كيف يمكن لجزيرة صغيرة مثل مينوركا أن تجمع بين الطبيعة الخلابة والتاريخ العريق والتجارب الاستثنائية؟ هل هي مجرد وجهة شاطئية في البحر الأبيض المتوسط؟ أم أنها تخبئ في زواياها مفاجآت لا يعرفها الكثيرون؟ عندما تزور مينوركا ستجد نفسك أمام أكثر من مجرد شواطئ فيروزية؛ فهناك قرى بيضاء مثل بينيبيكا وأزقة تاريخية في كويتاديلا تروي حكايات ماضيها العريق وممرات طبيعية مثالية للمشي وركوب الدراجات مثل كامي دي كافالز.
كما ستكتشف أسراراً دفينة في حصونها القديمة التي شهدت صراعات لا تزال بصماتها حاضرة. وإن كنت من عشاق الطبيعة؛ فمتنزه ألبوفيرا دي غراو هو المكان الأمثل لاستكشاف الحياة البرية والنباتات الفريدة. حتى الطعام له نكهة خاصة هنا؛ فجبنة ماهون، المنتشرة في جميع أرجاء الجزيرة، تحمل في مذاقها أثر الطبيعة البحرية التي تغذي مزارعها. وبين كل هذه التجارب، هناك جبل تورو الذي يمنحك إطلالة ممتعة على الجزيرة بأكملها؛ فهل أنت مستعد لاكتشاف مينوركا بكل تفاصيلها؟
نظرة على تاريخ مينوركا
مَنُورَقَة أو كما تُعرف باسم مينوركا هي واحدة من جزر البليار الواقعة في البحر الأبيض المتوسط والتابعة إلى إسبانيا. اكتسبت الجزيرة اسمها من حجمها. تمثل ماهون عاصمة الجزيرة وتقع في النهاية الشرقية من مينوركا، التي لا تُعد مقاطعة بحد ذاتها، بل تشكل اتحاداً سياسياً مع بقية الجزر في الأرخبيل.
التنزه في كامي دي كافالز
تُعَدُّ جزيرة مينوركا حلماً للمتنزهين وهواة الدراجات الهوائية وراكبي الخيول. ويُعَدُّ طريق كامي دي كافالز طريقاً مناسباً لهذه الأنشطة، حيث يحيط ساحل الجزيرة بطول 186 كيلومتراً. كما يُستخدم المسار للذهاب إلى بعض الشواطئ التي يصعب الوصول إليها في الجزيرة.
الاسترخاء على الشواطئ
تقع مينوركا في مياه فيروزية كثيفة محاطة بشواطئ رملية بيضاء وخلجان تغلفها أشجار الصنوبر. من أفضل الأنشطة التي يمكن القيام بها في مينوركا استكشاف ساحلها الذي يبلغ طوله 216 كيلومتراً مع نحو 100 شاطئ. لا يمكن الوصول إلى بعض هذه الشواطئ إلا بالقارب أو السيارة، إضافة إلى المشي لمسافات طويلة. يُعَدُّ التجديف بالكاياك طريقة رائعة لاستكشاف الكهوف والدخول إلى الخلجان السرية التي لا تستطيع القوارب الوصول إليها.
التجوال في كويتاديلا
إذا كنت تحب الأزقة المرصوفة بالحصى، حيث تفترش المقاهي كل زواياها؛ فإنك ستحب هذه المدينة، التي كانت عاصمة مينوركا الأصلية قبل ماهون. تضم كويتاديلا العديد من المباني المهمة، كما تصطف القصور القديمة على طول ساحتها الرئيسية في المدينة القديمة، بلاسا دي بورن. هُنا ينطلق الزائرين في متاهة من الشوارع من أجل استكشاف حدائق الفناء المخفية والمتاجر الحرفية.
جولة في متنزه ألبوفيرا دي غراو
للتنزه سيراً على الأقدام عبر بساتين الزيتون والبحيرات والمناطق الرطبة، توجه إلى الحديقة الطبيعية S'Albufera d'es Grau في الطرف الشمالي الشرقي من الجزيرة. هنا ستقابل مينوركا في انسجام مع الجمال الطبيعي، ولكن بوتيرة أبطأ.
زيارة المزارات التاريخية
كانت الجزيرة تتعرض للغزو بشكل منتظم من قبل جيرانها الأوروبيين والقراصنة المارقين؛ لذا تم بناء الحصون في ميناء ماو للمساعدة في حماية الجزيرة. يمكن خلال زيارة مينوركا استكشاف تاريخها عبر الذهاب إلى لا مولا، وهي قلعة من القرن التاسع عشر، إضافة إلى حصن مارلبورو الذي بناه البريطانيون في القرن الثامن عشر. يمكن أيضاً زيارة قلعة سانت فيليب ورؤية العديد من أبراج المراقبة والدفاع في جميع أنحاء الجزيرة التي كانت تُستخدم لإرسال إشارات الإنذار عند رصد قوات الغزو. كما يوجد في مينوركا سبع منارات، أشهرها منارة فافاريتكس الواقعة في شمال شرق الجزيرة.
تذوق الجبن المينوركي
تشتهر مينوركا بجبنة ماهون. سُميت بهذا الاسم نسبة إلى عاصمة الجزيرة، ولكنها تُصنع في جميع أنحاء مينوركا، وستجدها تُقدم في كل وجبة بشكل أو بآخر. تُصنع الجبنة من حليب الأبقار ولها طعم زبداني مالح قليلاً يأتي من النظام الغذائي للأبقار.
استكشاف بينيبيكا
خلال زيارة مينوركا، يمكن استكشاف هذه البلدة، وهي عبارة عن منتجع صغيرة على الساحل الجنوبي للجزيرة، تم بناؤها في سبعينيات القرن العشرين. تتميز المباني البيضاء الصغيرة في بينيبيكا بالزهور وتقع في متاهة من الأزقة المتعرجة، كما يوجد شاطئ رملي صغير ومطاعم ومتاجر.
مشاهدة هجرة الطيور
دخلت مينوركا بالكامل رسمياً ضمن محميات المحيط الحيوي في عام 1993، بفضل الجهود التي تبذلها الجزيرة لحماية الجمال الطبيعي بها وحفاظها على حيواناتها وحياتها البرية. 42% من الجزيرة محمية، ولهذا السبب لن ترى العديد من المباني الشاهقة والمناطق المبنية؛ إذ إن مينوركا تحترم بيئتها تماماً. ولأن الجزيرة تقع في منتصف مسارات هجرة الطيور عبر البحر الأبيض المتوسط؛ يمكن لعشاق الطيور مشاهدة ما يصل إلى 200 نوع مختلف من الطيور حول الجزيرة، بدءاً من عقاب السمك والطائرة الحمراء إلى البلشون والبط البري.
مغامرة في جبل تورو
تورو هو أعلى جبل في الجزيرة بارتفاع 358 متراً فوق مستوى سطح البحر، يوفر بعضاً من أفضل المناظر للجزيرة، حيث إن في يوم صافٍ قد ترى البر الرئيسي لإسبانيا. كان جبل تورو مزاراً منذ القرن الثالث عشر ويعتقد الكثيرون أن الجبل هو المركز الروحي للجزيرة.