أمسية ساحرة نظمتها وزارة الثقافة السعودية، برعاية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ احتفاءً باختتام مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الثالثة، تكللت بـ16 جائزة متنوعة عن فئات ثقافية إبداعية عدة ضمت: الأدب، النشر، الترجمة، الموسيقى، فنون الطهي، الأزياء، فنون العمارة والتصميم، الأفلام، المسرح والفنون الأدائية، الفنون البصرية، التراث الوطني، المؤسسات الثقافية لمساري القطاع الخاص والقطاع غير الربحي، سيدات ورجال الأعمال، الثقافة للشباب، والتميز الثقافي الدولي، بالإضافة إلى شخصية العام الثقافية.
كلمة وزير الثقافة
وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، كرّم الفائزين على مسرح حفل الجوائز الثقافية الوطنية، وكانت للوزير كلمة افتتاحية رحّب فيها بالحاضرين، فيما أسماه بـ"العرس الثقافي"؛ قائلاً: "نسعد بتكريم المبدعين في قلب عاصمتنا الحبيبة، وتحت ظل رعاية كريمة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله".
وأضاف: "تأتي مبادرة الجوائز الوطنية من وزارة الثقافة؛ انطلاقاً من رؤية السعودية 2030 وأهدافها الإستراتيجية، التي تشمل تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة؛ لتسليط الضوء على المواهب؛ احتفاءً بالمنجزات، وتقديراً للمبدعين، وتشجيعاً للإنتاج الثقافي".
وأشار الوزير إلى جائزة سيدات ورجال الأعمال الداعمين للنشاط الثقافي في جميع القطاعات الثقافية؛ معتبراً أنها "تعبّر عن تقدير منظومة الثقافة لإسهاماتهم ودورهم المهم، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من الجهود التي تبذلها كيانات المنظومة الثقافية".
كما تحدث الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان عن جائزة التميُّز الثقافي الدولي؛ قائلاً: "تأتي للاحتفاء بالشخصيات والمؤسسات الثقافية الدولية، التي أسهمت في إثراء المشهد الثقافي الدولي المعاصر، إلى جانب الاحتفاء بالجهود البارزة في مجال التبادل الثقافي الدولي على نطاق عالمي".. خاتماً كلمته بالقول: "أبارك للفائزين، وأدعوكم للاستمرار في جهودكم المشكورة، مع تمنياتي الصادقة للجميع بمستقبل نابض بالفنون والثقافة".
صناع الإنتاج الثقافي الإبداع
المبادرة التي كانت قد كرّمت في دورتيها الأولى والثانية، مجموعة من صناع الإنتاج الثقافي الإبداعي في المملكة، سلّطت الأضواء في دورتها الجديدة على مجموعة من الشخصيات والجهات، التي كانت لها بصمة متميزة في مجالات ثقافية متنوعة، وأتت الجوائز كما يلي:
جائزة الأدب للكاتب للشاعر محمد إبراهيم يعقوب، جائزة النشر لدار أدب للنشر والتوزيع، جائزة الترجمة للمترجمة مها الفالح، جائزة الموسيقى للفنان عبدالرحمن محمد، جائزة فنون الطهي لشركة بتيل المحدودة، جائزة الأزياء لدار شارملينا للمجوهرات، جائزة فنون العمارة والتصميم لخلود عطار، جائزة الأفلام للفنان إبراهيم الحساوي، جائزة المسرح والفنون الأدائية لفرقة الرياض، جائزة الفنون البصرية للفنانة التشكيلية منال الضويان، جائزة التراث الوطني لـ د. عبدالله المصري، جائزة المؤسسات الثقافية لمسار القطاع الخاص للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وجائزة المؤسسات الثقافية للقطاع غير الربحي لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي، جائزة سيدات ورجال الأعمال لرجل الأعمال عبدالرحمن بن محفوظ، جائزة الثقافة للشباب للبنى الخميس، وجائزة التميّز الثقافي الدولي للتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع "ألف"، بالإضافة إلى جائزة شخصية العام الثقافية ونالها الأديب أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري؛ نظير إسهاماته الأدبية والثقافية الكبيرة في مختلف المجالات، كاللغة والأدب والفلسفة والفن وعلوم الشريعة والتاريخ.
«سيدتي» تلتقي الفائزين والفائزات
اعتبرت الفنانة التشكيلية منال الضويان، الفائزة بجائزة الفنون البصرية، أن أهمية هذا النوع من الجوائز، يكمن بدوره في التحفيز والدعم؛ قائلة: "كأن أصحاب القرار يقولون لنا استمروا بالإبداع والأعمال الفنية المتميزة، وباحتواء القصة الوطنية والحركة الفنية في المنطقة".
أما الفائزة عن فئة فنون التصميم والعمارة خلود عطار؛ فأكدت في حديث لـ«سيدتي» أنها تُهدي الجائزة لكل فريق مجلة ديزاين، وقالت: "هذه الجائزة لها وقعٌ مختلف عن أيّة جائزة أخرى؛ لأنها بتقدير من وزير الثقافة وحكومتنا الرشيدة، وهذه الجائزة ليست لي وحدي؛ فأنا أهديها لكل الفريق وكل شخص كان جزءاً من أيّ عدد من أعداد مجلة ديزاين على مدار الأعوام الـ18 السابقة".
من جهته عبّر الفنان إبراهيم الحساوي، الفائز عن فئة جائزة الأفلام، عن سعادته بالجائزة قائلاً: "يعني لي الكثير أن أكرَّم في وطني، وبحفل جوائز تحت رعاية سمو سيدي ولي العهد، وأن أسلَّم الجائزة من قِبل وزير الثقافة، وهذه الجائزة يشاركني فيها كلُّ المرشحين، سواء المخرجة هناء العمير، التي عملتُ معها في أكثر من تجربة فنية، منها فيلم "شكوى"، والمخرج محمد السلمان، والذي عملت معه فيلم "أغنية الغراب"، هما يشاركانني للوصول لهذه الجائزة التي أفتخر بها".
وأضاف: "نحن في السعودية بدأنا صناعة الأفلام بلا صناعة سينمائية، وحققنا إنجازاً عاليَ المستوى، سواء في الأفلام القصيرة أو الأفلام الروائية الطويلة، التي نالت دعماً كبيراً من وزارة الثقافة وهيئة الأفلام".
وختم الحساوي حديثه بالقول: "أتطلع إلى مستقبل أفضل، ومتفائل بالقادم نحو صناعة سينمائية مهمة؛ فالسينما ليست صالات فقط، السينما تأهيل أيضاً، أتمنى رؤية كوادر فنية كثيرة كفنيي صوت، ومديري إضاءة وتصوير، وفنيي ماكياج وغيرهم من المبدعين المحليين".
تكريم للجميع من دون استثناء
حضر حفل الجوائز الثقافية الوطنية في الرياض، نخبة من الفنانين والمبدعين والرواد في قطاعات ثقافية مختلفة، ومن بينهم: الممثل عبدالرحمن الرقراق، الذي عبّر عن سعادته بإقامة هذا النوع من الفعاليات التكريمية في المملكة؛ قائلاً: "هذه النسخة الثالثة من الجوائز الثقافية الوطنية، وهي لتكريم وشكر الشخصيات والجهات الذين بذلوا جهوداً لإبراز القطاعات الثقافية وتطويرها، وكل شخص عمل في الفن والثقافة، سواء تلقى هو التكريم اليوم، أو حصل عليه زميلٌ له؛ فهذا يعني أنه تكريم للجميع من دون استثناء".
عصر جديد
الكاتب والمؤرخ والناقد الفني علي قفندش، اعتبر في حديث لـ«سيدتي»، أن "عنوان الحدث يدل على نفسه وعلى المناسبة، الجوائز الثقافية تعني الجوائز التشجيعية والتقديرية للمواهب والأسماء التي خدمت في هذا المجال، مجال الثقافة، وهي تحفز الموهوب أو أيَّ شخص قدّم عملاً فنياً ينضوي تحت مسمى الثقافة، سواء كاتب أو مخرج أو ممثل، وترفع معنوياته وتقدمه بشكل جميل وتحفزه على مضاعفة جهوده وسرعته نحو النجومية".
وأشار قفندش إلى أننا "نعيش عصراً جديداً، ونشهد تحقيق حُلم جديد كنا نسعى إليه"، وأضاف: "عندما بدأت عملي الصحفي منذ 50 سنة، كنت أحلم برؤية كل هذه الإنجازات، ولكنها تحققت الآن، وأنا أقول، أن تصل متأخراً خير من ألّا تصل أبداً".
هذا وقد أقيم الحفل في فندق الفورسيزونز في الرياض، وافتتح بالسلام الملكي، ثم مقطوعات موسيقية للموسيقار أمير عبدالمجيد وفرقة موسيقية ضخمة، وتخللته لوحات ثقافية فنية مؤثرة تفاعل معها الحاضرون بشكل كبير.
تابعوا المزيد من المقالات المفصلة حول حفل الجوائز الثقافية الوطنية وفعاليات وزارة الثقافة عبْر موقعنا، واقرأوا معنا أيضاً المقال التالي:
