ترتفعُ الطلباتُ على الرحلاتِ السياحيَّة العائليَّة في عيد الأضحى، إذ يخطِّطُ الكثيرون لقضاءِ المناسبةِ في وجهاتٍ، تقدِّمُ الترفيه لكلِّ الأعمار، وتسمحُ بكسرِ الروتين اليومي، واستكشافِ أماكنَ جذَّابةٍ، والتعرُّفِ على ثقافاتٍ جديدةٍ.
للراغبين في قضاءِ إجازةِ عيد الأضحى، تقترحُ المغربيَّة ليلى زنتار، المستشارةُ في السياحة والسفر، زيارةَ إحدى المدنِ الآتية: صلالة في سلطنة عُمان، وباكو في أذربيجان، وفرانكفورت في ألمانيا، وماليه في المالديف.
صلالة وجهةٌ ساحليَّةٌ لا تفوَّت
تشتهرُ مدينةُ صلالة بمناخها الفريدِ خلال هذا الوقتِ من العام، إذ تتميَّزُ بفترةِ الرياحِ الموسميَّة، المعروفةِ أيضاً بالخريف، وغير الشائعةِ بمدنٍ أخرى في سلطنة عُمان. تبدأ الفترةُ المذكورةُ عادةً في يونيو، أي بالتزامنِ مع عيد الأضحى، وتستمرُّ حتى أغسطس. أثناء الخريف، يُبرِّدُ الرذاذُ الخفيفُ الهواء.
صلالة وجهةٌ ذات تضاريسَ متنوِّعةٍ، من جبالٍ، ومساحاتٍ خضراءَ، وشواطئ مُذهلةٍ، توفِّرُ فرصَ غوصٍ لا تنسى. وتقعُ المدينةُ على ساحلِ بحر العرب، وتتميَّزُ بمأكولاتها اللذيذة، لا سيما المجبوس، الطبقُ المصنوعُ من الأرز البسمتي، مع الخضرواتِ، والدجاجِ، ومجموعةٍ واسعةٍ من البهارات، كما تُقدِّمُ خياراتٍ واسعةً من المأكولاتِ البحريَّة، لا سيما الكنعد، والهامور، والحبَّار، لكونها منطقةً ساحليَّةً.
من النشاطاتِ المناسبة للعائلاتِ في صلالة السباحةُ في مياهِ شاطئ المغسيل، والتنزُّه في وادي دربات، والاستمتاعُ بالتلالِ الخضراء، كما زيارةُ مسجدِ السلطان قابوس، وشراءُ الهدايا التذكاريَّة في سوقِ الحضن.
تأثيراتٌ شرقيَّةٌ وغربيَّةٌ في باكو
تمتزجُ في باكو، عاصمةُ أذربيجان النابضةُ بالحياة، الحداثةُ بالتاريخِ، والتأثيراتُ الشرقيَّةُ بالغربيَّةِ بسلاسةٍ. هناك، يتعرَّفُ السائحون على هندسةِ العمارةِ المذهلة، والمعالمِ الثقافيَّة، والأجواءِ الصاخبة في الوجهةِ الواقعةِ بمنطقة القوقاز.
وتمنحُ باكو العائلةَ، خلال ثلاثةِ أيامٍ، متَّسعاً من الوقتِ للقيامِ بجولةٍ بين معالمِ المدينةِ القديمة، و«العجائبِ» الحديثة، والبراكينِ الطينيَّة في حديقةِ جوبوستان الوطنيَّة.
يتمثَّلُ المَعْلَمُ الأكثر تميُّزاً في أذربيجان ببرجِ العذراء، حيث المنظرُ البانورامي على المدينة. كما لا يغفلُ عن زيارةِ مسجدِ بيبي هيبات ذي الهندسةِ المعماريَّة الشيروانيَّة المذهلة، وأبراجِ اللهب الشهيرة، وهي ثلاثُ ناطحاتِ سحابٍ زجاجيَّةٌ.
يومان في فرانكفورت
تقعُ مدينةُ فرانكفورت في الجزءِ الغربي من ألمانيا، وتحديداً في ولاية هيسن. بفضلِ موقعها المركزي على طولِ النهرِ الرئيس، تعدُّ المدينةُ مركزَ نقلٍ رئيساً، ما يسهِّلُ الوصولَ إليها من قِبل المسافرين من داخلِ ألمانيا وخارجها. تتمتَّعُ فرانكفورت بتاريخٍ غني، وأفقٍ حديثٍ، وعديدٍ من المعالمِ السياحيَّة التي تجذبُ السيَّاح من أنحاءِ العالم. أفقُ فرانكفورت المثيرُ للإعجاب، هو مشهدٌ يستحقُّ المشاهدة.
يُشارُ إلى المدينةِ باسم «مانهاتن» لكثرةِ ناطحاتِ السحابِ فيها، بما في ذلك برجُ كوميرزبانك الشهير، وميسيتورم. وعلى الرغمِ من كونها مركزاً مالياً حديثاً إلا أن فرانكفورت تفخرُ أيضاً بجانبها التاريخي الرائع، إذ تتميَّزُ البلدةُ القديمة باحتوائها على مبانٍ نصفِ خشبيَّةٍ، أعيد بناؤها، وساحةِ Römerberg، التي تعدُّ بمنزلةِ القلبِ التاريخي للمدينة. يمكن أن يكون استكشافُ فرانكفورت من الماءِ تجربةً فريدةً من نوعها، خاصَّةً مع الأطفال، من خلال رحلةٍ نهريَّةٍ، ما يوفِّرُ منظوراً مختلفاً للهندسةِ المعماريَّة، والمناظرِ الطبيعيَّة للمدينة.
إن قضاءَ يومين في فرانكفورت كافٍ لاستكشافِ مركزها التاريخي، أو زيارةِ المتاحف، وحتى قضاءِ الصباحِ في مدينةِ هايدلبرج القريبة.
وتتمتَّعُ فرانكفورت بنظامِ مواصلاتٍ عامٍّ ممتازٍ، بما في ذلك القطاراتُ، والترامُ، والحافلاتُ، ما يجعلُ من السهلِ التجوُّلَ في أنحاءِ المدينة، واستكشافَ معالمها السياحيَّة. وتفتتحُ غالبيَّة المحلَّاتِ التجاريَّة، والمتاجرِ في فرانكفورت أبوابها من الإثنين إلى السبت، ويغلقُ بعضها في وقتٍ مبكِّرٍ من أيامِ السبت، وتبقى مراكزُ التسوُّقِ مفتوحةً عموماً حتى الثامنةِ، أو العاشرةِ مساءً خلال أيامِ الأسبوع.
ماليه وجهةٌ مثاليَّةٌ لمحبي الشواطئ
ماليه، عاصمةُ جمهوريَّة المالديف، ملاذٌ استوائي، يضمُّ جزراً مرجانيَّةً خلَّابةً، وشواطئ رمليَّةً نقيَّةً، ومياهاً صافيةً، تزخرُ بالحياةِ البحريَّة، ما يجعلُ منها الوجهةَ المثاليَّة لمحبِّي الشواطئ خلال عطلةِ عيد الأضحى.
تعدُّ جزيرة ماليه، تاريخياً، موطناً لعديدٍ من المباني المالديفيَّة المهمَّة مثل القصرِ الرئاسي، وحديقةِ السلطان، والمتحفِ الوطني، ومسجدِ هوكورو ميسكي، أو مسجدِ الجمعة.
ويمكن تنظيمُ رحلاتِ غطسٍ استكشافيَّةٍ، وجولات غوصٍ من المدينةِ وضواحيها، حيث تمثِّلُ جزيرةُ ماليه أتول الشماليَّة موطنَ بعضِ مواقعِ الغوص الرئيسةِ في البلاد. الحياةُ البحريَّة على الشِّعابِ الضحلة، تعني أنه يمكن للسيَّاح أيضاً رؤيةُ مجموعةٍ رائعةٍ من الأنواع دون الحاجةِ إلى وضعِ خزَّان الأوكسجين.
في ماليه، لا بدَّ من زيارةِ سوقِ السمك على مرمى حجرٍ من ميدانِ الجمهورية، وهو القلبُ النابضُ بالحياةِ لجزر المالديف، فالرزقُ من البحر، اعتمدت عليه البلادُ لقرونٍ قبل السياحة. في الخارجِ، وعبر الشارعِ المزدحم، يمكن رؤيةُ الصيادين العائدين من البحرِ محمَّلين بصيدهم «سمك التونة غالباً»، الذي سيتمُّ بعد ذلك وزنه، وبيعه.
الدرَّاجاتُ الناريَّة، هي وسيلةُ نقلٍ شائعةٌ في ماليه لزيارةِ عددٍ كبيرٍ من النقاطِ المثيرةِ للاهتمامِ في شمال شرقي الجزيرة.