بن يوسف الخبير الاقتصادي وأستاذ علم التسويق يحدثنا بإيجاز عن إستراتيجيات التسويق من حيثُ المفهوم والغاية والتطبيق. يقول عبدالله عن إستراتيجيات التسويق هي:
أولاً: إستراتيجية التسويق من حيثُ المفهوم
1. هي الخطة أو الطريق المعينة التي يتم تحديدها ورسم معالمها لاقتحام الأسواق، وأسلوب استقطاب المتواجدين فيه من العملاء والمرتادين.
2. وهي أيضًا الآلية التي تقوم بها أي منظمة اقتصادية سواء كانت شركة، أو مؤسسة، أو أي كيان اقتصادي آخر بتشغيل مصادرها المحدودة والمتوفرة؛ لرفع وزيادة المبيعات والوصول لمرحلة التنافسية.
3. وهو المنطق الذي تقرر المنظمة العمل به وتحقيقه في سبيل الحصول على علاقات سوقية مربحة من خلال معرفة وتحديد السوق وموقعه، وطبيعة العملاء وحاجاتهم، وقطاعات السوق وأهم فئاته.
ثانيًا: أهمية إستراتيجيات التسويق
إنّ أهم ما قد يعود على المنظمة الاقتصادية من فوائد عند تفعيل وتطبيق التخطيط الإستراتيجي للتسويق قد يكون واحدة أو أكثر مما يلي:
1 التعرف على البيئة المحيطة والانصهار بها مع معرفة وتحديد الفرص المتاحة للدخول، بالإضافة لتحديد ورصد القيود والتهديدات التي قد تؤثر على سير العمل مستقبلاً.
2 تحقيق التوازن الاقتصادي الفعال بين المؤسسة والبيئة المحيطة من حيثُ العرض والطلب والنوعية والأداء.
3 العمل على رصد خصائص السوق وتحليلها، ودراسة حركته بالماضي والحاضر، وتوقعها بالمستقبل.
4 مساعدة العاملين في التسويق على التنبؤ والتوقع لحركة السوق في كل فترات السنة ومواسمها مع معرفة آثار القرارات الحالية على المراحل المستقبلية، والتي قد يضطرون لاتخاذها آنيًا.
5 المساهمة في تقليص مخاطر السوق المستقبلية، والاستعداد للفرص حتى قبل تواجدها أحيانًا.
6 معرفة مناطق الخلل في المنشأة إن وجدت والتعامل معها قبل تحققها، وبالتالي استغلالها بدلاً من تفويتها، أو إضاعتها.
7 تسهيل الرقابة والمتابعة، ومتابعة الخلل في بدايته وفي أولى مراحله، ومنعه من الانتشار والتغلغل.
ثالثًا: أنواع الإستراتيجيات
تقسم إستراتيجيات التسويق بشكل عام وعلى جميع المستويات إلى ما يلي:
1. الإستراتيجيات القومية والإقليمية وإستراتيجيات السوق المحلية: وهي التي تساعد في تحديد هوية الخطة التسويقية ونوعيتها، وإن كانت قومية أم أنها مزيج وخليط من خطط على المستوى القومي الإقليمي والمحلي.
2. الإستراتيجيات الموسمية: وهي أن تدرك وتعي بشكل كامل أنّ القرارات الإستراتيجية التي يجب التفكير فيها هي متى تقوم بالإعلان عن المنتج، أو الترويج له، أو تخزينه.
3. التكتيكات التنافسية: والمقصود بالتكتيكات هي تلك الخطة التشغيلية، أو التنفيذية والتي يمكن النظر إليها كحلقة وصل بين صياغة وتنفيذ إستراتيجية التسويق.
4. إستراتيجية قيادة التكلفة: هي الإستراتيجية التي تضع المنظمة كأقل المنتجين تكلفة من قطاع الصناعة من خلال الاستثمار الأمثل للموارد والإنتاج بمعايير نموذجية، والبيع بالأسعار الرائدة في السوق.
5. إستراتيجية التمييز: من خلال البحث عن التمييز أو الانفراد بخصائص استثنائية مثل الأسعار الشخصية، وخدمات ما بعد البيع.
6. إستراتيجية التركيز: بحيث تستند هذه الإستراتيجية على أساس اختيار مجال تنافسي محدود في داخل قطاع الصناعة، حيثُ يتم التركيز على جزء معين من السوق، وتكثيف العمل في هذا الجزء؛ لإبعاد الآخرين ومنعهم من التأثير على المنظمة في حصة هذا الجزء، كأن تقوم على سبيل المثال شركة سيارات بالتركيز على إنتاج السيارات الصغيرة.
7. إستراتيجيات المزيج التسويقي: ويمكن التعبير والتحكم في عناصر المزيج التسويقي (المنتج، السعر، التوزيع، الترويج) بما يخدم أهداف المؤسسة، أو الاستثمار.
8. إستراتيجيات للإنفاق: وهي التي تستخدم لتدعيم المبيعات الضعيفة والمنافذ والأسواق ذات المبيعات الأقل، ويتطلب هذا استثمارات مالية.
وبشكل عام فإنّ إستراتيجية التسويق تصب كلها في خانتين:
الأولى: هي الإستراتيجيات التي تتعامل مع التحديات والأسواق التي لم يتم التعامل معها مسبقًا سواء من حيثُ المنتج، أو الوقت، أو غيره.
الثانية: الإستراتيجية التي تتعامل مع الأسواق والتحديات الموجودة فعلاً.
وعلى الرغم من أنّ الحاجة دومًا تكون للإستراتيجيات في النقطة الأولى، وهي التي تتعامل مع التحديات الجديدة في الأسواق الجديدة، إلا أنه وبشكل عام فإنّ هامش المخاطرة في الإستراتيجيات الثانية يكون أقل، وبالتالي فإنّ احتمالات الفشل أيضًا تكون أقل نظرًا لأنّ التجربة ليست بالجديدة، والخطة لابد وأن تكون متكاملة وشاملة لكل أنواع المخاطر.