عندما تصاب بتورّم في اليدين أو القدمين أو الوجه يكون ذلك بسبب السوائل التي يفترض أن تخرجها الكلى، وتبقى في الدم. يترافق هذا مع الشعور بطعم غريب في الفم يشبه طعم المعادن وذلك بسبب تجمع المواد الضارة في الدم. فضلاً على رائحة الفم الكريهة، اضطراب المعدة والشعور بالغثيان أو القيء وفقدان الشهية؛ جميعها أعراض تشي بالإصابة بخلل ما في الكلى، هذا ما تشرحه د. سلامة الفلاحي، اختصاصية أمراض الكلى في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، في اللقاء الآتي.

إعداد: لينا الحوراني
أبرز التحديات الصحية المرتبطة بأمراض الكلى عالمياً؟
أمراض الكلى ترتبط بعدد من التحديات الصحية التي تؤثر على جودة حياة المريض وتتطلب متابعة دقيقة وعلاجاً مستمراً، من أبرز هذه التحديات:
- الفشل الكلوي المزمن(CKD) يحدث عندما تفقد الكلى قدرتها تدريجياً على القيام بوظائفها، مما يؤدي إلى تراكم السموم والسوائل في الجسم.
- ارتفاع ضغط الدم: هو سبب رئيسي ونتيجة شائعة لأمراض الكلى، حيث تؤدي مشاكل الكلى إلى عدم توازن السوائل والكهارل، ما يزيد ضغط الدم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: يعاني مرضى الكلى من مخاطر أكبر للإصابة بمشاكل القلب بسبب الترسّبات الدهنية وارتفاع ضغط الدم.
- فقر الدم: يقلّ إنتاج الكلى لهرمون الإريثروبويتين المسؤول عن تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقر الدم.
- اضطرابات العظام والمعادن: الكلى تلعب دوراً مهماً في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور، وعند تضرّرها يحدث ضعف في العظام.
- احتباس السوائل: قد تؤدي مشاكل الكلى إلى تراكم السوائل، ما يسبّب تورماً في الأطراف وضيقاً في التنفس.
- الحاجة إلى غسيل أو زراعة الكلى: في الحالات المتقدّمة، تصبح الكلى غير قادرة على أداء وظائفها، ما يتطلب علاجات بديلة كالغسيل أو الزراعة.
- الاكتئاب والاضطرابات النفسية: التعايش مع مرض مزمن، مثل أمراض الكلى، يؤثر على الصحة النفسية، ما يؤدي إلى القلق أو الاكتئاب.
كيف يمكن للفرد العادي معرفة ما إذا كان معرّضاً لخطر الإصابة بأمراض الكلى؟

يمكن لأي شخص تقييم مدى خطورة إصابته بأمراض الكلى من خلال التنبه لبعض العوامل والتحقّق من وجود علامات معينة. إذا كنت تتساءل عن مدى احتمال تعرضك لهذا الخطر، فإليك عوامل الخطر: هل لديك أي منها؟
- أمراض مزمنة مثل السكري: يعتبر مرض السكري أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم: يؤدي الضغط المرتفع إلى تلف الأوعية الدموية في الكلى بمرور الوقت.
- التاريخ العائلي: إذا كان لديك أقارب يعانون من أمراض الكلى، فقد تكون أكثر عرضة.
- السمنة: تزيد الوزن الزائد من الضغط على الكلى وتؤدي لمشاكل في التمثيل الغذائي.
- التقدّم في العمر: خطر أمراض الكلى يزيد مع التقدّم في السن.
- التدخين: يسبب التدخين ضعف تدفق الدم إلى الكلى ويزيد من خطر تلفها.
- الاستخدام المفرط لمسكّنات الألم: بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) قد تؤثر على الكلى عند استخدامها لفترات طويلة.
أعراض قد تشي بمشكلة في الكلى حتى لو لم تظهر الأعراض في المراحل المبكرة، انتبه للإشارات التالية:
- تورّم في اليدين أو القدمين أو الوجه بسبب احتباس السوائل.
- تغيّر في نمط التبول كالتبول المتكرّر، وجود رغوة، لون داكن أو دم في البول.
- التعب المستمر والضعف بسبب فقر الدم الناتج عن قصور الكلى.
- آلام في أسفل الظهر خاصة بالقرب من منطقة الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه.
- الغثيان أو فقدان الشهية.
من المهم التعرّف إلى علاج جفاف الكلى على قدر من الأهمية لتجنّب الفشل الكلوي.
صحة الكلى: ما الدور الذي تلعبه العادات اليومية؟
تلعب العادات اليومية دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة الكلى وحمايتها من الأمراض، لأن الكلى تعتمد بشكل كبير على نمط الحياة الصحي لأداء وظائفها بكفاءة. إليك كيف تؤثر بعض العادات على صحة الكلى:
- شرب الماء الكافي لأنه يحافظ على ترطيب الجسم: يساعد الماء الكلى على تصفية الدم بشكل فعّال والتخلص من الفضلات والسموم.
- يمنع تكوّن الحصى: يقلل شرب الماء من تركيز المعادن في البول، ما يحدّ من فرصة تكوّن حصوات الكلى.
- يعزز وظيفة الكلى: يساعد التدفق الكافي للسوائل على تحسين عمل الكلى ويقلل من خطر الالتهابات البولية.
- الكمية الموصى بها: حوالي 2-3 لترات يومياً، لكن تختلف حسب الطقس ومستوى النشاط والحالة الصحية.
التغذية المتوازنة
- تقليل الملح: استهلاك كميات زائدة من الملح يرفع ضغط الدم ويجهد الكلى. حاولي تقليل الأطعمة المعالجة والمملحة.
- تناول الفواكه والخضروات التي توفر العناصر الغذائية والفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تدعم وظائف الكلى.
- تجنّب السكريات المفرطة: يساهم الإفراط في السكر في زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والسكري، وهي عوامل خطر رئيسية لأمراض الكلى.
- تقليل البروتين الحيواني الزائد: الإفراط في اللحوم الحمراء والبروتينات الحيوانية يرهق الكلى أثناء تصفية فضلات البروتين.
- التحكم في الفوسفور والبوتاسيوم: بالنسبة لمن يعانون من مشاكل في الكلى، قد يؤدي تراكم هذه المعادن إلى مشكلات صحية، لذا يفضل الاعتدال في تناول الأطعمة الغنية بها.
ممارسة الرياضة بانتظام
- تحافظ على الوزن الصحي: السمنة تزيد خطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم، وهما عاملان رئيسيان لأمراض الكلى.
- تحسّن الدورة الدموية: تساعد على تحسين تدفق الدم إلى الكلى وتعزز كفاءتها.
- تخفّض ضغط الدم: النشاط البدني المنتظم يساعد على السيطرة على ضغط الدم، ما يقلل من إجهاد الكلى.
تجنّب العادات الضارّة
- الامتناع عن التدخين: التدخين يضرّ الأوعية الدموية ويقلل تدفق الدم إلى الكلى.
- تجنّب الاستخدام المفرط للأدوية المسكّنة مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين) التي قد تسبّب تلفاً للكلى مع الاستخدام الطويل.
ينصح بمتابعة فوائد الشعير لحصوات الكلى مهمة جداً وفق طبيبة.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى؟ ولماذا؟
هناك فئات معينة في المجتمع تكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى بسبب عوامل صحية وجينية ونمط حياة. أبرز هذه الفئات:
- مرضى السكري والسبب: ارتفاع مستويات السكر في الدم يسبّب تلفاً تدريجياً للأوعية الدموية الدقيقة في الكلى، مما يؤثر على قدرتها على تصفية الدم. أما خطر السكري فهو السبب الرئيسي للإصابة بالفشل الكلوي المزمن.
- مرضى ارتفاع ضغط الدم، والسبب أن ارتفاع الضغط يضع عبئاً كبيراً على الأوعية الدموية في الكلى، مما يُضعف كفاءتها مع الوقت. أما خطر ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض الكلى، والسبب بعض أمراض الكلى الوراثية، مثل مرض الكلى متعددة الكيسات (Polycystic Kidney Disease). أما الخطر فهو وجود فرد في العائلة يعاني من مشاكل كلوية يزيد احتمال الإصابة.
- كبار السن (فوق 60 عاماً) والسبب: مع التقدّم في العمر تقلّ كفاءة وظائف الكلى ويزداد خطر الإصابة بأمراض مثل تصلب الشرايين وارتفاع الضغط. الخطر يزيد احتمال تلف الكلى مع التقدم في السن.
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة التي ترفع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، وهما من أهم مسبّبات أمراض الكلى. الخطر من خلال الوزن الزائد يضع عبئاً إضافياً على الكلى ويؤثر على قدرتها على تصفية الفضلات.
- المدخنون والسبب: التدخين يضرّ الأوعية الدموية ويقلل تدفق الدم إلى الكلى، مما يسرّع من تلفها. الخطر لدى المدخنين يكمن أنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة مقارنة بغير المدخنين.
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة لفترات طويلة، والسبب هو الإفراط في استخدام بعض المسكنات (مثل الإيبوبروفين) أو المضادات الحيوية من دون استشارة طبية الذي قد يسبّب تلفاً للكلى. الخطر هو الاستخدام طويل الأمد لهذه الأدوية الذي يؤثر على أنسجة الكلى ووظائفها.
- مرضى القلب والأوعية الدموية والسبب هو ضعف القلب الذي يحدّ من تدفق الدم الكافي إلى الكلى، ما قد يؤثر على وظائفها. أما خطر أمراض القلب والكلى فهي غالباً ما ترتبط ببعضها.
- الأشخاص الذين يعانون من التهابات بولية متكرّرة، والسبب هو العدوى المتكرّرة التي قد تنتشر إلى الكلى وتسبّب التهابات مزمنة فيها. يكمن الخطر في عدم معالجة هذه الالتهابات جيداً، والتي قد تؤدي إلى تلف أنسجة الكلى.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية مثل الذئبة، والسبب أن بعض الأمراض المناعية تهاجم أنسجة الكلى، مما يؤدي إلى التهابات وتلف مزمن. يكمن الخطر من خلال بعض الأمراض مثل الذئبة الكلوية التي تؤثر بشكل مباشر على وظائف الكلى.
ما رأيك باكتشاف أسباب احتباس السوائل في الجسم وخطوات العلاج وفق خبيرة
الفحوص الطبية التي يجب إجراؤها دورياً للحفاظ على صحة الكلى

للحفاظ على صحة الكلى واكتشاف أي مشكلة في مراحلها المبكرة، يُنصح بإجراء بعض الفحوص الطبية الدورية، خاصة إذا كنت من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى. هذه الفحوص تشمل:
- فحوص الدم: اختبار الكرياتينين (Serum Creatinine) هو ناتج فضلات يتم تصفيته بواسطة الكلى، وارتفاع مستواه يشير إلى ضعف في وظائف الكلى. معدل الترشيح الكبيبي GFR - Glomerular Filtration Rate) والذي يقيس كفاءة الكلى في تصفية الفضلات من الدم. كلما انخفض المعدل، زادت حدّة مشكلة الكلى.
- فحوص البول: تحليل البول الكامل (Urinalysis) الذي يكشف عن وجود البروتين، الدم، الجلوكوز، أو أي شوائب قد تدل على مشاكل في الكلى. نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول (ACR - Albumin-to-Creatinine Ratio)، يساعد في تحديد مدى تلف الكلى من خلال قياس كمية الألبومين (نوع من البروتين) في البول.
- فحوص ضغط الدم، حيث إن ارتفاع ضغط الدم هو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الكلى.
- فحوص التصوير (عند الحاجة): تصوير الكلى بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) تساعد في الكشف عن وجود أكياس، حصوات، أو مشاكل في حجم وشكل الكلى.
ما عدد المرات التي يجب فيها إجراء هذه الفحوص؟
- للأشخاص الأصحاء مرة كل سنة أو سنتين كإجراء وقائي.
- لمن لديهم عوامل خطر (سكري، ضغط دم وتاريخ عائلي) كل 6 أشهر أو حسب توصيات الطبيب.
- لمن يعانون من مشاكل في الكلى حسب خطة العلاج والمتابعة التي يحددها الطبيب.
النصائح التي يقدّمها الأطباء للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى لتجنّب المضاعفات خصوصاً في رمضان؟
الأطباء يقدّمون مجموعة من النصائح المهمة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو الذين يرغبون في الوقاية منها، لأن الحفاظ على صحة الكلى يتطلّب تغييرات في نمط الحياة والمتابعة الطبية المستمرة. إليك أبرز النصائح للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى:
- اتباع نظام غذائي مناسب.
- تقليل الملح لتجنّب ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل.
- الحدّ من البروتين، خاصة البروتين الحيواني، لتقليل العبء على الكلى.
- مراقبة الفوسفور والبوتاسيوم: مستويات عالية منهما تؤثر على القلب والعظام.
- شرب الماء بكميات معتدلة وتجنّب الإفراط أو التقليل حسب توجيه الطبيب.
- الالتزام بالأدوية الموصوفة، مثل أدوية ضغط الدم والسكر إذا كانا سبباً لمرض الكلى. مكمّلات فيتامين د والكالسيوم عند وجود نقص يؤثر على صحة العظام.
- تجنّب الأدوية الضارة بالكلى، مثل بعض المسكّنات (الإيبوبروفين والنابروكسين).
- مراقبة الحالة الصحية بانتظام وفحص وظائف الكلى بشكل دوري مثل فحص الكرياتينين، تحليل البول للكشف عن وجود بروتين أو دم ومتابعة ضغط الدم والسكر والتحكّم بهما جيداً.
- تجنّب العادات الضارة والإقلاع عن التدخين لأنه يقلّل تدفّق الدم إلى الكلى.
نصائح لمرضى الكلى في رمضان
بالنسبة لمريض الكلى، الصيام في رمضان يحتاج إلى استشارة طبية دقيقة، لأن تأثير الصيام على صحة الكلى يعتمد على نوع المرض ومرحلة تطوره. إليك بعض النصائح المهمة كاستشارة الطبيب قبل الصيام، تحديد القدرة على الصيام خاصة وأن بعض المرضى يُسمح لهم بالصيام إذا كانت وظائف الكلى مستقرة. لكن يُمنع الصيام لمرضى الفشل الكلوي المتقدّم، مرضى غسيل الكلى (لأنهم يحتاجون سوائل وأدوية في أوقات محددة) وحالات الجفاف الشديدة أو اختلال الأملاح. إليك بعض النصائح لمرضى الكلى الذين سمح لهم الطبيب بالصيام:
- شرب الماء بكميات كافية بعد الإفطار حتى السحور: شرب 2-3 لترات من الماء، موزّعة على ساعات الليل.
- تجنّب الجفاف والامتناع عن المشروبات المدرة للبول كالقهوة والشاي بكثرة.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي.
- تقليل الملح والبوتاسيوم وتجنّب الأطعمة المالحة والمأكولات الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز والتمر بكميات كبيرة.
- الاعتدال في البروتين خاصة اللحوم الحمراء لتقليل العبء على الكلى.
- تجنّب الحلويات الدسمة للحفاظ على توازن السكر في الدم.
- مراقبة الأعراض والتوقف عن الصيام فوراً إذا ظهرت أي من الأعراض التالية: دوار شديد أو صداع، تورّم في القدمين أو حول العينين، نقص في كمية البول أو تغيّر لونه، عطش شديد أو جفاف الفم.
- تنظيم الأدوية واستشارة الطبيب لمعرفة كيفية تعديل جرعات الأدوية لتتناسب مع مواعيد الإفطار والسحور.
ما المفيد الاطلاع على تجربتي في إزالة دهون الكبد جيدة تستحق المتابعة.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.