدخلاً طبياً عاجلاً للتقليل من الألم ومنع تفاقم الحالة، ولكن قد لا تنجح العلاجات أحياناً في تخفيف الأعراض تماماً.
وعدّت الجمعية الأمريكية لطب العيون، التهاب القزحية من بين الأضرار الشائعة لدى الأشخاص الذين خضعوا لإجراء تغيير لون العين، ويمكن أن يتطلب الأمر علاجاً طويل الأمد ومراقبة طبية مستمرة.
اقرئي أيضاً عدسات لاصقة تكشف عن الأورام السرطانية والسكري في الجسم!
خطر العمى الجزئي أو الدائم
جراحات العين بشكل عام تحتاج إلى كثير من الدقة في إجرائها، نظراً للطبيعة الحساسة للعين، ومنها عملية تغيير لون العين بالليزر، لأن هذا الشعاع إذا تم توجيهه بشكل خاطئ يمكن أن يؤذي أنسجة العين سواء بشكل كلي أو جزئي. على الرغم من الترويج للأمان العالي للتقنية، فإن أي خطأ بسيط قد يؤدي إلى فقدان البصر في جزء من مجال الرؤية أو حتى فقدان البصر بشكل كامل.
انخفاض الجودة البصرية
قد يتسبب تغيير لون العين في تأثيرات سلبية على الرؤية، حيث قد يلاحظ بعض المرضى تغييرات في جودة الرؤية، مثل ظهور نقاط ضبابية أو مشوشة. يمكن أن تؤدي هذه التشوشات البصرية إلى مشاكل في القراءة والتركيز، مما يؤثر على جودة الحياة اليومية للشخص.
أشارت دراسة من جامعة كاليفورنيا أجريت عام 2016 إلى أن بعض المرضى الذين خضعوا لتغيير لون العين واجهوا صعوبة في رؤية الأشياء بوضوح وقد يتبع ذلك بعض الآثار النفسية السلبية.
بالإضافة إلى المخاطر السابق ذكرها، فإن عملية تغيير لون العين تعد ذات تكلفة عالية، كما أن نتائجها غير دائمة وقد يحتاج الشخص إعادة إجراء العملية، مما يعني مضاعفة التكلفة المادية.
هذا وأفاد تقرير للجمعية الأوروبية لجراحة العيون بأن الإجراء لا يزال غير معتمد بالكامل في العديد من الدول، مما يزيد من ضرورة توخي الحذر بشأن الأمان والتكلفة.
بدائل آمنة لتغيير لون العين
عادة ما يتم تغيير لون العين لأسباب تجميلية، من ثم لا داعي لأن يعرّض الشخص نفسه إلى الخطر بينما البديل الأقل خطورة هو استخدام العدسات اللاصقة الملونة، التي توفر ألواناً متعددة دون الحاجة لأي تدخل جراحي. كما يمكن التخلص منها في أي وقت دون آثار جانبية. لكن يجب توخي الحذر لأنها في بعض الأحيان تسبب التهابات شديدة.
في النهاية يمكن القول إن عملية تغيير لون العين محفوفة بالمخاطر بشكل مثير للقلق، من ثم لا داعي لإجراء عملية دقيقة كهذه لمجرد هدف تجميلي، لاسيما وأنها في حالات قد تسبب العمى وفي أقل تقدير ربما تكون سبباً للالتهابات الشديدة. ورغم التطورات التكنولوجية في مجال الطب التجميلي، لا تزال المخاطر الصحية لمثل هذه الإجراءات تفوق الفوائد التجميلية المؤقتة التي قد توفرها. لذلك، يُنصح الأفراد بالتفكير ملياً واستشارة الأطباء قبل اتخاذ قرار بإجراء مثل هذه العمليات.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
لون العين
*المصادر:
- American Academy of Ophthalmology
- National Institute of Health