مصممة من إسبانيا مولعة بأعمال الحرفيين المهمشين وبتسويقها

ماريا إيبانيز، مصممة من إسبانيا
المُصمّمة الإسبانية ماريا إيبانيز

ماريا إيبانيز María Ibáñez، أمّ لثلاثة أطفال، إسبانية الجنسية؛ درست الإعلام وعملت في مجال تكوين العلامات التجارية، كما حصلت على درجة الماجستير في تخصص تصميم المساحات التجارية، ببرشلونة. كانت المصمّمة بدأت مشروعًا في مجال الديكور، "أونلاين"، لكن بسبب ظروف عائلية، انتقلت للعيش في سانتياغو بتشيلي. هناك، أُتيحت لها فرص السفر على نطاق واسع والالتقاء بالحرفيين، الذين يعيشون في عزلة وينتجون أعمالًا يدويّةً رائعة. لكن لا يحالف حظ الوصول إليها، سوى فئة قليلة من الناس. بهدف عرض هذه الأعمال، أنشأت متجر Llamative في مدريد وأونلاين.
في السطور الآتية، تتحدّث المُصمّمة الإسبانية لـ"سيدتي" عن الروابط التي تربطها بالحرفيين وخصائص قطعهم في مجال الديكور المنزلي وكيفية الحفاظ على معيشة هذه الفئات المهمشة من خلال تسويق نتاجهم الفريد والصديق للبيئة.

عالم الديكور

المصممة ماريا إيبانيز
ماريا إيبانيز

ما هي علاقتك بعالم الديكور؟

لطالما كان ديكور المنزل جزءًا من حياتي؛ والدتي مصممة ديكور داخلي، وفي سيارتها، لم يكن لنا متسع للجلوس بين العديد من العينات الموزعة على المقاعد. خلال الرحلات العائلية، في طفولتي، كانت متاجر التصميم أو المعارض الفنية من الأماكن التي لا بد من التوقف فيها... أعتقد أن ذلك منحني إحساسًا خاصًّا. أستمتع بالديكور كثيرًا وأُعجب بالمساحات الجميلة التي تدعو إلى المتعة! أعشق أيضًا، الألوان والأعمال اليدوية.

دعم الحرفيين

المصممة برفقة إحدى الحرفيات
ماريا إيبانيز، بصحبة إحدى الحرفيات

ماذا عن الهوى بقطع الديكور اليدوية؟

أعتبر أن الرفاهية لا ترجع إلى حقيبة باهظة الثمن متوافرة في مطارات العالم، بل إلى كل ما هو حصري ويصعب تحصيله. تتمثّل الرفاهية في القطع التي ترمز إلى ثقافة ما. أضيفي إلى ذلك، تكتنف الصناعة اليدوية على عنصر اجتماعي قوي جدًّا. دعم الحرفيين هو دعم لأسلوب حياتهم. العديد من الحرفيين، الذي أتعاون معهن، من النساء اللاتي يعملن في منازلهن، وأثناء قيامهن بالنسج أو التطريز، هن يعتنين بأسرهن ومنازلهن والحيوانات التي يربينها.

بطانيات
بطانيات ملونة

هل هناك حادثة معينة ألهمتك للعمل مع الحرفيين وعرض إبداعاتهم في متجرك؟

اكتشاف الحرفيين المجتهدين والموهوبين، الذين يعيشون في عزلة أي من دون وسيلة للوصول إلى السوق لترويج منتجاتهم، هو ما دفعني إلى إنشاء مشروعي. من ناحية أخرى، أنا مُتواصلة فعّالة، وأحب إحضار القطع الأصيلة والفريدة من نوعها لعرضها في عالمي. تنقل المنتجات المذكورة ثقافة مُعيّنة وتنتقل من جيل إلى جيل. لقد أُتيحت لي فرصة السفر إلى منطقة الأمازون في البيرو، قبل بضعة أشهر، حيث هناك تقاليد قوية في التطريز، لا سيّما في صفوف النساء. هن يقمن بالتطريز، حتى أثناء الانتقال من مكان إلى آخر، لغرض محاولة بيع قطعهن، وهذا يجعلني غاضبة، لأنهن في كثير من الأحيان ينفقن على وسائل النقل عند محاولة بيع قطعهن أكثر من الربح الذي يحققنه منها. أودّ العمل معهن في الأشهر المقبلة، حتى يتمكنّ من التركيز على حرفتهن، من دون الحاجة إلى البحث عن مشترين.

ما هي المواد الأبرز التي يستخدمها الحرفيون في صنع قطع الديكور؟

المواد التي يستخدمها الحرفيون، الذين يعيشون في عزلة شديدة عن "الحضارة"، صديقة للبيئة، فالطبيعة هي مخزن هؤلاء، ومصدر إلهامهم.. تُمثّل الطبيعة كل شيء لهم. على سبيل المثال، البطانيات من كوزكو (مدينة تقع في جبال الأنديز، بالبيرو)، مصنوعة من الصوف المجزوز من الأغنام التي يربونها بأنفسهم، ومصبوغة بأصباغ طبيعية. تختلف ألوانها دائمًا، لأن الأخيرة مصدرها الأوراق أو الجذور أو الزهور أو حتى الطفيليات. تؤثر المواسم أو ما إذا كان هناك أكثر من نوع واحد من النباتات في عام واحد على نظام ألوان الأقمشة. بالإضافة إلى المنسوجات، أعرض سلال وأقراط مصنوعة من الألياف الطبيعية وأوراق النخيل وغيرها من النباتات المحلية.

مجموعات أثاث رائعة

مقعد معاصر مصنوع من صوف كوزكو
مقعد يدمج في تصميمه المعاصر بين صوف كوزكو والحديد

كيف تجعلين مصنوعات الحرفيين الذين يعيشون في عزلة تبدو أكثر حداثةً؟

يجب أن تتكيف المنتجات المصنوعة يدويًّا في الأماكن النائية، مع أذواق واحتياجات الناس الذين نريد بيعها لهم. بدأت في عام 2015 في عرض بطانيات كوزكو الصوف ذات الألوان الزاهية. صحيح أنها كانت تستخدم في الأصل كبطانيات، لكنني اعتقدت أنها أكثر قابلية للتسويق كبسط. ولهذا السبب، أطلقت على هذا المشروع اسم "البساط العرقي". ومن خلال التجربة، اكتشفت أن البطانيات مثالية في الاستخدام أيضًا، في التنجيد، لذا أعددت مع أطراف أخرى مجموعات أثاث رائعة. في هذا الإطار، أنقذنا الكراسي القديمة ذات الطراز الفرنسي الكلاسيكي وقمنا بتنجيدها بصوف كوزكو. بالإضافة إلى إضفاء لمسة على القطع الكلاسيكية، نصمّم قطع أثاث معاصرة من النسيج المذكور. التباين بين هذا القماش الدافئ والريفي مع المواد الصناعية، مثل: الحديد يعمل بشكل جيد للغاية.

ديكور وألوان

أرائك كلاسيكية صغيرة مجددة
أرائك صغيرة فرنسية مجددة

ألوان التصميمات غنية؛ هل تتقصدين ذلك؟

خلفية السرير ملونة
خلفية السرير منسوجة وملونة

بالطبع؛ تجذبني الألوان، وهي مؤثرة على أمزجة الناس، بحسب دراسات. الدرجات اللونية المستخدمة والنسب الموظفة من الأخيرة، بشكل صحيح، يمكن أن تخلق استجابة إيجابية في صفوف الناس. علامتنا التجارية مبهجة وإيجابية وحيوية للغاية، بفضل طبيعتها الملونة.

السفر

كيف جعلتك رحلاتك مهتمة بالحرفيين أو المنتجات القبلية؟

يُعرّف السفر المرء إلى حقائق جديدة ويُساعد في إبعاد الذات عن واقعها اليومي. مُنجذبة إلى السفر إلى مواقع ريفية أو غير مطروقة، أكثر من الرحلات إلى مواقع عالمية. وخلال الأسفار، لا أقاوم أبدًا فكرة الجولات في الأسواق المحلية أو اكتشاف متاجر تحمل علامات تجارية ممثلة للبلد الذي أزوره. الجدير بالذكر أن العثور على الحرفيين، في الوجهة الجديدة المقصودة، ليس سهلًا. في العادة، أقوم بالكثير من الأبحاث من خلال التحدث إلى المحليين وأصحاب المتاجر وسائقي سيارات الأجرة... فالأحاديث الشفوية تمنحني نتائج أفضل من جوجل أو أي كتاب سفر!

ماذا عن مجموعاتك الموسمية الجدية؟

سأفاجئك بإجابتي؛ لا مجموعات موسمية، في متجري. بما أننا نتاجر في قطع فريدة من نوعها، ندمج منتجات جديدة بالمتوافرة، بوتيرة أسبوعية، ولا نتوقف أبدًا عن الإبداع، ممّا يضفي الكثير من الديناميكية على متجرنا ويتيح لنا دائمًا أن يكون لدينا مواد جديدة لمشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي! في الوقت الراهن، نعمل على مجموعة من الاكسسوارات المنزلية والأزياء ليوم الأم (يحتفل في المناسبة في الأحد الأول من شهر مايو، في إسبانيا) تتضمّن صناديق المجوهرات المغطاة بصوف الأنديز وحقائب اليد المنفذة من الخيزران ومفارش المائدة المصنوعة في كولومبيا بألوان مبهجة... أضيفي إلى ذلك، نوشك على إطلاق مجموعة من "البوف" المنجدة ذات تصاميم مبتكرة للغاية، ومثالية للبيئات التي تسمح بالاسترخاء فيها!