لا يمكننا القول إلا إن سوق السفر العربي ATM هو حدث عالمي، ينتظره القائمون على صناعة السياحة والسفر والضيافة من مؤسسات وشركات وحتى أفراد بفارغ الصبر من العام للعام، والدليل الأكبر هو الحضور المكثف للزوار في أولى أيام السوق الذي عاد اليوم بدورته الـ31 في مركز دبي التجاري العالمي والتي تستمر حتى 9 مايو الجاري، بمشاركة قياسية هي الأكبر في تاريخ الحدث بنحو 2300 عارض يمثلون 165 دولة. تناقش هذه الدورة الأهمية المتزايدة لريادة الأعمال في القطاع تحت شعار "تمكين الابتكار: تحوّل قطاع السفر من خلال ريادة الأعمال"، مع تسليط الضوء على رواد الأعمال ذوي الرؤى المستقبلية في قطاعات الطيران والإقامة والضيافة ومناطق الجذب السياحي، والتأكيد على دورهم المؤثر في مستقبل القطاع.
خلال حدث كهذا يتم بالطبع الإعلان عن الخطط المتسقبلية للهيئات الحكومية والشركات، كإعلان سلطنة عُمان عن خريف ظفار 2024. ومن الأجنحة المميزة هي دبي وأبوظبي بكلّ تأكيد، والجناح السعودي دون منازع، وفي الأسفل ننقلك إلى تفاصيل سوق السفر العربي 31.
افتتاح سوق السفر العربي 31
افتتح الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، فعاليات الدورة الــ31 من معرض "سوق السفر العربي" إذ أكد أن الإقبال الكبير على حضور نسخة هذا العام من جانب القائمين على صناعة السياحة والسفر والضيافة حول العالم يؤكد مكانة دبي كوجهة رئيسة لأنشطة السياحة والسفر في المنطقة، ويبرز دورها في تشكيل ملامح مستقبل السفر والسياحة من خلال جمعها لأبرز قادة القطاع على مستوى العالم.
النسخة الأكبر
تشكل الدورة الحالية من الحدث، النسخة الأكبر من نوعها في تاريخ المعرض منذ إطلاقه في عام 1994 والتي شارك فيها آنذاك 300 عارض واستقطب 7000 زائر تجاري، حيث زادت مشاركة العارضين بنسبة 26% هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، مع تسجيل نمو ملحوظ في جميع قطاعات المعرض، فيما من المتوقع أن تستقبل هذه النسخة أكثر من 41,000 زائر من جميع أنحاء العالم.
وسيضم جدول أعمال المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام 200 متحدث من خلال انعقاد أكثر من 50 جلسة على مسرحين رئيسيين هما: المسرح العالمي والمسرح المستقبلي الجديد، حيث سيستضيف المسرح العالمي مؤتمرات قمة يومية تستكشف ريادة الأعمال والأسواق النامية والاستدامة والرفاهية، بينما سيستضيف المسرح المستقبلي الجديد جميع الجلسات المتعلقة بالابتكار، والتي تغطي موضوعات متنوعة منها الذكاء الاصطناعي، ووجهات الجيل التالي وتكنولوجيا السفر وتوقعات الاتجاه المستقبلي.
دبي والرؤى العالمية
وشهد اليوم الأول من الحدث انعقاد 12 جلسة نقاش، وألقى عصام عبد الرحيم كاظم، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، الكلمة الترحيبية بعنوان "بوابة إلى الرؤى العالمية"، والتي تحدد أهداف وخطط دبي السياحية للسنوات القادمة، كما سيناقش عدد من وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، الاستراتيجيات الرئيسية لدعم وتطوير السياحة في المنطقة، وذلك خلال مؤتمرات القمة في سوق السفر العربي، حيث تختتم قمم ريادة الأعمال والرفاهية والاستدامة برنامج قمم سوق السفر العربي هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن يناقش اليوم الثاني من الحدث، الاتجاهات الأكثر تأثيرًا في تكنولوجيا السفر خلال جلسة "ما وراء الحدث: إزالة الغموض عن اتجاهات تكنولوجيا السفر لعام 2024" على المسرح المستقبلي، بينما سيجمع المسرح العالمي نخبة من أبرز خبراء الطيران من "اتحاد النقل الجوي الدولي" و"طيران الرياض" و "أفييشن إكس لاب" و"سيريوم" لاستكشاف قدرة التكنولوجيا على إحداث تغيير جذري في قطاع الطيران، تليها جلسة حول التنقل في مستقبل السفر الجوي مع بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي.
الجناح السعودي في ATM
كان للمملكة العربية السعودية حضور لافت في الدورة 31 من ATM متمثلة بالهيئة السعودية للسياحة وأكثر من 72 شريكاً لمنظومة السياحة السعودية، تمثل الوجهات السياحية والفنادق وشركات الطيران ومنظمي الرحلات، وكل ذلك لإبراز منجزات القطاع السياحي للمملكة وأبرزها الوصول إلى 100 مليون زائر العام الماضي، عدا عن الطموحات وتمكين الشراكات الحالية وإبرام المزيد من الشراكات الإستراتيجية.
وتأتي مشاركة المملكة هذا العام مع استعداد الهيئة السعودية للسياحة لإطلاق برنامج صيف السعودية، وذلك لتسليط الضوء على السعودية كوجهة سياحية طوال العام، مع إبراز وجهات الصيف الفريدة بطبيعتها الساحرة وأجواءها الباردة في مرتقعات عسير والطائف والباحة، وأجواء سواحل البحر الأحمر وجدة المعتدلة، إلى جانب الأنشطة الترفيهية والثقافة والرياضية وفي مقدمتها كأس العالم للرياضات الإلكترونية الذي ينطلق في يوليو بالرياض، لذا نجد الجناح السعودي يمتد على مساحة واسعة من أرض المعرض وفيه عدة أقسام تظهر جمال مناطق المملكة المختلفة كقسم مخصص لعسير، الدرعية، العلا، مكة المكرمة، حائل، نيوم وغيرها، وبزيارة هذه الأقسام سيشعر الزائر وكأنه قام بجولة سياحية تعريفية في السعودية وأجمل ما يميز كل منطقة جغرافية فيها.
ماذا عن بقية الأجنحة
كذلك هو حال بقية الأجنحة في سوق السفر العربي حيث جاءت حاملة معها جديد الدول العربية والعالمية في قطاعات السياحة والسفر والضيافة، وأكبر مثال على ذلك الجناح المصري الذي شهد توسعاً هذا العام، حيث خصص قسماً للشركات السياحية وقسماً للفنادق، أما جديده فهو الإضاءة على ثقافات جديدة في مصر كمنطقة النوبة كوجهات سياحية ستغذي ذائقة السياح، إلى جانب التركيز على الوجهات السياحية المشهورة كالساحل.
أما سلطنة عُمان، فقد خصصت هذه الدورة من ATM للإعلان عن "خريف ظفار 2024" مع اقتراب موسمه وتطويره، فمثلاً تم تمديد فعاليات الخريف لتصبح 90 يوماً بدلاً من 45، وبذلك سيتمكن الزوار في بداية الموسم من الاستمتاع بالفعاليات كزوار المنتصف والنهاية، ومعه تم تطوير البنية التحتية والمرافق وكل ما سيساهم في جعل تجرية الزوار أجمل وأسلس.
وتحت شعار "مرحباً بكم في الصين"، أعلنت الصين عن أول مشاركة جماعية لوفدها في سوق السفر العربي بعد غياب 5 سنوات، حيث تشارك الإدارة العامة للتبادل والتعاون الدولي في وزارة الثقافة والسياحة الصينية بوفد ضم 100 ممثل، ويقدم الجناح الصيني صورة شاملة للسياحة الصينية عبر تقنيات عصرية.
اطلعي هنا على احتفال متحف عُمان عبر الزمان بمرور عام على افتتاحه!
حول سوق السفر العربي
وتعقد النسخة الحادية والثلاثين من سوق السفر العربي كجزء من أسبوع السفر العربي الذي يستمر حتى 12 من مايو الجاري، متضمناً مجموعة من الأحداث المخصصة لتمكين المتخصصين في هذا القطاع من جميع أنحاء العالم للتعاون والاستفادة من فرص السوق، من خلال المعارض والمؤتمرات والجلسات والجوائز، إضافة إلى إطلاق أحدث المنتجات والمبادرات.
يذكر أن معرض سوق السفر العربي 2024 ينعقد بالاشتراك مع مركز دبي التجاري العالمي وشركائه الاستراتيجيين مثل: دبي للسياحة، شريك الوجهة، وطيران الإمارات بصفتها شريك الطيران الرسمي، وفنادق ومنتجعات آي إتش جي بصفتها الشريك الفندقي الرسمي، وشركة الريس للسفريات بصفتها الشريك الرسمي لإدارة الوجهات السياحية.
وهنا يمكنك الإطلاع على مركز دبي التجاري العالمي وتعزيز مكانته كمركز عالمي رائد للأعمال!