تتساءل بعض الزوجات عما يحدث للعلاقة الحميمة بعد الزواج، وهل صحيح ما يقال إن الحب يموت بعد الزواج، وكيف يمكن أن يتغير الزوج ويصبح إنساناً أخر بعد إنجاب الأطفال؟ وتطلب كثيرات من الزوجات توضيح كيفية المحافظة على حرارة العلاقة الحميمة بعد مرور سنوات على الزواج وحمايتها من أن تصبح مجرد "عادة" أو "تحصيل حاصل"، خاصة وأن معظمهن يعانين من البرود العاطفي من قبل الزوج، الأمر الذي يسبب لهن التوتر والقلق على مستقبل الحياة الزوجية وعلاقة أفراد الأسرة مع بعضهم بعضاً.
الحالة :
السيدة ف.ب. تقول إنها متزوجة منذ مدة طويلة ولديها أربع بنات رائعات في مراحل التعليم المختلفة، وتعيش حياة عادية مع زوج يكبرها بنحو 12 سنة ويعمل في القطاع التجاري ومرتاح مادياً، وتضيف أنها حياة قد تجعل العديد من المحيطين بهما يحسدانهما عليها، ولكن لا يعرف أحد حتى أقرب المقربين من الأسرة مدى ما طرأ على علاقتها الزوجية وخاصة العلاقة الحميمة ،والتي أصبحت مجرد عادة يقومان بها خاصة من جانب الزوج.
وتضيف: حاولت عدة مرات لفت انتباهه إلى مدى حاجتي إلى العاطفة والتواصل الحميم، حتى ولو لم يكن هناك علاقة جسدية، وكنت أشتري الكثير من الملابس الحميمة والعطور وأدوات الزينة، ولكن دائماً ما أصدم برأي زوجي أنني رومانسية زيادة عن اللزوم، أو ما يقوله أحياناً إنني أتصابى ويجب أن أوفر قيمة هذه الأشياء، أو أن اترك مثل هذه الأمور لبناتي عندما يتزوجن. كل هذه الأمور والتعليقات الجارحة تركت أثراً عميقاً في نفسي وأصبحت فقط ألبي طلباته الحميمة حتى لا أتحمل إثماً، ولكنني مازلت في قمة الحيوية الجنسية..
ماذا أفعل وأنا أدرك تماماً أنني لست كما يقول المرأة الرومانسية؛ فأنا واقعية والدليل على مدى جديتي وتحملي للمسؤولية، وهو نفسه يصفني بالأم الرائعة وست البيت الممتازة. هل يمكن أن أجد طريقة للاستمتاع بعلاقتي الحميمة مع زوجي؟ أم أنه فات الوقت لإصلاح ما أفسده الدهر؟
الإجابة:
أختي السائلة: أولاً أؤكد ما ذكرته في رسالتك أن العديد من السيدات يعانين من هذه المشكلة من دون أن يكون لديهن أي مجال لطلب المساعدة، خاصة وأن المجتمع يفرض على المرأة نمطاً معيناً من التعامل مع مشكلات الفراش الزوجية، وأيضاً العاطفية بل ويحرمها الحق الذي كفله لها الدين في الاستمتاع بالزوج تماماً كما يستمتع هو بها.
أين المشكلة؟
القضية تعتمد في الدرجة الأولى على نوع الثقافة الجنسية المتاحة للزوجين، والاعتقاد الخاطئ أن العلاقة الجسدية هي الغاية الأهم من اللقاء الحميم، والحقيقة العلمية تدل على إن الإشباع والرضا العاطفي أحد أهم عوامل الحماية ضد الكثير من الأمراض والاضطرابات العضوية، وليست فقط الحماية النفسية للزوجين.
ولا ينكر أحد مدى تأثير بعض المعتقدات الخاطئة والمنتشرة بين جميع فئات الرجال حتى المثقفين منهم والمتعلقة بتقسيم حياة المرأة الجنسية إلى مراحل، مرحلة شهر العسل، مرحلة الإنجاب والاعتناء بالأولاد، ومرحلة الاكتفاء الجنسي والعاطفي، وهو تقسيم غير حقيقي وغير مبني على أي حقائق علمية.
وهذه بعض النصائح التي يمكن أن تساعد على التقارب العاطفي في أثناء العلاقة الحميمة مع الزوج:
1- ابدئي في تغيير طريقتك من ناحية الاستجابة لطلبات الزوج الخاصة، حاولي أن تكوني أنت المبادرة بالأمر ووضحي له أن ذلك برغبة منك، وحاولي استخدام العبارات التي تتمنين أن يستعملها معك مثل مناداته باسم محبب له، الاستمتاع بذكريات شهر العسل إذا كان لديكما ألبوم صور.
2- أهديه ملابس نوم خاص به وقومي بعمل حمام للاسترخاء لكما معاً، فالاهتمام بالتدليك والمداعبة تحفز الرغبة والقدرة الجنسية عند الرجل، حتى ولو لم يتقبلها في المرة الأولى بالتأكيد سيطلبها فيما بعد.
3- اجعلي الأمر "العلاقة الحميمة" رحلة ممتعة لك، بدلاً من النظر إليها على أنها مجرد أداء واجب، أحبي نفسك ودلليها في وجوده وتحدثي وعبري عن شعورك الحميم تجاهه حتى ولو التزم الصمت في أول الأمر، فللأسف معظم الرجال العرب يخجلون أو لا يجيدون التعبير عن المتعة الحميمة بعيداً عن الفراش.
4 - اجعليه يشترك معك في مسؤوليات البيت والبنات، وحاولي ألا تحددي الأدوار بينك وبينه، اجعليه يشعر بالعائلة وبما يدور حتى تتحرك المشاعر العامة تجاه الأسرة، وبالتالي يصبح أكثر تفهماً للمشاعر الحميمة.
5- هل فكرت في قضاء بعض الوقت مع الزوج بعيداً عن البيت والأولاد كما كنتما أيام شهر العسل؟ مثل هذه الإجازة الصغيرة لها مفعول إيجابي على الحياة الزوجية.
نصيحة:
العلاقة بين الجسد والعاطفة علاقة وثيقة لا يمكن أن نفصلها أو نهمل جانباً على حساب الآخر، فلا يمكن أن تكون العلاقة الحميمة مجرد التقاء الجسد مع الجسد، وإلا فما معنى المودة والرحمة بين الأزواج.