يتمتَّعُ المغربُ بتنوُّعٍ ثقافي وطبيعي مذهلٍ، ما يجعلُ البلدَ وجهةً جذَّابةً وسانحةً لممارسة أنواعٍ مختلفةٍ من الأنشطة، والمكانَ الأمثل للسياحةِ في شمال إفريقيا.
تستهدفُ الرحلاتُ السياحيَّةُ إلى المغرب عُشَّاق الثقافةِ والتاريخ، والعائلاتِ والأزواج، والمغامرين والباحثين عن تجاربَ ترفيهيَّةٍ. وبحسب الدليلةِ السياحيَّةِ ومُنظِّمةِ الرحلات فدوى عاطف، يتغيَّرُ الوقتُ المفضَّلُ لزيارةِ المغربِ وفق رغباتِ الزائرين، والأنشطةِ التي يتوقون إلى القيامِ بها، لكنْ بشكلٍ عامٍّ، يعدُّ الربيعُ «من مارس إلى مايو»، والخريفُ «من سبتمبر إلى نوفمبر» من الأوقاتِ المفضَّلةِ لزيارةِ معظمِ أنحاء البلاد، إذ يكون المناخُ معتدلاً، والأمطارُ قليلةً، ما يجعل النشاطاتِ الخارجيَّة، واستكشافَ المدنِ والمعالمِ التاريخيَّة أمراً ممتعاً.
وتنصحُ الدليلةُ بقضاءِ أسبوعٍ، أو أسبوعين لتتسنَّى للزائرين المهتمين فرصةُ مشاهدةِ مدنٍ عدة مثل مراكش، وفاس، والرباط، والصويرة، والاستمتاعُ بمزيجٍ من التجاربِ الثقافيَّة، كما التاريخيَّة والطبيعيَّة. يمكن أن تشملَ الرحلاتُ المرورَ بالصحراء، ومنها مرزوكة، لتجربةِ التخييمِ تحت النجوم، وركوبِ الجمال. وهي مناسبةٌ أيضاً لاستكشافِ الجبال مثل جبالِ الأطلس، والمشي مسافاتٍ طويلةً.
تقول فدوى: «في المغرب، تتوفَّرُ مجموعةٌ منوَّعةٌ من وسائلِ النقل التي يمكن للسائحين الاعتمادُ عليها لاستكشافِ البلاد، وتتراوحُ بين الخياراتِ العمليَّةِ والاقتصاديَّة، إلى وسائلِ النقلِ الأكثر راحةً وخصوصيَّةً، منها القطاراتُ، والطائراتُ، والحافلاتُ، وسياراتُ الأجرة، أو استئجارُ سيارةٍ».
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال المغرب
للذوَّاقة
لهؤلاء، يتميَّزُ المغربُ بمطبخٍ غني ومتنوِّعٍ، يعكسُ تأثيراتٍ ثقافيَّةً متعددةً، بما في ذلك الأمازيغيَّة، والعربيَّة، والأندلسيَّة، والمتوسطيَّة. ومن الوجباتِ المحليَّةِ الشهيرة في المغرب «الطاجين»، هي وجبةٌ تقليديَّةٌ، تحملُ اسم الإناءِ الفخَّاري الذي تُطهى فيه، وقد تحتوي على لحمِ الغنمِ، أو الدجاجِ، أو السمكِ مع الخضرواتِ والتوابل. هناك أيضاً «الكسكس»، وهو غنيٌّ عن التعريف، إذ إنه الطبقُ الوطني في المغرب، و«الحريرة"، وهي شوربةٌ، تقدَّمُ عادةً في رمضان. أمَّا الحلويات، فينصحُ بتجربةِ «المقروط»، وهي «حلوى التمر»، و«الغريبة» بسكويت اللوز، علماً أنها تقدَّمُ جميعاً مع الشاي بالنعناع، الذي يعدُّ رمزاً للضيافةِ المغربيَّة.
أنشطة سياحية
تبرزُ في المغرب أنشطةٌ سياحيَّةٌ جديرةٌ بالتجربة، بحسب الدليلة، منها:
استكشافُ المدنِ العتيقةِ، في مراكش وفاس ومكناس والرباط، وزيارةُ الأسواقِ التقليديَّة، وشراءُ قطعِ الحِرف اليدويَّة المحليَّة، والسجاد، والفخَّار، والتوابل.
القيامُ برحلةٍ إلى الصحراءِ الكبرى، وتجربةُ ركوبِ الجمالِ والتخييمِ تحت النجومِ، ومشاهدة شروقِ أو غروبِ الشمس على الكثبان الرمليَّة.
زيارةُ «قصبة أيت بن حدو»، والقرى الجبليَّة في جبالِ الأطلس للتعرُّفِ على الثقافةِ الأمازيغيَّة.
الاستمتاعُ برحلاتِ المشي مسافاتٍ طويلةً، أو تسلُّق جبالِ الأطلس، واستكشافُ المناظرِ الطبيعيَّةِ الخلَّابة، ومشاهدةُ الحياةِ البريَّة.
تجربةُ الاسترخاءِ في حمَّامٍ مغربي تقليدي للتمتُّعِ بالتدليك والتقشير.
4 مدن جذّابة في المغرب
الدارُ البيضاء
أحدثُ وأكبرُ مدينةٍ في المغرب، وتتميَّزُ بمزيجٍ من هندسةِ العمارةِ الرائعة، والتاريخِ، والثقافة. المدينةُ القديمةُ، هي المركزُ الرئيسُ للدار البيضاء، وتنفردُ بأجواءٍ انتقائيَّةٍ، ومبانٍ على طراز الـ «آرت ديكو»، إلى جانبِ مسجدِ «الحسن الثاني»، ثاني أكبرِ مسجدٍ في إفريقيا. وعلى شواطئ المدينةِ، تحلو ممارسةُ الرياضاتِ المائيَّة مثل التزلُّجِ على الماء، والغوصِ، وركوبِ القوارب، كما يجذبُ الجلوسُ على مقاهي الرصيفِ ذات الطرازِ الأوروبي، والمخابزِ المستوحاةِ من الفنِّ الفرنسي كثيراً من الزوَّار.
مراكش
ترحِّبُ المساجدُ الرائعة، والقصورُ الجميلة، والحدائقُ متراميةُ الأطراف بزائري مراكش، المعروفةِ بـ «المدينة الحمراء». هي مدينةٌ تاريخيَّةٌ، كانت تحظى بشعبيَّةٍ كبيرةٍ خلال فترةِ العصور الوسطى، إذ كانت موطنَ الإمبراطوريَّةِ البربريَّة. مراكش مكانٌ ينبضُ بالحياةِ بأسواقها وشوارعها المزدحمةِ، وأزقَّتها الجميلة. عند زيارتها، لا بدَّ من استكشافِ «قصر الباهية»، وحدائقِ «ماجوريل»، ومسجدِ «الكتبية»، وجامع «الفنا».
أغادير
تقعُ هذه المدينةُ المنتجعيَّةُ الصغيرة في سفوحِ جبالِ الأطلس على طولِ ساحلِ جنوب المحيط الأطلسي. تشتهرُ أغادير بشاطئها هلالي الشكلِ، ومتنزَّهاتها الساحليَّة، ومقاهيها ومطاعمها المطلَّةِ على البحر. هناك أيضاً عديدٌ من الجبالِ، و"قصبة أغادير"، والمتنزَّه الوطني لنهرِ سوس ماسة، الذي يقعُ على بُعد 80 كيلومتراً منها، وهو مكانٌ رائعٌ للاستكشافِ مع الأصدقاء والعائلة.
شفشاون
تتمركزُ شفشاون على سفحِ جبلٍ، وهي مدينةٌ ذات أجواءٍ خاصَّةٍ، تأخذُ السائحَ في رحلةٍ إلى عالم الخيال. تشتهرُ بالمنازلِ المطليَّةِ بالأزرق، وتراثها الغني، ويتوسَّطها القصبة، الحي القديمُ الجديرُ بالزيارةِ، وتضمُّ متحفاً، يعرضُ مجموعةً من الأسلحةِ القديمة، وصورَ المدينةِ والمنسوجات، بينما توفِّرُ مساراتُ الجبالِ المحيطةِ أنشطةً ممتعةً للمشي مسافاتٍ
طويلةً.
تجربة مدوّنة سفر بحرينية في المغرب
تتحدَّثُ مدوِّنةُ السفرِ البحرينيَّة ريم خليفة لـ «سيدتي» عن تجربتها السياحيَّةِ في المغرب بالقول: «الوجهةُ مناسبةٌ لمختلفِ الأذواق، مع إعجابٍ بتنوُّعِ موضوعاتِ السياحة من ثقافيَّةٍ، وبيئيَّةٍ، ورياضيَّةٍ، وجاذبيَّة التخييمِ في الصحراء، وركوبِ الأمواج، والمشي مسافاتٍ طويلةً».
ومن وجهةِ نظرها، تعدُّ السياحةُ آمنةً في المغرب، مع ضرورةِ اختيارِ المكانِ ووسيلة التنقُّل بالتنسيقِ مع الفندق، أو جهةٍ سياحيَّةٍ مرخَّصةٍ.
وتنصحُ ريم بتجربةِ العيشِ في رياضٍ بشفشاون، أو طنجة، أو مراكش، أو فاس، والانخراطِ مع السكان المحليين، والتعرُّفِ على تقاليدهم، وفي هذا الإطارِ تقولُ: «علَّمني السفرُ كيف أتأقلمُ، وأتعايشُ مع الآخرين في أحلك الظروف، ما أثرى رصيدَ تجربتي في التوثيقِ والترحال». وتضيف: «أنوي أن أصدر كتاباً عن تجاربي في السفرِ خلال العام الجاري، وأتطلَّعُ إلى إنتاجِ حلقاتٍ مصوَّرةٍ عن كلِّ ما يتعلَّقُ بالسياحةِ مع أهل البلدِ الذي أزوره، طبعاً لو تسنَّت لي الفرصةُ، والدعمُ الكافي من جهاتٍ، تهتمُّ بالسياحةِ الثقافيَّةِ والمستدامةِ في عالمنا العربي. وهنا، قد يكون المغربُ نموذجاً رائعاً».
حساب منظمات الرحلات فدوى عاطف moroccotravelplanner@
حساب المصور حمزة الفاتحي على انستغرام moroccobyme@
حساب المصور عبد الحميد الفطواكي abdu_traveler@
حساب المصور عمير فاروقي in_search_of_ambience@