إذا كان شريككِ يعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية، فإنَّ هذا سوف يؤثر على الصحة النفسية لديكِ. إذ وفقاً للباحثين اليابانيين الذين قاموا بهذه الدراسة العلمية، فإنَّ الأشخاص الذين يعاني شريكهم من أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن أن يتأثروا بصحتهم النفسية. فماذا جاء في تفصيل الدراسة؟ تابعي الإجابة في الموضوع الآتي:
إن تشخيص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، كما يعلم الجميع. وللتذكير، فإن الاكتئاب حالة يشعر فيها الإنسان بالحزن الشديد والموهن، وفقدان الشغف في الحياة، وعدم القدرة على متابعة التفاصيل الدقيقة وقلة التركيز، والتعب الجسدي، والعزلة الاجتماعية وما إلى ذلك.
ويوضح التأمين الصحي الفرنسي أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يواجهون صعوبة في التفكير بوضوح، ويكونون غير قادرين على القيام بالأنشطة العادية. ولكن في سياق الحياة الزوجية، هل يمكن لتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية أن يؤثر على الصحة العقلية للزوجين؟
مرض القلب لدى الزوج ينعكس على زوجته والعكس صحيح
قام باحثون في جامعة كيوتو باليابان بدراسة أثر تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية على الصحة العقلية للزوجين؟ وقد تمَّ نشر نتائج هذه الدراسة العلمية في مجلة "جاما نتوورك أوبن- Jama Network Open"، وأهم ما جاء فيها الآتي:
- إن وجود زوج مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية يؤدي أيضاً إلى ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب. وللوصول إلى هذه النتائج، اعتمد الباحثون على مجموعة كبيرة مؤلفة من 277142 زوجاً يعيشون في اليابان. وتمَّ تسجيلهم جميعاً لدى جمعية التأمين الصحي اليابانية، وهو برنامج للتأمين الصحي.
- وقام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين، بناءً على تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية لدى أحد الزوجين.
- ثم تمَّ جمع البيانات بين شهري أبريل 2016 ومارس 2022. وخلال الفترة التي تمَّ تحليلها، وجد الباحثون أنه من بين 277142 زوجاً، أبلغ 95% عن حدوث مشكلة في القلب والأوعية الدموية لدى الشريك.
- وبحسب الباحثين، فإن ذلك يؤثر على الصحة النفسية للزوج، مما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 14 بالمئة.
- ولخص الباحثون في استنتاجهم أنه "باستخدام مجموعة وطنية في اليابان على مدى فترة متابعة متوسطة مدتها 30 شهراً، وجدنا ارتباطاً بين ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأزواج وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب لدى الأفراد المعنيين". ويحدد هؤلاء الباحثون أنهم أخذوا في الاعتبار عوامل معينة مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI) وضغط الدم وحتى مستوى الجلوكوز.
ربما تودين الإطلاع على ارتفاع ضغط الدم: عادة بسيطة تساعد على البقاء بصحة جيدة وفق دراسة
الإجهاد واضطرابات النوم تُصيب من يعاني شريكهم من أمراض القلب
ووفقاً للباحثين اليابانيين، الذين يدركون حدوداً معينة لدراستهم، فإن هذا التأثير على الصحة العقلية يمكن تفسيره من خلال التغيير في نمط الحياة المرتبط بتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية. في الواقع، بالنسبة للزوج، قد يؤدي هذا التشخيص إلى انخفاض النشاط البدني والحياة الاجتماعية ومشاكل النوم أو حتى ارتفاع النفقات الصحية، وكل ذلك قد يؤدي إلى القلق أو التوتر المزمن.
كما يعتقد الباحثون أن "هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الرعاية الوقائية لاضطرابات الصحة العقلية لدى الأشخاص الذين يعاني أزواجهم من أمراض القلب والأوعية الدموية".
طرق تساعد على التخلص من الاكتئاب
العلاج بالضوء
يمكن مقارنته بفعالية مضادات الاكتئاب في إدارة نوبة الاكتئاب المتوسطة إلى الشديدة.
يوضح الدكتور بيار أ. جيفروي، الطبيب النفسي وعالم الأعصاب والمحاضر الجامعي في جامعة باريس قائلاً: "بعيداً عن التأثيرات على الساعة البيولوجية التي نعرفها وندرسها منذ أكثر من أربعين عاماً، فإننا تمكنا من تحديد المسارات المباشرة بين شبكية العين ومراكز تنظيم العاطفة في الدماغ، مع تأثيرات خاصة على نظام هرمون السيروتونين في مناطق معينة من الدماغ التي نعرف أنها تشارك في الاكتئاب"، مما يعني أن علاج الاكتئاب بالضوء باتت فعاليته محسومة.
جرعة عالية من أوميغا 3 لتحفيز الجهاز العصبي
اتباع نظام غذائي متوسطي يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 33%. يعطي هذا النظام الغذائي الأولوية للأحماض الدهنية الأحادية والمتعددة غير المشبعة، وخاصة أوميغا 3 التي نعلم أنها ضرورية لحسن سير العمل في الجهاز العصبي.
وقد تم تسليط الضوء على فائدة مكملات أوميغا 3 لعلاج الاكتئاب. "لقد ثبت أن مجرد تناول مثل هذه المكملات الغذائية يحسِّن الاكتئاب لدى النساء. وقد تم تضمين أوميغا 3 الآن في التوصيات الكندية لعلاج الاكتئاب بمستوى جيد من الأدلة"، كما يشير الدكتور غيوم فوند، الطبيب النفسي، الذي قام بشكل منهجي بوصف هذه المكملات لمرضاه الذين يعانون من القلق و/أو الاضطرابات الاكتئابية، بمعدل لا يقل عن 1 جرام من EPA و400 ملجم من DHA يومياً، ويضيف إليها فيتامين دي D.
النشاط البدني مفيد مثل مضادات الاكتئاب
هذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه تجربة Inserm الجماعية المنشورة في عام 2019: برنامج النشاط البدني المكيف له نفس فائدة تناول الأدوية المضادّة للاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسة النشاط البدني بانتظام من شأنه أن يساعد في منع تكرار نوبات الاكتئاب.
عملياً، قومي بإجراء 3 جلسات على الأقل مدة كل منها 30 دقيقة أسبوعياً مع ممارسات بدنية مختلطة (التمارين الرياضية، واليوجا، والمقاومة، وما إلى ذلك) تحت الإشراف لمدة 3 أشهر.
ففي أبريل 2022، أكدت دراسة جديدة أن التمارين الرياضية يمكن أن تكون دواءً قوياً ضد الاكتئاب. في الواقع، من خلال تحليل 15 دراسة موجودة، وجد باحثون من كلية الطب السريري بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة أن ما يقرب من 12% من حالات الاكتئاب يمكن تجنبها من خلال النشاط البدني.
الحمام الساخن للتخلص من القلق
حمام ساخن واحد فقط كافٍ لمكافحة الاكتئاب. هذا هو العلاج الذي اكتشفه الباحثون الذين يجرون تجربة، حيث يجب على المرضى الذين يعانون من الاكتئاب والقلق الاستحمام في الماء عند درجة حرارة 39 أو 40 درجة مئوية.
وقد ظهرت الحرارة كعلاج محتمل للباحثين بعد أن وجدوا أن مزاج الأشخاص المكتئبين يتحسّن عندما يعانون من الحمى. تم الإبلاغ عن هذا الارتباط لأول مرة في عام 1995 في مجلة الطب النفسي البيولوجي.
ومنذ ذلك الحين، دعّم العديد من الدراسات فكرة أن الحرارة يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من القلق.
*المصادر:
Femme Actuelle
- Sante Magazine
* ملاحظة من "سيدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.