برعاية وزير الدفاع سمو الأمير خالد بن سلمان آل سعود، نظّمت جمعية أسر التوحد، فعاليات بالتعاون مع مركز الأمير محمد بن سلمان للتوحد واضطرابات النمو، بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، مؤتمر تطوير خدمات التوحد، وهو أول مؤتمر عالمي لتطوير خدمات التوحد عبْر الابتكار والتكامل.
الحدث الذي أقيم في فندق الكراون بلازا في المدينة الرقمية في الرياض، شهد مشاركات محلية وعالمية ضخمة، نقلت تجاربها وخبرات مؤسساتها وأبحاثها العلمية الدقيقة، وتبادلت تصوراتها وتطلعاتها مع نخبة من المختصين الذين تواجدوا لنفس الهدف.
واكبت «سيدتي» هذا الحدث المهم منذ انطلاقته، وكان لنا في هذا السياق حوارٌ خاص مع الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد ، بالإضافة لعدد من الخبراء والمختصين في المجال .
رفع جودة الخدمات
رئيس مجلس إدارة #جمعية_أسر_التوحد، الأمير سعود بن عبد العزيز بن فرحان آل سعود يتحدث لسيدتي عن أهمية مؤتمر تطوير خدمات التوحد وما يقدمه من تبادل خبرات عالمية ومحلية.
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) October 5, 2023
وكشف الأمير أن الهدف من المؤتمر بنسخته الأولى وليست الأخيرة أن تكون المملكة حاضنة أساسية لـ #ذوي_التوحد مشدداً... pic.twitter.com/FKXxPSsYRg
خلال فعاليات اليوم الأول من مؤتم التوحد كان لسيدتي حوارٌ خاص مع الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد، تحدث فيه عن الأهمية التي يمثلها هذا الحدث، لاسيما أنه يستقطب خبراء ومراكز عالمية فعالة ضمن هذا المجال قائلاً: "لا شك أن الفائدة المرجوّة من خلال هذا المؤتمر كبيرة جداً؛ ففيه تبادل للخبرات العالمية والمحلية، ونقل تقنيات عالية لهذا القطاع، وهو قطاع جداً واعد في المملكة العربية السعودية، الفئة المستهدفة من خلاله فئة كبيرة تعيش بيننا".
وأضاف الأمير سعود بن فرحان آل سعود: "الطلب عالٍ جداً، والمأمول هو تقديم خدمات ذات جودة عالية جداً، ولن يتأتى هذا إلا بإشراك الخبرات الجديدة والحديثة جداً في تقديم الخدمات اللازمة لهذه الفئة في سبيل خدمتها".
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد أن: "الحدث يتضمن زواراً متخصصين على دراية كبيرة بتقديم كل ما يمكن لخدمة هذه الفئة، عناصر كثيرة ذات معرفة وعلم كبير، وطبعاً المؤتمر بنسخته الأولى هذه المرة، وستقام عدة نسخ قادمة منه في المملكة، إن شاء الله، ونطمح إلى أن نكون حاضنة أساسية لهذا الحدث".
وتمنى رئيس الجمعية المنظمة للمؤتمر، أن تكون مخرجاته مفيدة؛ مؤكداً أن التواصل مع المجتمع موجود بشكل مستمر وبشكل يومي، وهذا ما أنشئت من أجله الجمعية؛ قائلاً: "التوعية طبعاً عنصر مهم من عمل الجمعية، تقوم به ليلاً ونهاراً باستخدام كافة وسائل الترويج، والجمعية بشكل عام، تحمل على عاتقها خدمة هذه الفئة بكافة جوانب الحياة، سواء الاجتماعية، النفسية، المادية، التعليمية والصحية.. والآن الجمعية توسّع نشاطها بشكل كبير، ولله الحمد؛ لتشمل كافة محافظات ومناطق المملكة، لديها الوصول الرقمي لكل الأسر، وإن شاء الله التوسع مستمر والتقدم مستمر في هذا العمل".
وتوجّه سموه برسالة من خلال مجلة «سيدتي»؛ قائلاً: "طموحي أن تشارك جميع فئات المجتمع في خدمة هذه الفئة، وزيادة الاطلاع على خبايا هذا الموضوع، والاستزادة بالعلم فيه، واليوم نشهد معرض الرياض الدولي للكتاب، وأدعو الجميع من خلال هذه المناسبة للاطلاع على هذا الموضوع بشكل أكثر تفصيلاً؛ لاستشراف مستقبل هذه الفئة كجزء من هذا المجتمع".
افتتاح الحدث
انطلق الحدث بجلسة رئيسية غنية قدّمها كلٌّ من: الدكتور سليمان الحناكي، والدكتور عبدالعزيز الغامدي.. وتحدثت خلالها كلٌّ من: الدكتورة سوزان غوه، وهي طبيبة وباحثة متخصصة في مرض التوحد والنمو العصبي وشريك مؤسس ومدير طبي لمركز كورتيكا المختص برعاية طفل التوحد بشكل كامل، د. دورين غرانبيشه مؤسسة مركز CARD للتوحد والاضطرابات ذات الصلة وهو من بين أكبر منظمات علاج التوحد في العالم، تأسس في عام 1990 ويملك اليوم ما يزيد عن 100 عيادة متخصصة في الولايات المتحدة، كما وتحدثت خلال الجلسة الدكتورة هديل الخميس مديرة مركز الأمير محمد بن سلمان للتوحد واضطرابات النمو بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية.
الدكتورة سوزان غوه تحدثت في مداخلتها عن الدور الذي يقوم به المركز من خلال دراسات يقوم بها لتطوير منظومة التعامل مع التوحد، والتي تغطي عدة مجالات علاجية، ومن خلال الملاحظة والتشخيص وطرق التعامل مع الاضطرابات، وقالت: "كورتيكا يعتمد نهجاً متعدد الأوجه لبناء التحكم المعرفي في اضطراب طيف التوحد، وهو مهم للسيطرة على الحركات والأفكار والتحكم في الانفعالات والوظائف التنفيذية".
وتحدثت غوه عن: "الحالات الطبية الشائعة المصاحبة لاضطراب طيف التوحد"؛ مشيرة إلى تضمن المركز "فريق رعاية متعدد التخصصات من أطباء، ممرضين، مساعدين طبيين، فنيي التخطيط الكهربائي للدماغ، محللي السلوك المعتمدين، أخصائيي التدخل السلوكي، المعالجين بالموسيقى، مختصين بالنطق، معالجين فيزيائيين، أخصائيي الصحة العقلية، مهنيين وإداريين".
أما الدكتورة دورين غرانبيشه فقد تحدثت من واقع خبرتها الطويلة في المجال والأبحاث التي قامت بها من خلال مركز CARD، عن العلاج التكاملي متعدد التخصصات لمرض التوحد؛ موضحة في بداية مداخلتها: ما هو اضطراب طيف التوحد؛ معددة بعض النقاط التي ترتبط به، ومنها: "ضعف التواصل الاجتماعي، والتبادل العاطفي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبروز بعض السلوكيات المتكررة والإصرار، بالإضافة إلى الاضطرابات الطبية الأساسية".
أما مداخلة الدكتورة هديل الخميس؛ فتناولت حرص مركز الأمير محمد بن سلمان للتوحد واضطرابات النمو، على تطوير أدوات الفحص والتشخيص المبتكرة المبكرة لاضطراب طيف التوحد في المملكة العربية السعودية؛ مشيرة إلى أن: "انتشار اضطراب طيف التوحد قد ازداد بشكل كبير على مدى العقدين الماضيين من 2-3 من كل 10000 طفل إلى واحد من كل 59 طفلاً، وهذا بناء على دراسات مركز مكافحة الأمراض".
وافتتح أعمال المؤتمر سمو الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد، بحضور العديد من الشخصيات الفاعلة، وألقيت خلاله عدة كلمات افتتاحية منها: كلمة للأستاذة أريج المعلم، الأمين العام لجمعية أسر التوحد، وكذلك كلمة للدكتورة هديل الخميس، مديرة مركز الأمير محمد بن سلمان للتوحد واضطرابات النمو.
شراكات رئيسية
يقوم هذا المؤتمر على مجموعة من الشراكات المهمة مع جهات محلية وعالمية، ومن الشركاء الرئيسيين في هذا الحدث، مركز الأمير محمد بن سلمان للتوحد واضطرابات النمو في مدينة الأمير سلطان بن سلمان الطبية العسكرية، وعن الدور الذي يقوم به المركز ضمن هذا المجال، حدثتنا الدكتورة هديل بنت عبدالمحسن الخميس مديرة المركز قائلة: "مؤتمر اليوم هو حدث هام على مستوى الوطن بشكل عام، وهو مختلف عن المؤتمرات التي أقيمت قبل ذلك في المملكة، بتركيزه على استخدام التكنولوجيا الحديثة للحصول على التشخيص المبكر، وبالتالي العلاج المبكر أو التدخل المبكر مع أطفال التوحد، يشارك في المؤتمر 16 متحدثاً تقريباً، ستة أو سبعة منهم عالميون بأوراق علمية تدور حول استخدام التكنولوجيا لتطوير خدمات التوحد، وكذلك التركيز على أهمية وجود تكامل بين القطاعات المختلفة للتمكن من التعامل مع حالات التوحد في المملكة، مدعوّ للمؤتمر العديد من الشخصيات العامة من مختلف القطاعات: القطاع الصحي القطاع التعليمي قطاع وزارة العمل، والقطاعات الأخرى التي تُعتبر أصحاب قرار في تطوير خدمات التوحد في المملكة، نأمل إن شاء الله أن نخرج من هذا المؤتمر بتوصيات تساهم في تحسين الخدمة المقدمة للأطفال وللأهالي".
"بالنسبة للبحث القائم حالياً في مركز الأمير محمد بن سلمان للتوحد واضطرابات النمو، وهو في الحقيقة تم إنجازه وتبقّى النشر فقط، إن شاء الله، وهو حول استحداث جهاز أو تطبيق يقوم بمساعدة الأهالي بتسجيل فيديوهات قصيرة لأولادهم في بيئتهم الطبيعية، وهذا بالطبع أفضل للطفل من إحضاره إلى المستشفى والتعرض للتوتر، ثم تُعتمد آلية معينة لتحليل الفيديوهات والوصول إلى تشخيص مبدأي، كما يساعد في الوصول للحالات في أماكن لا يوجد فيها أطباء مختصون، كالأماكن البعيدة داخل المملكة، وهذا الحراك يهدف للمساعدة في الكشف المبكر عن اضطراب طيف التوحد.. العاملون في المجال يعلمون تقريباً، أن ست السنوات الأولى في حياة الطفل المصاب بالتوحد، هي أهم السنوات التي لا بد أن يبدأ فيها التدخل المبكر، ومن هنا جاءت أهمية التشخيص المبكر؛ فإن شاء الله نتأمل أنه بوجود مثل هذه التطبيقات ووجود أبحاث أخرى.
وأضافت الدكتورة هديل الخميس: "حتى نقدّم صورة ممتازة وخدمة نوعية ممتازة، لا بد من الاستفادة من التجارب السابقة، وهناك دول سبقتنا في بعض الخدمات، وحان الوقت لأن نعقد معهم اتفاقيات لنستفيد من تجاربهم السابقة، ونعتقد أن الاستفادة ستكون على مستوى الاستشارات بدعوة الخبراء وأخذ استشاراتهم في تطوير الخدمات، وعلى مستوى التدريب كذلك؛ إذ إنه بتدريب أبناء الوطن بشكل ممتاز وبشهادات متخصصة، ستنتفي الحاجة لدى الأسر للسفر والبحث عن مختصين خارج المملكة، وهذا كان هدفنا من التعاون مع المنشآت الخارجية".
ووجهت الدكتورة في نهاية حديثها نصيحة للأهل قائلة: "نحن في مركز الأمير محمد كذلك نهتم كثيراً بالوضع النفسي للأسرة؛ فوجود طفل باحتياجات خاصة في الأسرة، يؤثر على ظروف الأسرة بشكل كامل وعلى وضعهم النفسي؛ لذلك أول ما نبدأ به، هو التثقيف النفسي على تقبُّل التشخيص، وهذه أهم نقطة؛ فإذا تقبّلوا التشخيص يبدأون بالبحث عن سبل المساعدة من مختلف التخصصات؛ لمساعدة طفلهم المصاب بالتوحد على الاندماج في هذا المجتمع، وهذا يسهّل علينا التدخل كمختصين، هناك بعض الأهالي إذا لاحظوا أيَّ سلوك غير طبيعي، أحياناً يشعرون بالخجل ويلجأون للإنترنت أو للناس الأقل خبرة؛ لذلك أوجّه نصيحة لهم أن يبحثوا عن الشخص المختص؛ فالتوحد هو اضطراب نمائي له أكيد تدخلات تأهيلية؛ فلا يخجلوا ولا يقوموا بعزل أطفالهم ولا يتأخروا، لأن الوقت عامل كبير في عملية التحسن".
خبراء عالميون
ومن ضمن المتحدثين العالميين المشاركين ضمن هذا المؤتمر، كان لـ«سيدتي» حديث خاص أيضاً مع الدكتورة دورين غرانبيشه، مؤسسة مراكز CARD للتوحد والاضطرابات ذات الصلة، والتي تعَد من بين أكبر منظمات علاج التوحد في العالم، وقالت لنا: "أنا مهتمة بالمساعدة في نشر هذه الرسالة في جميع أنحاء العالم، وبالنسبة للمملكة العربية السعودية؛ فقد حققت الكثير من التقدم في توفير علاج جيد حقاً لمرض التوحد، وهذا المؤتمر هو مثال جيد على ذلك".
وعن أنواع التعاون التي يمكن أن تحدث مع المؤسسات السعودية في هذا الجانب، قالت: "هناك عدد متزايد من المؤسسات في المملكة العربية السعودية التي توفر تكنولوجيا متقدمة لعلاج مرض التوحد، وتحسين خدمات التشخيص؛ بحيث يمكن تشخيص الأطفال في وقت مبكر، والكثير من المراكز الآن متواجدة لعلاج التوحد، لقد عملت هنا في السعودية مع منظمة تسمى طيف عزيز، وهي مركز للتأهيل، كما أنها توفر الكثير من العلاجات الجيدة للحالات التوحدية، وهناك مراكز كثيرة يتم افتتاحها الآن في السعودية، وهو أمر رائع".
وأشارت الدكتورة إلى أنه: "في مرض التوحد، يعتمد التشخيص على الأعراض السلوكية، ولكن الكثير من الأطفال يعانون من أمراض طبية أيضاً، وما قدمته اليوم يتحدث عن علاج الأمراض الطبية؛ حتى يكون الطفل بصحة جيدة، ويتمكن من الاستفادة من العلاج السلوكي والتخاطبي".
وتحدثت غرانبيشه عن رحلة المركز قائلة: "لقد أسست CARD في عام 1990، ومع تزايد انتشار مرض التوحد، ولأننا أيضاً في الولايات المتحدة تمكنا من توفير تغطية تأمين صحي، ومع حدوث هذين الأمرين، تمكنت من فتح 260 عيادة في جميع أنحاء الولايات المتحدة؛ لتقديم جميع أنواع العلاج لمرض التوحد، وأنا آمل اليوم أن يشمل التأمين الصحي في دول أخرى من العالم، احتياجات العلاج المكثف المبكر، وهكذا فإن هذا النوع من المراكز سيتم افتتاحها هنا أيضاً، وأنا أجري اليوم مباحثات مع العديد من الجهات ذات العلاقة بتوفير هذه العلاجات".
اقرأوا المزيد: بالصور «سيدتي» تلتقي عدداً من الحضور خلال مؤتمر تطوير خدمات التوحد عبر الابتكار والتكامل