يهتم زوار مهرجان كان السينمائي، باستكشاف قلعة الرجل ذو القناع الحديدي، التي تم تجسيد شخصيته في أحد أفلام هوليود. والمستوحاة من قصة حقيقية عن رجل كان مسجونًا، وظل يتنقل من مكان إلى آخر، ولم يتم الكشف عن هويته. ويعد من أشهر الألغاز في التاريخ الفرنسي.
كان هذا الرجل يحتجز في قلعة تقع بجزيرة سانت مارغريت، وهي جزء من جزر ليرين قبالة ساحل مدينة كان الفرنسية، قبل نقله إلى سجن الباستيل في باريس.
تعتبر القلعة واحدة من أبرز المعالم السياحية في المدينة وتجذب الزوار من جميع أنحاء العالم بسبب جمالها وتاريخها العريق. بالإضافة إلى أنها تستضيف العديد من الفعاليات الثقافية والفنية طوال العام. يمكن للزوار المشاركة في جولات مرشدين لاستكشاف تاريخ القلعة وتاريخ المدينة، ويمكنهم أيضًا حضور العروض الفنية والمعارض التي تقام في أروقتها.
أسطورة الرجل الحديدي
كان الرجل ذو القناع الحديدي، في الواقع، سجينًا حقيقيًا. ظل مسجونًا لمدة 34 عامًا، وكان يرتدي قناعًا، ولم يُسمح له بالاختلاط مع السجناء الآخرين، ولم يتم الكشف عن هويته مطلقًا.
وصل الرجل الحديدي إلى جزيرة سانت مارغريت، عام 1687 وتم حبسه في زنزانة في جناح السجن، التي بنيت خصيصًا له بأمر من الملك لويس الرابع عشر.
سبب ارتدائه للقناع الحديدي
تقول الأسطورة الرئيسية حول الرجل ذو القناع الحديدي أنه أُجبر على ارتداء قناع حديدي حتى وفاته عام 1703. تؤكد الجرائد والروايات التاريخية أن الرجل كان يرتدي قناعا مصنوعة من الفولاذ. لكن روايات أخرى، بما في ذلك واحدة من سجن الباستيل، تشير إلى أنها كانت مخملية. وربما كان الأمران في أوقات مختلفة.
تكنهات حول هويته
لا تزال التكهنات حول هويته منتشرة على نطاق واسع. ومع ذلك، إحدى النظريات الشهيرة تقول أن الرجل كان يُدعى يوستاش داوجر. تم القبض عليه عام 1669 لارتكابه جريمة مجهولة بأمر من الماركيز دي لوفوا، الذي كان أحد وزراء لويس الرئيسيين. تم إرسال داوجر إلى بينيرول، حيث تم تعيينه للعمل كخادم لسجناء رفيع المستوى وهم: نيكولاس فوكيه، وماركيز دي بيل إيل، وفيكومت دي ميلون وآخرون فو، المشرف المالي السابق الثري والرفيع.
لماذا سُجن الرجل الحديدي إلى الأبد؟
سقط نيكولاس فوكيه من مكانته في فضيحة اختلاس، وكان عدوًا لدودًا لدي لوفوا. عندما توفي فوكيه في بينيرول عام 1680، تقول النظرية أن دي لوفوا أبقى داوجر في السجن مدى الحياة، بعيدًا عن جميع السجناء الآخرين، للتأكد من أنه لم يتحدث أبدًا عن الأشياء التي ربما تعلمها من فوكيه.
وفاة الرجل الحديدي
توفي الرجل ذو القناع الحديدي في الباستيل يوم الاثنين 19 نوفمبر 1703، ودُفن في اليوم التالي في مقبرة سان بول القريبة. ويشير سجل وفاته في سجن الباستيل إلى أنه كان يُعرف باسم "م. دي مارشيل". يسجل سجل دفن أبرشية سانت بول اسمه باسم "مارشيولي"، ويذكر أنه كان يبلغ من العمر 45 عامًا.
ماذا تفعل في قلعة الرجل الحديدي؟
زيارة قلعة الرجل ذو القناع الحديدي في جزيرة سانت مارغريت تعد تجربة غنية بالتاريخ والغموض، وتقدم فرصة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والاطلاع على أحد أكثر الألغاز إثارة في التاريخ الفرنسي.
فورت رويال
بعد الانطلاق في مدينة كان، توجه تدريجياً من شواطئ جزيرة سانت مارغريت. هناك سترى فورت رويال، مكان سجن الرجل الحديدي، الجاثم فوق الماء، على جانب المنحدرات وتحلق فوقه طيور النورس. تم بناء فورت رويال بين عامي 1624 و1627 على موقع نظام خزانات مياه الأمطار الرومانية والحمام القديم. في ذلك الوقت، كان الحصن عبارة عن مبنى بسيط إلى حد ما وعلى الرغم من أنه تم توسيعه بشكل كبير حوالي عام 1636، إلا أنه في عهد فوبان تم توسيعه إلى الحصن الذي نراه اليوم ببنائه على شكل نجمة، والذي يشبه إلى حد كبير حصن كاريه في أنتيب.
معالم الحصن
يحتوي الحصن على عدد من الأشياء المثيرة للاهتمام التي يجب التطلع إليه مثل: مباني الثكنات، وشرفة بازين، وميديتيرانوسكوب؛ حوض أسماك صغير للأحياء البحرية، ومتحف كان البحري الذي يحتوي أيضًا على السجن القديم والصهاريج الرومانية القديمة.
دخول الزنزانة
أهم ما يميز قسم السجن، الواقع في واحد من أجمل قلاع فرنسا، الزنزانة التي سُجن فيها السجين الغامض، لمدة 11 عامًا. هذه الزنزانة عبر عن غرفة واسعة بها مدفأة. مفروشة بشكل غني بجميع وسائل الراحة المتاحة في ذلك الوقت. على الرغم من إطلالته على خليج كان، إلا أن القضبان الثقيلة التي تتقاطع مع النافذة ستذكرك بأنك في سجن شديد الحراسة. لا تنسى سؤال المرشدون الموجودون في الموقع عن الامتيازات التي كان يتمتع بها مقارنة بالسجناء الآخرين.